كتبه (للايڤ ساينس): لورا جيجل
منشور بتاريخ: 11/4/2018
ترجمة: احمد طريف المدرس
تدقيق: ريام عيسى
تصميم: أحمد الوائلي
يولد اللب الحديدي المنصهر في الأرض حقلاً مغناطيساً قوياً يحيط بها. وتعتبر هذه المعلومة معروفة لمعظم الناس، ولكن مالم نكن نعلمه هو وجود حقل مغناطيسي اخر تولده المحيطات. قامت وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) بتوجيه ثلاث مركبات فضائية أطلقتها الوكالة في عام 2013 تدعى سوارم لرسم خريطة للمجال المغناطيسي الغامض المنبثق عن مد وجزر المحيطات. وقدم البحث الجديد خريطة رقمية ثلاثية الأبعاد، ونظرة جديدة حول كيفية توليد الدرع المغناطيسي الارضي الشبيه بالشرنقة، فضلاً عن تصرفاته والتغيرات التي تصيبه بمرور الوقت. بحسب الجيوفيزيائيان في جامعة ليدز (فيل ليفرمور) و(جون ماوند) يحمي المجال المغناطيسي الكوكب من الريح الشمسية (تيارات من الجسيمات المشحونة). حيث تشكل هذه الجسيمات خطراً على ملاحة الأقمار الصناعية والطائرات، وقد تتداخل حتى مع شبكات الطاقة الكهربائية. ناهيك عن الأضرار الصحية الجسيمة التي قد تسببها لصحة الانسان.
ولفهمٍ أفضل لأصل الحقل الارضي، قام الباحثون بإستخدام خريطة سوارم لدراسة مساهمة المحيطات بتوليد المجال بدقة كبيرة. ورغم أن مساهمة المحيطات المغناطسية صغيرة نسبياً، إلا أنها مهمة في المجال المغناطيسي الكلي للأرض. حيث يستطيع الملح في مياه المحيط نقل الكهرباء. ومع حركة المحيط الدورية، صعوداً وهبوطاً. و خلال المد والجزر فإن الماء المالح يولد حقل مغناطيسي يحيط بكوكبنا. كما تحرض اشارات المد والجزر المغناطيسية استجابة مغناطيسية في القاع. يقول نيلس اولسن( مدير قسم الجيومغناطيسية في الجامعة التقنية في الدنمارك) أن استخدامنا سوارم لقياس الإشارات المغناطيسية للمد والجزر من سطح البحر إلى قاعه منحنا صورة شاملة عن كيفية تدفق المحيطات في كافة المستويات، وهذا انجاز جديد. وقال اولسن لـ بي بي سي إن الحقل المغناطيسي الذي تولده المحيطات صغير جداً برتبة 2 -2.5 نانو تسلا عند ارتفاع الأقمار الصناعية، وهو أضعف بنحو 20،000 مرة من الحقل المغناطيسي الكلي للأرض.
وصرح ايضاً أنه سيتم الاستفادة من البيانات لفهم كيفية تأثر المحيطات بتغير المناخ، حيث تمتص المحيطات الحرارة من الهواء، وإن فهم كيفية توزيع وتخزين هذه الحرارة الممتصة، خاصة في القاع، مهم جداً لفهم التغير المناخي.
المقال باللغة الانجليزية: هنا