يعتبر تيتان أكبر أقمار زحل، لكنهُ رغم جماله لن يكون مكاناً ممتعاً للزيارة. حيث أن متوسط درجات الحرارة بحدود الـ290 فهرنهايت، فضلاً عن أن البحار الشاسعة ليست مليئة بالماء الذي يديم الحياة على الارض، بل بالميثان السائل. وكذلك كثرة البراكين التي تطلق غاز الميثان في الغلاف الجوي للقمر مما يؤدي إلى تكوين غيوم تكون أمطارها على شكل ترسبات كيمائية. وبالنسبة للبشر وجميع انواع الحياة الموجودة على الارض ستواجه صعوبة في التأقلم على قمر تيتان كونه شديد البرودة وبيئته جدباء.
ويعتقد الباحثون أن الحياة على تيتان لازالت ممكنة، ونُشر في تقرير جديد أنها لن تكون مثل أي شيء سابق لها. حيث قام مجموعة من الكيمائيين والمهندسين برسم صورة لأنواع الكائنات الحية ألتي من الممكن أن تزدهر على تيتان ومن خلال التنظير للقمر، ووجود الميثان بشكل أساسي عليه، كان التنظير لوجود كائنات خالية من الاوكسجين ومختلفة بشكل كلي عن الموجودة على كوكبنا، حيث تكون لدى خلاياها غشاء خارجي يتكون من الدهون وحاجز فاصل بحيث يكون كغلاف يعزل مكونات الخلية ويتكون بشكل أساسي من الماء.
حيث يظن العلماء باحتمال تواجد خلايا لكن مركبات الخلايا تتألف بشكل أساسي من الميثان حيث تكون درجة تجمده أقل من ألماء. وأفترض الباحثين وجود غشاء يحتوي على النتروجين والكاربون واسموه الجسم النتروجيني. من الممكن العثور على الهيدروجين في البحار الباردة لتيتان، وتواجد هذا الجسم المفترض على شكل مرن أو صلب يكون مثل الغشاء الدهني حيث يسيطر على نقل المواد من وألى الخلية.
ولمعرفة ما أذا كانت أشكال الحياة ممكنة، أجرى الباحثون فحوصات للمركبات الكيمائية المحتملة حيث وجدوا هياكل تجمع نفسها على شكل غشاء وهي الأكريلونيتريل (C3H3N) وهو مركب سائل عديم اللون موجود في الغلاف الجوي لتيتان حيث يظهر أستقراريه جيدة ويعمل كحاجز مانع للتحلل. وأندهش الباحثون عند ملاحظتهم غشاء ممكن أن يعمل ولكن على حد قولهم: “لم نأتي بافكار عما ينبغي أن يكون عليه الغشاء، لقد عملنا فقط مع المركبات التي عرفناها هناك”. ويحتاج الباحثون لمعرفة كيف تتصرف هذه الخلايا في بيئة الميثان وربما سيعرفون يوما ما من خلال أرسال روبوتات لهذه المهمة وتحديد أمكانية عيش هذه الخلايا هناك.
المصدر: هنا