الرئيسية / علم نفس / الأحداث الرائعة قد تؤدّي إلى ذاكرة خاطئة

الأحداث الرائعة قد تؤدّي إلى ذاكرة خاطئة

عند تواجدك في تجمّع معيّن مثلّا، سياسي أو رياضي، سيكون هنالك أرجحية بتكوين ’’ذاكرة خاطئة‘‘ لأحداث تعود لذلك التجمّع، حسب دراسة جديدة.

وفي الدراسة، تم سؤال أشخاص فيما إذا كانوا يتذكّرون أحداثًا معيّنة، بعضها حدث بالفعل وأخرى لم تحدث. وجدت البحوث أنّ 10% من الأشخاص الذين حضروا تجمّعًا لم يكونوا مُهتمين به زعموا تذكّر أحداثٍ لم تقع – أو بمعنى آخر، تكوّنت لديهم الذاكرة الخاطئة – و 25% من الأشخاص الذين كانوا مهتمين بالتجمّع تكوّنت لديهم الذاكرة الخاطئة.
’’معظم الأشخاص لديهم ثقة عالية في ذاكرتهم المتعلّقة بالأحداث، ولكن هذه الدراسة أثبتت أنّ الذاكرة الخاطئة تتكرّر بشكل أكبر مما يعتقد الناس‘‘ – هذا ما قالته سيارا غرين “Ciara Greene” (وهي طبيبة نفسية في جامعة دبلن في إيرلندا) المشاركة في الدراسة.
وذكرت غرين أيضًا: ’’وبالنسبة لحياتنا اليومية، فإن الرسالة واضحة جدًّا، إن الشخص الذي يتذكّر حدثًا لا تتذكّره أنت ليس بالضرورة إنّه كاذب، قد يكون لديه ذاكرة خاطئة أو قد تكون ذاكرتك أنت هي الخاطئة‘‘.
وخلال الدراسة، قام الباحثون بسؤال 489 شخص ليقوموا بترتيب سبعة تجمّعات من الأكثر إلى الأقل أهمية لديهم، وكانت مواضيع هذه التجمّعات هي كرة القدم والسياسة والعمل والتكنولوجيا والأفلام والعلوم والأغاني. وبالإعتماد على الدراسة التي نُـشرَت في يوم الثلاثاء 1/9 في مدينة برشلونة الإسبانية في إجتماع لجمعية العلماء النفسيين البريطانية.
طلب الباحثون من كل شخص أن يقوم بسرد أربع قصص لأحداث تكون ذات صلة بموضوع معيّن وأن يقوموا بترتيبها من الأكثر أهمية بنظرهم، وأربع قصص أُخرى مُتعلّقة بذات الموضوع مرتّبة من الأكثر سوءًا. وفي هذه الحالة؛ تبيّن أنّ ثلاثة من هذه الأحداث قد حدثت بالفعل، لكن الرابعة كانت غير حقيقة. على سبيل المثال، في فئة (العلم) كانت الحادثة المختلقة عن إكتشاف مُـؤخّر لنوع من أنواع الطيور التي من المفترض أنّها مُـنقرضة في السنغال. وفي الحقيقة فإن هذا النوع شائع جدًّا في هذه البلاد وليس في خطر الإنقراض.
ثم طلب الباحثون من الناس أن يُـوضّحوا فيما إذا كانوا يتذكّرون الأحداث الأربعة التي سردوها عليهم بالإجابة بــ: ’’أتذكّر هذا‘‘ أو ’’أتذكّر هذا بشكلٍ مختلف‘‘ أو ’’لا أتذكّر هذا‘‘.
ولقد تبيّن أن الأشخاص يميلون إلى تذكُّـر الأحداث التي كانوا معجبين بمواضيعها أكثر من تلك التي لم يكونوا مهتمين بها. ومع ذلك؛ فإن هؤلاء الأشخاص يميلون إلى خزن المزيد من الذكريات الكاذبة المتعلّقة بالمواضيع المهتمين بها مقارنةً مع المواضيع التي لا تهمّهم.
’’وهذه النتائج كانت متوقّعة ومثيرة للإهتمام وبالتأكيد تستحق المزيد من الدراسات العلمية‘‘ – هذا ما قالته إليزابيث لوفتوس (Elizabeth F. Loftus)، الخبيرة في علم النفس في جامعة كاليفورنيا في ايرفين، وهي لم تكن مشاركة في هذه الدراسة.
وعلاوةً على ذلك، وجد الباحثون أنّ تأثير معرفة الكثير عن موضوع معيّن لدى الشخص هو نفسه ذلك التأثير الذي يتولّد عندما يكون الشخص مهتمًّا بالموضوع حيث أنّ هنالك عرضة أكبر لتكوين الذاكرة الخاطئة حول هذا الموضوع مقارنةً مع المواضيع التي لا يُـعرَف عنها الكثير.
وحسب ما قالته كرين أنّ السبب وراء الإحتمالية الأكبر لتكوين الذاكرة الخاطئة للمواضيع التي نكون مهتمّين كثيرًا بها أو لدينا معرفة أعمق عنها غير واضح. ومع ذلك، عندما يكون الشخص لديه معرفة عميقة عن موضوع معيّن فهذا يعني أنّه قام بتخزين ذكريات كثيرة عن الموضوع في دماغه. ولهذا عندما يواجه الشخص معلومات جديدة عن الموضع نفسه قد تؤثّر هذه المعلومات على الذاكرة المُـخزّنة مُـسبقًا.
ولقد صرّحت كرين بالقول: ’’هذا قد يؤدّي إلى الشعور بالأُلفة أو المعرفة المُـسبَقة للأحداث الجديدة، مما يؤدّي إلى الإقتناع بمصادفة هذه الأحداث مُـسبقًا و لكنّه في الواقع ذاكرة حالية‘‘. وبمعنى آخر؛ أن هذه المعلومات الجديدة قد تجعل الشخص يشعر بأنّها مألوفة، وبالتالي فربّما يفترض الشخص أنّها صحيحة.
ويقول الباحثون أنّه من المهم تعلّم طريقة عمل الذاكرة الخاطئة وذلك لتجنّب أضرارها، مثلًا عند الإستماع لروايات شهود العيان لجريمة معيّنة.
المصدر:- هنا

عن

شاهد أيضاً

الأشخاص الحكماء أقل شعوراً بالوحدة! إليكم الأسباب

بقلم: مات دايفيس لموقع: Big Think ترجمة : رهام بصمه جي تدقيق: ريام عيسى  تصميم …

الإنسحاب من العلاقات العاطفية بصمت أصبح عادياً

بقلم : ليزا بونوس بتاريخ : ‏13‏/02‏/2020 لموقع : The Washington Post ترجمة : حسين …