ترجمة: علي الرفيعي
تصميم: حسن عبد
’’
الأطفال بطبيعتهم يتصرفون بعدوانية تجاه أي شيء مختلف في الأطفال الآخرين خصوصاً من سن العاشرة إلى الخامسة عشرة. فإذا أدرك المسؤولون عنهم أن هذا الشيء التقليدي هو غير مرغوب، فإن باستطاعتهم صده بطرق عديدة، حيث يمكنهم وضع الأطفال الأذكياء في مدارس منفصلة (خاصة).
إن عدم التسامح هذا تجاه هذا الاختلاف يكون بصورة أعنف عند الأطفال الأغبى، الذين يميلون لاعتبار الأذواق الغريبة لدى الأطفال الأذكياء كشيء يدعو للاضطهاد. وعندما تكون السلطات غبية (وهذا شيء ممكن الحدوث)، فإنها ستميل لأن تقف إلى جانب الأطفال الأغبياء وستذعن، ولو ضمنياً، لهذه التصرفات العنيفة تجاه هؤلاء الأذكياء. وفي هذه الحالة، فإن المجتمع الناتج ستكون فيه المناصب المهمة من نصيب من يمكنهم غبائهم من ارضاء القطيع.
في مثل هذا المجتمع سيكون هناك سياسيون فاسدون، ومدراء مدارس جهلة، وشرطة لا تستطيع القبض على المجرمين، وقضاة يدينون الاشخاص الأبرياء. مثل هذا المجتمع، حتى لو سكن في مكان مليء بالثروات الطبيعية، فإنه في النهاية سيغدو فقيراً لعجزه عن وضع الرجل المناسب في المكان المناسب. ومثل هذا المجتمع،حتى ولو نادى بالحرية واقام التماثيل تكريماً لها، الا أنه سيكون مجتمع مُضطهد، يعاقب الذين يأتون بافكار جديدة لإنقاذه من الكارثة.
كل هذا سيبدو جلياً وواضحاً من الضغط الشديد للقطيع، أولاً في المدارس، ثم المجتمعات الكبيرة. إينما يوجود مثل هكذا ضغط فإن القائمين على التعليم والتربية لن يدركوا أن هذا الشيء سيء جداً، بل بالعكس سيكونون عرضة لتقبله كقوة دافعة نحو الخير والسلوك القويم.
‘‘
- مقتبس من كتاب (التعليم و النظُـم الاجتماعية)