لقد اتضح بأن الجلوس لوقت طويل غير مفيد لصحتنا العقلية ايضًا. الجلوس لفترات طويلة من الوقت والانشغال بالاعمال غير الاجتماعية مثل العمل على جهاز كومبيوتر، مشاهدة التلفزيون، ولعب العاب الفيديو، من الممكن ان يؤدي الى حالات خطرة من القلق المزمن، وفقًا لأول دراسة منهجية منظمة التي تدرس العلاقة بين كثرة الجلوس والقلق المزمن. بإعتباره مرضاً نفسياً، يصيب ا…لقلق المزمن حوالي 27 مليون شخص عالميًا أي بنسبة 14 بالمئة من البالغين، و15 بالمئة من الاشخاص الذين تتراوح اعمارهم بين 16-24 في استراليا. ولا تصاحبه فقط الاعراض الطبية المعروفة كضيق التنفس، الصداع والخفقان، كما تم ربطه ايضًا مع مرض القلب المزمن والسرطان.
“باختصار، فنحن نرى تزايدًا في اعراض القلق المزمن في مجتمعنا الحديث، مما يبدو ناتجا عن الزيادة في اعتياد الجلوس” تقول الباحثة الرئيسة في الدراسة ميغان تيشين من جامعة ديكن في بيان صحفي. “وهكذا، فنحن مهتمون بمعرفة ما إذا كان هذان العاملان مترابطين.” قامت تيشين وفريقها بتحليل نتائج واكتشافات تسعة دراسات حققت في الرابط بين القلق المزمن وكثرة الجلوس. وقد تراوح حجم العينات في هذه الدراسات بين 189 و 13,470، شاملةً الاطفال والمراهقين. في خمسٍ من الدراسات، وجد الباحثون علاقة ايجابية بين عدد ساعات الجلوس التي يقضيها الشخص اسبوعيًا وخطر اصابتهم بالقلق المزمن. “هذه الدراسات هي مشابهة لاراء سابقة التي حددت العلاقة بين كثرة الجلوس والامراض النفسية الاخرى مثل الكآبة” قد يُعد البحث شحيحًا وضعيفًا، لكن الفريق وجد دراسة توصلت إلى أن نسبة 36% من طلاب الثانويات الذين استغرقوا اكثر من ساعتين في مشاهدة التلفاز كانوا على الارجح يعانون من القلق المزمن اكثر من الذين قضوا وقتًا اقل في مشاهدة التلفاز.
هذا البحث بالتاكيد ليس حاسمًا او نهائيًا، لكن تيشين تعتقد بأن هناك ما يكفي من الروابط لإجراء مزيد من البحوث. ستكون الخطوة التالية هي اكتشاف السبب في وجود رابط كهذا: هل الجلوس بدون التحدث لأي شخص لفترات طويلة هو ما قد يقود الى تأثيرات عقلية وخيمة؟ في حين انه لم تتم أي دراسات بخصوص هذا الامر، تقول تيشين وفريقها بانه لعلّ السبب هو مشاهدة التلفاز، لعب العاب الفيديو والعمل طويلًا، لأن من الممكن أن تؤثر هذه على نمط النوم للفرد، وصرفه عن التفاعل الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية، وتؤدي الى سوء الحالة الصحية الايضية. هذا الانسحاب الاجتماعي والتأثيرات الصحية الوخيمة من الممكن ان تؤدي الى القلق المزمن، حسب ما يقولون. “من المهم ان نفهم العوامل السلوكية التي ربما تؤدي الى القلق المزمن – لكي نتمكن من تطوير استراتيجيات مبينة على دلائل من اجل المنع والتحكم في هذا المرض” كما تقول تيشين. “لقد اظهر البحث بان الدليل متوفر لإقتراح علاقة بين اوقات الجلوس واعراض القلق، ولكن اتجاه العلاقة ما زال بحاجة لأن يتحدد عبر دراسات تداخلية ومطولة”. هناك شيء واحد يمكننا افتراضه – اذا كنت تعتقد انك قضيت وقتًا طويلًا امام الشاشة، على الارجح كذلك، قم بالذهاب للتسوق او قم بفعل اي شيء من الطراز القديم مثل الاتصال بصديق ومراسلتهم بواسطة الهاتف. لديك كل الوقت في العالم للجلوس.