أعلن روّاد الفضاء الذين قادوا الرحلة الفضائية التي مهدت للهبوط على القمر بأنَّـهم قد سمعوا «موسيقى غامضة في الفضاء الخارجي» أثناء تحليقهم خلف القمر في آيار/ مايو سنة 1969.
كُـشِفَت حقيقة هذا الضجيج الغريب والغامض في حلقةٍ من برنامج «ملفات ناسا غير المفسَّـرة» “NASA’s Unexplained Files” على قناة «ساينس جانل»“Science Channel”. تركّزُ الحلقة على الحدث الغريب الذي تعرّض له طاقم مهمة (أبولو 10) “Appolo 10″، وهي المهمّة التي حلّقت بإتجاه القمر، دخلت في مجاله الجوي واقتربت لمسافة 5000 قدم من سطح القمر من أجل التحضير لرحلة (أبولو 11) “Apollo 11” التاريخية والتي حطّت على القمر بنجاح.
عند مُـراجعة التسجيلات الصوتية لرحلة أبولو 10، فإنّنا يُـمكن أن نسمع طاقم الرحلة والمؤلَّـف من (توم ستافورد “Tom Stafford” وجون يونج “John Young” وايوجين سيرنان “Eugene Cernan”) وهم يتحدّثون عن سماعهم لصوتٍ غريب وغير مألوف، ويتسائلون فيما إذا كان لِـزامًا عليهم إخبار وكالة ناسا بهذا الأمر العجيب.
قال أحد أولئك الروّاد الفضائيين: ’’يبدو بأنّها، كما تعلم، نوعٌ من الموسيقى الفضائية‘‘
يتسائل أحد روّاد الفضاء: ’’هل يجب علينا أن نخبر وكالة ناسا بهذا؟‘‘
يجيبه آخر: ’’لا أعلم، يجب أن نفكّر بالأمر.‘‘.
لا يوجد تسجيل يوضّح مناقشة الطاقم لموضوع الضجّة هذه مع وكالة ناسا أو مع العامة. من غير الواضح فيما إذا كان روّاد الفضاء قد سمعوا هذه الضجّة عقب مرورهم بالجزء البعيد من القمر أم أنّهم سمعوها في مهماتٍ لاحقة. فقد حلّق يونج إلى القمر مرّة أخرى ومشى عليه بصفته قائد مهمة (أبولو 16) “Apollo 16”. سيرنان هو الآخر قاد مهمّة (أبولو 17) “Apollo 17” وكان آخر رجل يمشي على القمر. ستافورد، من جانبه حلّق إلى الفضاء ثانيةً، لكنّه لم يذهب إلى القمر مرّةً أخرى.
تمَّ تسجيل أشرطة رحلة آيار/مايو في عام 1969 عندما كان طاقم أبولو 10 في الجزء البعيد من القمر، وخارج نطاق الإتصال بالأرض. استمرّ صوت الصفير على طول الساعة التي كان فيها روّاد الفضاء خارج منطقة التغطية، بعد ذلك، تمَّ إرسال هذه التسجيلات إلى مركز قيادة العملية حيث تمَّ تشفيرها وأرشفتها وحفظها بشكلٍ سريِّ بحَـسَب البروتوكول. وفي نهاية الأمر، أُفصِـحَ عن هذه المحادثة في عام 2008.
يظنُّ بعض التقنيين، ووفقًا لما قاله الباحث آندرو جيكن “Andrew Chaikin”، بأنَّ هذا الصوت قد تولَّـد نتيجة التداخل الحاصل في موجات الــ VHF بين مركبة القيادة والمركبة القمريّة. ولكن هذا التفسير لا يُـقنع الجميع فقد قال رُبَّـان مركبة القيادة في مهمّة (أبولو 15) “Apollo 15” آل ووردين “Al Worden” في مقطعٍ من الحلقة ما نصُّـه: ’’إنَّ طاقم مهمّة أبولو 10 معتادٌ على نوع الضجّة التي يجب عليهم سماعها،‘‘ وأضاف قائلًا: ’’يخبرني المنطق بأنّه لو كان هنالك شيءٌ ما مسجَّـلٌ هناك، فلا بُـدَّ من وجود شيءٍ ما هناك.‘‘
المصدر: هنا