اختبار دم بسيط ممكن أن يوفر تنبيه مبكر بمرض الزهايمر
ترجمة: Rita Auro
بوستر بهاء محمد
——————–
اختبار دم لمرض الزهايمر ممكن أن يكون على بعد سنتين من الآن.
عبد الحي وزملاءه “جامعة كنجس للأبحاث في لندن” حددوا عشرة بروتينات في الدم، هذه البروتينات بإمكانها التنبؤ بالأشخاص الذين ستتطور عندهم المشاكل البسيطة في الذاكرة خلال سنة الى الزهايمر. تصل نسبة دقة هذا الاختبار الى 90 بالمئة، وهذا يمكن ان يثبت دفعة هائلة للباحثين في البحث عن علاج للمرض.
الى الآن، يعتقد ان سبب فشل تجارب عقاقير الزهايمر يعود الى انها تطبق في مراحل متأخرة من المرض لذلك لم تساعد في وقف تطور المرض. اختبار الدم الجديد سوف يطبق في بادئ الامر لتشخيص المرضى بالتدهور الادراكي المعتدل، الذين من الممكن ان يتطور مرضهم الى مرحلة متطورة في الزهايمر، الأمر الذي يجعلهم مرشحين مناسبين للتجارب الإكلينيكية الخاصة بإيجاد عقاقير توقف تطور المرض.
“وجود اختبار دم يعتبر خطوة كبيرة الى الامام” حسب إيان بايك، عضو فريق في بروتيوم للعلوم في كوبهام، بريطانيا. “أهم شيء يمكننا فعله الآن هو اختيار المرضى الأنسب للتجارب الإكلينيكية. وهذا الشيء يمكننا من معرفة على سبيل المثال، هل تباطؤ تطور المرض عند المريض سببه العقاقير التي اعطيناها له، أم أن المريض مصاب بزهايمر بطيء التطور.
شخيص مخيف
مدير الأبحاث في مؤسسة أبحاث الزهايمر الخيرية البريطانية، ايرك كارن يقول: “اختبار الدم هذا يعتبر انجاز كبير”. مع ذلك فهو لا يزال متحفظا على استعمال الاختبار لأغراض ابعد من التجارب الاكلينيكية. في كل عشرة اشخاص يطبق عليهم هذا الاختبار، شخص واحد سيحصل على نتائج مغلوطة. “الزهايمر واحد من أكثر التشخيصات اخافة. لذلك يجب ان نتوخى الحذر خصوصا في
ظل غياب علاج محدد لهذا للزهايمر.” حسب كارن.
الباحثين ينادون أيضا للمزيد من الحذر، الى ان تحصل أبحاث أكثر بصدد هذا الاختبار. “الكثير من اختبارات الدم التي اعتقد انها ستكون الحدث الأهم التالي، آلت الى لا شيء-علينا أن نضاعف هذه النتائج بأرقام أكبر.” حسب سيمون لوفستون، عضو في فريق في جامعة اوكسفورد.
حلل عبد الحي وزملاءه 26 بروتينا في الدم ل 1148 متطوعا. من ضمنهم: 452 مصاب بالزهايمر، 220 مصاب بالتدهور الادراكي المعتدل، و452 من كبار السن الاصحاء. نصف المتطوعين تقريبا خضعوا لمسح للدماغ بتصوير الرنين المغناطيسي.
أدلة إضافية
الفريق تعرف على 16 بروتين مرتبطة بشدة مع انكماش دماغ المصابين بالتدهور الادراكي المبكر والمصابين بالزهايمر. أبحاث أخرى أظهرت ان عشرة من هذه البروتينات ال 16 يمكن ان تتكهن إذا كان مرض المصاب بالتدهور الادراكي المبكر سيتطور ليصاب بالزهايمر خلال سنة واحدة. بعض هذه البروتينات هي ذات صلة ببروتينات تاو واميلويد، اللذان وجدا في انسجة تالفة في دماغ المصاب بالزهايمر. هذا الاكتشاف ممكن ان يؤدي الى رصد ادلة إضافية في سبب الإصابة بالزهايمر.
هناك اختبارات دم أخرى ادعت باستطاعتها التكهن بالزهايمر قبل الإصابة به. على سبيل المثال، اصدرهاورد فيديروف من جامعة جورج تاون في العاصمة واشنطن مقالا في شهر مارس يشرح فيه تجربة، تستعمل طريقة قياس مستوى عشرة دهون في الدم للتعرف على الأشخاص الذين من المرجح اصابتهم بمرض الزهايمر خلال السنتين او ثالثة سنوات القادمة. نسبة نجاح هذه التجربة تصل الى 96 بالمئة.
مع ذلك، الفريق البريطاني يؤكد بأنهم واثقون أن الاختبار الجديد سيكون تطبقيه سريريا أسهل. لأنه يستعمل تكنلوجيا بسيطة في قياس البروتين في الدم، في حين ان قياس الدهون في الدم يعتبر أكثر تحديا.
كحال كل التجارب في الزهايمر، المرض الذي لا علاج محدد له-يكون السؤال إذا ما كان الناس يرغبون بمعرفة نتائج الفحوصات دائما مطروحا. لوفستون يعتقد بأن بعض الناس يودون معرفة النتائج. “اعرف بعض المصابين بمشاكل الذاكرة يرغبون بمعرفة ما يحصل لهم. يجب علي ان اخبر المصاب ‘راجعني بعد سنة، وقتها سيكون بإمكاني اخبارك إن كنت مصابا بالخرف أم لا’ -وهذا امر محبط. لهذا السبب اعتقد بوجود اشخاص يودون معرفة نتائج التحاليل”.
“اعتقد ان الاختبار يمكن ان يمنح المرضى وعوائلهم بعض الوضوح حول ما يحمل المستقبل بطياته.” يتابع بايك “الامر الذي يسمح لك بالتخطيط للأمر المحتوم”.
http://www.newscientist.com/article/dn25857-simple-blood-test-gives-early-warning-of-alzheimers.html#.U76atfmSyVt