في عالم النفط قام المُنتجون بمحاولة خفض التكاليف لمواجهة انخفاض اسعار النفط بسبب دخول منتجي النفط الصخري الى الاسواق .
كبار المنتجين قاموا بتخفيض ما يقارب الثلث من تكاليف الانتاج واستمروا بضخ النفط لاجل تخفيض الاسعار وبالتالي تخفيض التكاليف . وذلك يجب ان يمنحهم شعورا من الامان المزيف حول اتجاه الاسعار المستقبلي للنفط حينما اتجه الخام الثقيل نحو الارتقاع في ربيع العام الحالي .
عمليات الحفر للتنقيب عن النفط ازدادت لاول مرة منذ كانون الاول من عام 2014 ، ثم ما لبثت ان انخفضت الاسعار مرة اخرى .
من بين كبار المنتجين فان منتجي النفط الصخري اتخذوا لهم مكانا واصبحوا يشتركون في الجهود للاستفادة من السوق ، مما ادى الى نتائج عكسية على سياسة الشركات الكبرى . منظمة اوبك وبقيادة السعودية اصبحت تنتج ما يقارب 30 مليون برميل يوميا وهو ما يعتبر اكبر حصة يومية ، مما ساعد في تخفيض الاسعار الى 47 دولارا للبرميل في 19 اب من هذه السنة ، اي ما يقارب ادنى سعر منذ مارس 2009 ، لكن ان كان هذا التخفيض المتعمد للاسعار جاء بقصد محاولة اخراج منتجي النفط الصخري من السوق فان هذه السياسة قد ادت دورا عكسيا مما جعل منتجي النفط الصخري اكثر فعالية .
ان هذه الصورة الغامضة لما يحدث في اسواق النفط سوف توضح نفسها بطريقة عنيفة ، ربما سيجد منتجوا النفط الصخري انفسهم في مأزق اذا لم تتوقف اسعار النفط عن الهبوط . دوتشه بانك ( مصرف المانيا ) نوه الى ان شركات الطاقة تمثل حوالي واحد من ستة من كبارالشركات المقترضة الامريكية ، دراسات المصرف تتوقع ان اسعار النفط تحت ال 55 دولارا ستسبب مشكلة مالية لهذه الشركات والتي تعتمد بالاساس على انتاج النفط لتسديد القروض ، بالاضافة الى ان اوبك لديها معوقاتها الخاصة بها وكذلك نيجيريا وفنزويلا و ليبيا .
ولكن هذا الانخقاض الحاد في اسعار النفط ربما يعد مؤشرا على ان الامور لم تاخذ مجراها حتى الان ، السعودية ( البلد الرئيسي في مجموعة كارتل اوبك ) تبدوا بعيدة جدا عن المواضيع التي تتعلق بتقليص الانتاج ، في بداية شهر اب من هذه السنة اطلقت 5 مليارات دولار لتعويض نقصان الايرادات النفطية .
نشاط لاادراة الامريكية المتعلق بالمفاوضات مع الايرانيين شارف على الانتهاء وبانتظار موافقة الكونغرس الامريكي ، واذا تمت الموافقة عليه من قبل الكونغرس فسوف نشهد تدفقا للنفط الايراني الذي كان محظورا . كلينكاور شركة تنقيب نفطية ( انجليزية-سويسرية ) نوهت الى وجود خيارات كثيرة ، رئيس الشركة ( ايفان كلاسنبرغ ) انتقد منافسيه مبديا رغبته في تقليل سرعة الانتاج وكميته ، وانتقد ايضا الاسعار الغير واقعية للنفط معتبرا ان هذه الايام الشاقة هي ليست امرا خارجا عن المالوف ، فان انخفاض اسعار النفط بصورة كبيرة ولفترات طويلة سيؤدي الى انخفاض حجم المخرجات في النهاية ، وكما حصل مع معدن النيكل في العام الماضي .
في الوقت نفسه فان المنقبين الكبار وشركات النفط الكبيرة سوف تستولي على الاصغر منها وتغلق اصولها الاكثر ضعفا في مقاومة التغيرات الجديدة ، ثم تبدأ دورة عقود جديدة وطويلة في عالم النفط .
المصدر: هنا