بقلم: جايسون سايمناو وبتاريخ: 22 تموز/يوليو 2016
درجات الحرارة عن طريق نظام محاكاة تنبّؤ الجو في الشرق الأوسط ليوم الجمعة وصلت إلى 54 درجة سيليزية. (WeatherBell.com).
درجة الحرارة في الكويت، في منطقة مطربة ارتفعت الخميس (21 تموز/يوليو) إلى 54 درجة سيليزية، وفي يوم الجمعة (22 تموز/يوليو) سجّلت البصرة، في العراق 53.9 درجة سيليزية، إذا ما تم تأكيدها فإنّ هذه القياسات ستمثّل أعلى درجة حرارة قد سُـجّلت في النصف الشرقي من الكرة الأرضية وفقًا لخبير الأرصاد الجوية لتحت الأرض جيف ماسترز “Jeff Masters” ومورّخ الطقس الجوي كريستوفر بيرت “Christopher Burt” الذي نشر الخبر.
من الممكن أنّ الــ 54 درجة سيليزية المسجّلة في منطقة مطربة في الكويت تطابق أعلى درجة حرارة مسجّلة بطريقةٍ موثوق بها في أي مكان بالعالم. وإنّ درجات الحرارة المسجّلة في منطقة مطربة والبصرة قد تكون هي الأعلى خارج وادي الموت في كاليفورنيا.
وادي الموت (Death Valley) حاليًّا يمتلك الرقم القياسي لأعلى درجة مسجّلة في العالم حيث وصلت إلى 56.7 درجة مئوية في 10 تموز/ يوليو من عام 1913، لكن مؤرّخ الطقس الجوي بيرت لا يثق بأنّها قراءات موثوق بها. حيث يقول: ’’لقد تم تمحيص تسجيل هذه القراءة ربّما أكثر من أي مكانٍ آخر في الولايات المتّحدة‘‘. ويضيف: ’’لا أملك الكثير لأضيفه للنقاش سوى إعتقادي بعد النظر لجميع الأدلّة بأنّ تسجيلات القراءة كانت على الأغلب ليست صحيحة‘‘.
إذا أهملنا تسجيل قراءات وادي الموت في سنة 1913، فسوف تعادل قراءة منطقة مطربة في يوم الخميس أعلى درجة حرارة معروفة، التي أيضًا كانت قد سُـجّلت في وادي الموت في 30 حزيران 2013، وفي تيرات تسافي في إسرائيل في 22 حزيران 1942، لكن ماسترز يقول أنّ القراءة المسجّلة في إسرائيل خاضعة للجدل.
البصرة، مدينة الــ 1.5 مليون نسمة والتي تبعد 120.7 كم شمال غرب الخليج الفارسي (أو العربي) سجّلت درجات حرارة تاريخية ليومين متتاليين. في يوم الخميس (21 تموز/يوليو) وصلت درجة الحرارة إلى 53.6 سيليزية، وهي الأعلى في تاريخ العراق وقد كُـسرَت في اليوم الذي تلاه، أي الجمعة (22 تموز/يوليو) لتصل 53.88 درجة.
بينما سجّلت درجات حرارة الشرق الأوسط في المناطق القاحلة ومواقع لا تحيطها المياه، واجهت مواقع تقع بالقرب من الخليج الفارسي (أو العربي) ذو الجو الخانق وخليج عمان أعنف موجة خلطت بين الحرارة والرطوبة. درجة حرارة الجو حوالي 38 درجة سيليزية ممزوجة بدرجات رطوبة هائلة كانت قد دفعت مؤشّرات الحرارة للإرتفاع، حيث تعكس كيف يمكن الإحساس بسخونة الهواء، بصورةٍ حرفية خارج جدول مؤشّرات درجة الحرارة.
في الفُـجيرة، في الساحل الشرقي للإمارات العربية المتّحدة. عتبة الندى “the dewpoint -” وهي طريقة لقياس الرطوبة وصلت إلى 32 درجة سيليزية في الرابعة عصرًا من يوم الخميس. عتبة الندى لــ 32 درجة سيليزية ممزوجة مع درجة حرارة الجو البالغة 36 درجة سيليزية تعطي حسب موشّر الحرارة إحساسًا يصل إلى 60 درجة مئوية.
مع ذلك، هذا الخليط من درجات الحرارة مع الرطوبة مرتفع جدًّا، حيث أنّه خارج جداول موشّرات الحرارة المصمّمة للقياس. هذا الجدول مُـطوّر من قِـبل آر جي ستيدمان (R.G. Steadman) في سنة 1979، حيث أن من أقصى درجة حرارة مصمّم لحسابها بالجدول هي 57.7778 درجة سيليزية.
في بندر ماهشهر في ايران، يوم الخميس درجة حرارة الهواء ارتفعت إلى 41 سيليزية، والتي تجمع مع قراءات الرطوبة لنقطة الندى “dew point” 30 درجة مئوية والتي تنتج حرارة حسب المؤشّر 60 درجة سيليزية، أيضًا خارج حسابات الجدول. هذه الظروف هي أقل قسوةً بقليل عن قراءات العام الماضي في 31 تموز حيث أنّ حرارة بندر ماهشهر وصلت 46 درجة سيليزية مع حرارة الرطوبة (dew point) 32 سيليزية، والتي أنتجت حرارة وصلت إلى 74 درجة مئوية. بندر ماهشهر تقع على الخليج الفارسي (أو العربي) في الجنوب الغربي لإيران.
في المناطق القاحلة في البصرة، عندما سجّلت درجات الحرارة الــ 53.88 درجة في يوم الجمعة، درجة حرارة الرطوبة (the dewpoint) كانت فقط بالقرب من 30 سيليزية؛ وكانت الرطوبة النسبية جافة حوالي 4%. هذه الظروف أنتجت مؤشّرات حرارة أقل من درجة حرارة الجو الفعلية؛ أي حوالي 46 درجة سيليزية؛ أي أن الجو الجاف تمامًا من الرطوبة جعل الإحساس به أقل حرارة.
درجات الحرارة المُـتّقدة التي شُـوهِدَت في الشرق الأوسط على مدى الصيفين الماضيين قد تنذر بدرجات حرارة أشد في المستقبل. دراسة كانت قد نُـشرَت في مجلّة (التغيُّـر المناخي الطبيعي) (Nature Climate Change) في أكتوبر حذّرت بأنّه ونظرًا للتغيّرات المناخية فسوف تصبح الحرارة مرتفعةً جدًّا لتكون غير قابلة للعيش من قِـبل الإنسان في نهاية القرن الحالي.
في شهر مارس، نشرت أكاديمية العلوم الوطنية (the National Academy of Sciences) تقريرًا ينصّ على أن النشاطات الإنسانية المسبّبة للتغيّر المناخي تساهم بجعل موجات الحر أكثر سوءًا.
المصدر : هنا