الرئيسية / ثقافة / مواقع التواصل الإجتماعي تخدعك، حياة الآخرين ليست مثالية!

مواقع التواصل الإجتماعي تخدعك، حياة الآخرين ليست مثالية!

مواقع التواصل الإجتماعي تخدعك، حياة الآخرين ليست مثالية!
مشكلة إفتراض كمال حياة الآخرين
ما قد يحدث عندما نفترض أن حياة الآخرين مثالية.


بقلم: الدكتورة باربارا غرينبرغ (Barbara Greenberg)
ترجمة: عمر فتحي
تدقيق: عمر أكرم المهدي
تصميم: مكي السرحان

دائمًا ما أسمع هذا الرأي من الأصدقاء والمرضى والزملاء تقريبًا كل يوم!

يحاول الأفراد من كل مجالات الحياة وخصوصًا النساء معرفة لماذا يبدو كل من حولهم بـأنهم يحظون بحياةٍ رائعة وخالية من الضغوط ومشاكل الحياة المتعذَّر حلها. وأنت أيضًا ربّما تكون أحد هؤلاء الذين يتسائلون.

فـالقليل جدًّا هم من لديهم مناعة من تأثير الصور المختارة بعناية التى تُـوضَع على مواقع التواصل الإجتماعى.

ولربّما تتساءل لماذا تكون النساء بـالتحديد عُـرضة لمثل هذه المقارنات الإجتماعية التى تميل لإظهار حياة الآخرين أفضل.

الإجابة ببساطة تكمن فى أن النساء هن الأكثر إستخدامًا وإهتمامًا بهذه الشبكات الإجتماعية التى تعجُّ بـالصور المختارة بعناية للتعبير عن جودة الحياة، والرجال بـالطبع أيضًا يستخدمون تلك المواقع ولكن النساء هم أكثر تفحّصًا لهذه الصور ومن ثم أكثر عقدًا للمقارنات التى تشعرهم فى النهاية بأن حياتهم فى مرتبة أقل من حياة الآخرين.

ولربّما تتسائل مندهشًا لماذا إذًا نستمر فى متابعة هذه الصور والمنشورات التى تشعرنا بـالضيق وتجعلنا نتسائل عن مدى أهمية حياتنا وجدواها من الأساس!

وهذا بسبب أن من طبيعة الإنسان أن يعقد مقارنات بينه وبين من يعرفهم من مختلف مناحي الحياة؛ من مدرسة أو عمل أو صداقات مختلفة ممن نشعر بتشابههم معنا فى جميع الأشياء بـإستثناء شعورنا أن حياتهم أفضل. ولكن دعني أخبرك أن أولئك الذين تحسدهم على علاقاتهم الرائعة وأعمالهم الناجحة، هم أيضًا يحسدونك على أطفالك الرائعين الذين تنشر صورهم على الفيسبوك مثلًا!

إذًا؛ فـهناك خطأ ما، فـالناس دائمًا ما تفترض إفتراضات خاطئة عن حياة الآخرين. ولتهدئة الأمور ومحاولة إعادة الجميع إلى أرض الواقع سـأشير إلى خمس نقاط يجب أن تكون على وعي بهم قبل أن تقضي ساعة أخرى على الفيسبوك لـتقرّر أن حياتك فى مرتبة أقل من الآخرين!

 

1- ضع في إعتبارك أنه من غير المحتمل أن هناك شخصًا فى دائرتك الإجتماعية يعيش حياة مجرّدة من المصاعب والضغوطات، فـفي هذه الحياة؛ الجميع لديه مصاعبه، أما فى الواقع الإفتراضي وشبكات التواصل فـنحن نحاول على العكس إظهار الإنطباعات والأحداث الجيدة فى حياتنا، بعيدًا عن الخلافات مع شركائنا أو الصعوبات المالية، وصدّقنى إذا بحثت خلف القناع الظاهر لـحياة أي شخص فـإنك سـتجد صعوبات وتحديات توجد تمامًا بـجانب صور الفيسبوك الرائعة!

 

2- معظمنا يفعل ما بوسعه لـيشعر بذاته على نحوٍ جيد، وربّما نحاول أن نشعر بذلك أفضل عن طريق نشر الأمور التي تعزّز ذلك، فـجميعنا يريد التواصل والتفاعل ونحن نفعل ذلك عن طريق نشر الجانب الأكثر إضاءة فى حياتنا.

 

3- تذكّر أنه وراء كل صورة تُـنشَر على الفيسبوك، هنالك العشرات لا يتم نشرها، فـالهدف دائمًا هو تقديم الوجه الأفضل، فـلا أحد ينشر صوره ووجهه شاحب وهو مصاب بـالبرد، وصحيح أني أتذكر بعض الصور لأُناسٍ وهم مرضى، ولكن يبقى هذا إستثناءً نادرًا ما قد تشاهده.

 

4- يميل الناس إلى النشر عندما يكون لديهم ما يحفَـلون به، فـضع في إعتبارك أنه ليس معنى أنّ شخصًا ما نشر إحتفالاته ولحظاته السعيدة أن حياته مجرَّدة من أية صعوبات، فـالأمر على عكس ذلك ولكنه لا يتم نشره.

 

5- وأخيرًا؛ حاول جاهدًا ألّا تضع إفتراضات، وفكّر فيما تنشره، ألَـسْتَ أنت أيضًا تنشر لحظاتك السعيدة؟ ولكن هذا ليس معناه أنك تنعم بـحياة مثالية، ولذلك أسقِـط هذه الفكرة على ما ينشره الآخرون كذلك، فـالحياة كما يقول المثل الشعبي «حبّة فوق وحبّة تحت». ولكن عندما نضع الإفتراضات نقع حينها في المشكلة.

 

المصـدر:-

Psychology Today

عن

شاهد أيضاً

الأشخاص الحكماء أقل شعوراً بالوحدة! إليكم الأسباب

بقلم: مات دايفيس لموقع: Big Think ترجمة : رهام بصمه جي تدقيق: ريام عيسى  تصميم …

عندما يهدد فيروس كورونا حياتنا الشخصية / مقابلة مع جوديث روتشفيلد.

  بقلم : هيلين فرواد ترجمة : ياسين إدوحموش تدقيق (إملائياً): ريام عيسى تصميم الصورة: …