وصفة علاجية جديدة بنتائج مذهلة لعلاج الإيدز

ترجمة: نورالهدى عباس التميمي
تدقيق: فهد وردة
تصميم الصورة: مكي السرحان

قال الأطباء ان اكثر من 10,000 شخص من الممكن انقاذهم سنويًا من مرض الإيدز من خلال تغيير بسيط في الدواء.
غالبًا ما يتم تشخيص مرض نقص المناعة البشرية متأخراً، بعد ان يكون قد فتك بالجهاز المناعي، تاركاً اياهم بدون حماية.
ولمواجهة هذا، حاول الباحثون وصف خليط من الأدوية منذ بداية العلاج لمعالجة الامراض “الانتهازية”.
النتائج التي نُشرت في مجلة انكلترا الجديدة الطبية (The New England) أظهرت ان الوفيات تراجعت بنسبة 27%.
الإيدز نفسه لا يقتل. وإنما يترك الجسم معرضًا لأخطار الإصابة البكتيرية كالسل او الالتهاب الرئوي، فضلًا عن الفطريات التي يمكن ان تسبب التهاب السحايا المسختفي (Cryptococcal meningitis).
لكن البدء باستعمال المضادات الحيوية للايدز قد يشكل خطرًا ايضًا. فالادوية تشفي الجهاز المناعي، لكن ان ادركت المضادات وجود عدوى فأنها ستبدي هجومًا قويًا – على الدماغ مثلًا – وهذا قد يكون احياناً قاتلاً ايضًا.
لهذا، فالتجربة اعطت المرضى الذين يملكون عدد كريات دم بيضاء أقل من 100 مزيج من الادوية، تتضمن المضادات الحيوية إضافة الى ادوية مضادة للفيروسات القهقرية لعلاج الإيدز.
المرضى الذين اظهرت اختباراتهم اقل من 50 خلية بيضاء كانوا اكثر عرضة بست مرات للموت خلال 24 اسبوعًا مقارنةً بأولئك الذين اظهرت اختباراتهم اعلى من 100.
“مُنقذ الحياة”
أجريت التجربة في أوغندا وزمبابوي وملاوي وكينيا وشملت 1805 مريضًا فوق سن الخامسة.
في العادة، أكثر من واحد في العشرة كان من الممكن ان يلاقوا حتفهم في غضون أسابيع من التشخيص.
لكن النتائج اشارت إلى أن العلاج الوقائي أدى إلى:
● انخفاض الوفيات الى 27%.
● انخفاض السل الرئوي الى 28%.
● انخفاض الأمراض الفطرية المستخفية الى 62%.
● انخفاض فطريات الجلد الى 58%.
● انخفاض دخول المستشفيات الى 17%.
عمومًا، تم انقاذ 3 اشخاص من كل 100 شخص تحت العلاج.
قالت البروفيسورة ديانا جيب (من مجلس البحوث الطبية /وحدة التجارب السريرية في المملكة المتحدة) لموقع الـ BBC :” يمكنك أنقاذ اكثر من 10,000 حالة وفاة [عالميًا]، لكن ايضًا يمكنك منع أمراض السل الرئوي والتهاب السحايا المسختفي والسماح بدخول المستشفيات، التي تكون مكلفة”.
“لهذا، أنا أعتقد أنهُ يمكن أن يكون لهذا البرنامج العلاجي أثر كبير تمامًا ويمكن أن يكون تدخل إضافي بسيطًا نسبيًا.”
العلاج يكلف $5 (£ 3.80) فوق التكلفة التقليدية لكل مريض.
“العودة الى المستقبل”
ولأن كل مريض يُوصَف له جميع الأدوية فأنه لا حاجة لإختبارات مكلفة.
قالت البروفيسورة جيب لـ “BBC” في مؤتمر معيار المحاسبة الدولي أن المنهج كان :”فعالًا جدًا من حيث التكلفة في جميع أنحاء أفريقيا” و “نعتقد أنهُ يجب ان يصبح جزءً من المبادئ التوجيهية لعلاج الايدز.”
قال د. كارل ديفنباج (مدير قسم الايدز في المعهد الوطني للصحة في الولايات المتحدة الأمريكية) ان الفكرة تذكره ببداية عصر الإيدز، عندما كان هناك تركيز اكثر على معالجة الإصابات الانتهازية.
وقال لـ “BBC”: “طريقة العلاج هذه منطقية وقد عادت للمستقبل بطريقة جيدة”.
وقال ايضًا: “اعتقد أنه افضل علاج يمكن ان تأخذه، التحدي الذي تواجهه اقسام الصحة حول العالم هو شعورهم القوي بامكانية التخلص من الإصابات الانتهازية”. وأضاف: “لا يمكنهم اهمال اعداد هؤلاء المرضى، وأنه ليس كافيًا ان يضعوهم تحت علاج المضادات الفايروسية الرجعية فقط”.
العديد من المرضى في هذه التجربة ظهروا اصحاء عند تشخيصهم بالإيدز.
على الرغم من ان متوسط عدد الكريات البيض لديهم هو 36 فقط، الا ان نصف المرضى لم يظهروا اي أعراض للمرض.
قال د. ناثان فورد و د. ميج دورتي (من منظمة الصحة العالمية): “يجب ان يكون هنالك تركيز متجدد للاستجابةً لحاجة المرضى في المراحل المتقدمة لعدوى الإيدز والذين هم معرضين بشكل كبير لخطر المرض او الموت”.

المصدر: هنا