فيما لو كُنت مَخموراً أو مُنتشياً أو سكراناً أو ثَملاً فإنك ستتعرض لعدد تأثيرات بصرية مُحرجة غالباً عندما تَثمل، فقد تبدأ بترديد أغنيتك المُفضلة وتنتهي بالتقيؤ، لكن ما الذي يحدث لك فعلاً عندما تَسكر؟
في بداية الليلة..
سَتشعر بأنك ملك
إنها ليلة الخميس، وأنت تتناول كأساً من النبيذ أو علبة من البيرة، فقد كان أسبوعك حافِلاً ومتعباً، ولكن أول شئ ينبغي عليك أن تعرفه وأنت تحتسي المشروب هو أن الكحول مُخدر، وتأثير المُخدر يعتمد على كميّة المشروب وسرعة الشُرب، فبعض العقاقير المُخدرة تكون دقيقة في تأثيرها على الجسم اما الكحول فهو على العكس تماماً.
يقول الدكتور براون:” الكحول هو كالقُنبلة اليدوية، تنفجر وتطيح بكل شئ”
فحالما تشرب الكحول -او الإيثانول تحديداً- فإنه سيذهب مباشرةً إلى المعدة ثم و يُمتص بسرعة إلى مجرى الدم، ولهذا فإنه ينتقل خلال الجسم كله.
ويوضح الدكتور براون :”إن جسدك يستجيب للكحول كما لو انه قد دخل سمُ سئ جداً ويوجه للتخلص منه”
ثم يبدأ الكبد بعملية تفكيك الكحول حيث يُطلق إنزيم “الكحول ديهايدروجينيز” حيث يسحب جزيئتي هيدروجين محولاً إياه الى اسيتيل ديهايد والذي يلعب دوراً في أعراض تأثير ما بعد الخمرة، والذي سيتفكك الى حامض الخليك لاحقاً.
فإذا شربت أكثر مما يستطيع كبدك مُعالجته ستبدأ بالسُكر، وسرعة وصولك إلى حالة “الثمالة” يعتمد على عِدة عوامل من بينها كمية الأكل الذي تناولته قبل الشُرب.
فكما معروف عن الكُحول أنه يُثير الإحباط ألا إنه في الحقيقة يمتلك طورين من التأثير، ففي النصف الاول من الساعة الأولى من بدء الشُرب ستشهد تأثيرات مُحفزة والشُعور بالنشاط والخِفة، فالكحول يُقلص قابلية الدماغ على التثبيط وبذلك سيضخ الدماغ القليل من الدوبامين -الجزيئة التي تُعتبر مكافأة من الدماغ- وبهذا ستشعر بالمُتعة.
عندما تبدأ بالشعور بالكآبة
وأنت تشرب المزيد من الكؤوس ستكون أخرقاً أكثر، وستتجاوب ببطء مع الموقف من حولك، ومدى رؤيتك سيكون مشوشاً، هنا سيؤثر الكحول على الجزء الآخر من الدماغ؛ أي سيبدأ بإخراج التأثير المُثبط.
في حوار مع الدكتور ستيفين براين مؤلف كتاب Buzz: The Science and Lore of Alcohol and Caffeine للكشف عمّا يحدث في أدمغتنا عندما نشرب الكحول.
الكُحول يزيد من أرسال حامض كاما-امينوبيوتاريك(GABA) المُثبط إلى الدماغ، وهذا الحامض هو ناقل عصبي مسؤول عن توهين الإستجابة العصبية، مُسبباً تُعثر في الحركة ولعثمة في الكلام وهذا معروف عند السُكر.
ويقول الدكتور براون ” هذا ليس الوقت الملائم لإتخاذ قرارات مصيرية”. لأن الكحول سيقوم بكبح التثبيط السُلوكي أي عندما تكون سكراناً ستفعل أشياءاً لم تكون لتنفعلها لو كُنت صاحيّاً.
التبول … كثيراً
قد عُدت لتوّك من الحمام لكنك ستشعر بالحاجة للعودة مرة أخرى، وهذا بسبب أن الكبد يعمل بشدة لطرد الكحول من الجسم،فالكحول يقوم بحجب الهرمون المُضاد للتدرر والمسمى “Vasopressin” وهذا الهرمون يقوم بـ إبقاء الكُلى من أن تفرز المزيد من السوائل ويأمرها بأن تُعيد أمتصاص الماء، وحينما يقوم المحول بحجب هذا الهرمون، سيبدأ جسمك بإخراج المزيد من السوائل أكثر مما تناولته من الجعة أو النبيذ، ولهذا سينتهي بك المطاف إلى الجفاف وهذا السبب الأكبر للصداع بعد الشرب.
ربما ستود ممارسة الجنس، ولكن…
قد يُحفز الكحول على رفع الشهوة الجنسية، لكنه يكبح الإستجابة لها، حيث يوضح شيكسبير هذا الأمر ببلاغة:
“الكحول يُثير الرغبة لكنه ..يأخذ الأداء”
يقول الدكتور براون: ” بعد الكأس الثالث أو الرابع من النبيذ، سيذهب كل شئ الى الأسفل، من وجهة نظر فسيولجية تماماً، الكحول غير مُلائم للجنس”.
فالكُحول يُصعّب عملية الإنتصاب، ولن تنفع السوائل المُزيتة، أما هزة الجماع فمن الصعب تحقيقها، فقد تستيقظ صباح اليوم التالي وتنظر الى سريرك والى شريكتك وتسأل نفسك. ماذا كنت أفكر؟
يضيف الدكتور براون: “من الواضح إنك لم تكن تُفكر … فتحت تأثير الكحول قد تجد نفسك مُنجذباً إلى شخصٍ آخر، ليس بنفس درجة الإنجذاب لو كنت صاحياً، وهذا يعني أن الكحول قد قام بإيقاف عمل الفُص الجَبهي مما أدى بإرخاء التحكم بالمراكز العاطفية في الدماغ”
وتقول دراسة نُشرت في دورية “Addiction” (الإدمان) تقترح أن هذه الظاهرة تشبه حجب تطابق الوجه في النظارات الواقية، فالكحول يقلل القدرة على تقييم تناسق الوجوه، وهذا يَسهم في جذب واختيار الشريك.
المصدر: هنا