الرئيسية / طب / ربما تحاول الأحلام الغريبة والعنيفة أن تحذرنا من أمراض تصيب الدماغ مستقبلاً.

ربما تحاول الأحلام الغريبة والعنيفة أن تحذرنا من أمراض تصيب الدماغ مستقبلاً.

ترجمة: طه عبد الخالق
تصميم : ابراهيم الساكني

في حدث غير متوقع، وجد الباحثون علاقةً بين الأحلام الغريبة، والعنيفة جسدياً وبين خطر الإصابة بالأمراض العصبية مثل مرض باركنسون و مرض العته في المستقبل، لذلك اعتبروها على أنها علامة تحذيرية قبل عقود من الإصابة بالمرض. ولكن على الرغم من أنه لم يتم تحديد أو وصف هذه العلاقة بوضوح إلا إنه بحسب بحث سابق وضع احتمال الإصابة بنسبة 80 – 100 % بأمراض عصبية مستقبلاً بالنسبة لهؤلاء الذين لديهم أحلام من هذا النوع في نومهم. تعرف هذه الاضطرابات بالحلم كالأمراض السلوكية الخاصة بنوم حركة العين السريعة (REM sleep behavior disorder – RBD)، وهي تسبب حدوث حركات فعلية من الشخص النائم خارج حدود الحلم، فقد تجده يركل بقدمه أثناء النوم، يصرخ، بل أحياناً يستيقظ مذعوراً أو يقفز من فراشه غاضباً.
يقول خبير النوم كارلوس شينك، بمركز مينيسوتا الإقليمي لإضطرابات النوم أنه لا يهمنا ماهية هذه الأحلام، بل توقيتها. وأنه إذا تابعت هؤلاء المرضى فستجدهم يصابون بأمراض عصبية مستقبلا.
نحن نتنقل ليلاً عبر ثلاث مراحل من النوم، منها نوم حركة العين السريعة أو REM التي لا تعتبر المرحلة الوحيدة المرتبطة بحدوث الأحلام فيها. إن النشاط الكهربي للدماغ خلال هذه المرحلة يشبه تماماً النشاط الذي يكون في النهار، لكن يختلف في أن الشحنات الليلية لهذا النشاط الكهربي لا يقابلها أي استجابة عضلية لأن الجسم أثناء هذه المرحلة يمر بشلل عضلي مؤقت. لكن على الرغم من ذلك فإنه يسمح ببعض التشنجات العضلية مع الأشخاص الذين لهم نشاط أثناء نومهم كالتحدث مثلاً، لكن على الأغلب فإن معظم الناس يكونون هادئين بدون أي نشاط في هذه المرحلة من النوم.
إذا كنت من الأشخاص الذين يعانون من الأمراض السلوكية الخاصة بنوم حركة العين السريعة – REM sleep behavior disorder – فإن مرحلة الحلم الخاصة REM بنومك ستختلف، لأن هؤلاء المرضى يقومون بحركات جسدية تتوافق مع أحلامهم العنيفة. ليس هناك سبب واضح للإصابة بهذه الأمراض، كما أنها تظهر في أي سن، وبشكلٍ غريب فإنها تؤثر على الرجال كبار السن أكثر مما تؤثر على النساء والأطفال، حيث تبلغ نسبة الإصابة في الرجال بالنسبة للنساء 9:1.
وقد توفرت دراسة جديدة تبحث في العلاقة ما بين الأمراض السلوكية الخاصة والأمراض العصبية، قام بها العالم جون بيفر من جامعة تورنتو بكندا. حيث إنه، من المعروف أن جذع المخ Brain stem هو المسئول عن تكوين الأحلام، بالتركيز على ذلك فقد نجح بيفر في فصل مجموعة معينة من الخلايا التي ظهر أنها مسئولة عن تنسيق نوم حركة العين السريعة، عندما تمكن بيفر من الحصول على نفس هذه الخلايا في الفئران استطاع بكل سهولة التنقل من مرحلة نوم حركة العين السريعة REM إلى مرحلة أخرى NREM عن طريق تفعيل هذه الخلايا وإبطالها. بوضع هذه النتائج في الحسبان، فقد بحث بيفر وفريقه عن مدى فعالية هذه المجموعة من الخلايا في أدمغة المصابين بهذه الأمراض، فوجدوها مدمرة تماماً، تكمن أهمية العثور على هذا الضرر أن الفريق قد ربطه ببداية حدوث أمراض عصبية ناتجة له.
” لسبب ما، فإن منطقة نوم حركة العين السريعة REM sleep هي أول المناطق تضرراً ومنها ينتشر الضرر لباقي مناطق المخ مما يجعل ذلك سبباً في ظهور أمراض أخرى مثل مرض باركنسون. ” هكذا تحدث عالم الأعصاب جون بيفر، وأكمل حديثه قائلاً بأن هذا الضرر في الحقيقة هو أفضل طريقة يمكن التنبؤ من خلالها ببداية حدوث مرض باركنسون.
على الرغم من أن دراسات جون بيفر هي مجرد مرحلة تمهيدية لم تتم مراجعتها بواسطة علماء آخرين لكنها تتوافق مع الدراسات السابقة، و لسوء الحظ فإن نسبة تحققها بالنسبة لمصابي الأمراض السلوكية الخاصة بحركة النوم السريعة RBD مرتفعة جداً، فقد ذكرت دراسة في عام 2013 أجريت على 44 مريض أن نسبة كبيرة منهم بلغت 82 % قد تعرضوا لأمراض عصبية بعد عشرة أعوام من ملاحظة اضطراب النوم. في دراسة أخرى تم نشرها في نفس العام، أجريت على 26 مريض بإضطراب النوم فقد وجد أن نسبة 80.8 % قد تعرضوا لمرض باركنسون أو العته. بينما ذكرت دراسة نشرت في عام 2010 أجريت على 43 شخص مريض بإضطراب النوم أن 41 منهم، أي بنسبة 95 % تعرضوا لأمراض عصبية. وُجد أن الغالبية من هؤلاء الأشخاص قد أصيبوا بمرض عصبي معين وهو الضمور الجهازي المتعدد multiple system atrophy MSA .
في النهاية فإن هذه النسب المرتفعة ليست وحدها ما تؤيد دراسة بيفر كما يقول، بل ما يؤيدها هو التعرف على الدمج في خلايا جذع الدماغ التي أثبتت لنا أن هذه الضرر يمكن أن يتسبب في أمراض عصبية. كما ذكر في حديث صحفي أن أمراض اضطراب النوم يمكنها أن تكون مؤشر مبكر يسبق ظهور الأمراض العصبية ب15 عام.
وعلى الرغم من أننا نحتاج إلى أخرى لتؤيد هذا الموضوع إلا إنها كانت مؤشر قوي لتحذيرنا في المرات القادمة بخصوص الأحلام السيئة,
المصدر:
http://www.sciencealert.com/strange-violent-dreams-could-be-trying-to-warn-us-about-future-brain-disease

عن

شاهد أيضاً

التصوير الإشعاعي لأمراض الرئة المرتبطة بالتدخين الإلكتروني

بقلم: D.C. Christiani بتاريخ: 6/ 9/ 2019 لموقع: The New England Journal of Medicine ترجمة: …

كيف يمكن للأطباء تخفيض أعداد وفيات فايروس كورونا

بتاريخ: 12 آذار 2020 بقلم: راندلي كرون، و وين جاثام ترجمة: سهاد حسن عبد الجليل …