كتبه لموقع (آي أف إل ساينس): جوناثان كالاخان
بتاريخ: 19 آذار 2018
ترجمة: [ورد عرابي] [وميض صباح]
مراجعة: أحمد نُعيم
تصميم: مرتضى ضياء
اكتشاف جديد الأكوان المتوازية
كتب ستيفن هوكينج قبل أن يقضي نحبه آخر أوراقه العلمية فيما يخص إمكانية اكتشافنا للأكوان المتعددة، ويمكنك قراءتها الآن.
ويوفر موقع آراكسيف مسودةً من هذه الورقة البحثية التي تحمل عنوان “خروج سلس من التضخم الأبدي”، وقد شارك في كتابتها عالم الفيزياء البلجيكي توماس هيرتوج من جامعة “لويفن”، ونُشرت منذ أسبوعين على رابط. وهذه الورقة البحثية قيد المراجعة من مجلة علمية رائدة.
وتتعمق هذه الورقة البحثية في نظرية الأكوان المتعددة؛ ومفادها أن الكون الذي نعيش فيه هو واحد من أكوان عديدة تُشكل الوجود بأكمله. وتُشير إلى إمكانية اكتشاف أثر هذه الأكوان المتعددة من خلال خلفية الإشعاعات المنبعثة من كوننا.
وتعليقًا على هذا البحث، يقول توماس هيرتوج: إنّ هذه النظرية نسخة مطورة من نظرية هوكينج الأصلية “اللاحدود” المستمدة من نظرية الانفجار العظيم والتي شاركها في وضعها جاميس هارتل سابقًا في عام 1983. وتشير هذه النظرية إلى أن الانفجار العظيم لكوننا صاحبه انفجارات أخرى في أكوان متوازية.
وأضاف هيرتوج: بدأنا تدريجياً نُدرك مسألة أن كوننا ليس بمفرده، وإنما توجد أكوان متوازية بعددٍ لا محدود. بيد أن هوكينج لم يكن راضياً عن هذا الوضع، وأخبرني قبل عام سبق، علينا أن نحاول تطوير وإثبات نظرية الأكوان المتوازية. لذلك شرعنا في تطوير طريقة لتحويل فرضية وجود أكوان متوازية إلى إطار علمي متناسق منطقياً وقابل للاختبار(أي نظرية مثبتة بالأدلة العلمية).
ووفقاً لهذه الورقة، يُمكن اكتشاف بقايا الانفجار العظيم للأكوان الأخرى في موجات الجاذبية المنبعثة من الانفجار العظيم لكوننا. وفي حين أن فكرة وجود أكوان متعددة هي موضع نقاش حاد بين العلماء، فإن نموذج هوكينج وهيرتوج يُشير إلى احتمالية وجود أدلة قاطعة في كوننا على الأكوان الأخرى المتوازية.
ولا تزال هذه الورقة قيد المراجعة، لذا لا يمكننا التوسع في تحليلها حتى الآن. لكن إن صح ما جاء فيها، واستطعنا العثور على دلائل تُثبت وجود أكوان متعددة، فعندئذ يستحق هذا الاكتشاف جائزة نوبل.
واستطرد هيرتوج قائلاً: أعتقد أن هوكينج كان يستحق جائزة نوبل منذ زمنٍ بعيدٍ.
جدير بالذكر أن هوكينج رحل عن عالمنا في 14 آذار 2018 عن عمر يناهز 76 عاماً. وكان قد صارع مرض العصبون الحركي معظم حياته، إلا أنه استطاع نشر عدد من البحوث العلمية الرائدة عبر التاريخ.
ومن بين هذه البحوث: نظرية إشعاع هوكينج، وهي الجسيمات التي تمّ التنبؤ بقدرتها على الإفلات من الثقوب السوداء. وكتابه تاريخ موجز للزمن؛ وهو واحد من أشهر الكتب العلمية على الإطلاق. وحتى بعد وفاته، لا تزال موجات أفكاره تتلاطم في بحار العلم.
ويختتم هيرتوج حديثه قائلا: كان هوكينج مغامراً، وكان العلم أعظم مغامراته. وهذه الورقة البحثية الأخيرة هي مجرد مثال على ذلك.
المقال باللغة الانكليزية: هنا