ترجمة: غدير حسين
تصميم: بهاء محمد
تدقيق: زين العابدين علي
—————————
يقف الفلكيون على عتبة عظيمة من الأستكشاف الفضائي قد تنتهي بهم الى أيجاد دليل عن وجود حياة خارج الأرض في غضون ٢٠ عاماً من الان كما يزعم أحد المختصين. عالمة الفضاء الأمريكية د. سارة سيگر والمختصة في مجال الكواكب من معهد ماساشوسيتس للتكنلوجيا(MIT)* تصف وجود حياة خارج الأرض بـ”الحتميّة” في خضم عظمة هذا الكون. فالجيل القادم من التيليسكوبات الفضائية قد يكون قادراً على أكتشاف بصمات كيميائية للحياة في أجواء الكواكب التي تدور حول النجوم المجاورة في العقود القادمة. “بامكاننا ان نجزم بالقول، وللمرة الأولى في تاريخ البشرية، بأنّنا اخيراً أصبحنا على مقربة من قدرة البحث عن أثار للحياة خارج نظامنا الشمسي حول مئات النجوم المجاورة” تقول د. سيگر في مقال لها نُشر في صحيفة نشاطات الأكاديمية الوطنية للعلوم.
إستناداً للاحصائيات، فإنَّ علماء الفلك يعلمون جيداً أن كل نجم في مجرتنا -درب اللبّانة أو(التبّانة)- يمتلك كوكباً واحداً على الأقل، وغالباً ما تسود في ذلك الكواكب الصخرية من أمثال الارض. “تحتوي مجرتنا على ١٠٠ مليار نجم ويوجد ما يصل الى ١٠٠ مليار مجرة في هذا الكون – وهذا ما يجعل أرجحية وجود حياة في مكان أخر من هذا الكون حتمية بالأستناد الى الأحتمالية المطلقة” تقول د. سيگر في غضون العقد أو العقدين القادمين سيتم أكتشاف عدداً من الكواكب الخارجية القابلة للأستيطان وذات أجواء قابلة للدراسة بالتفصيل بأستخدام تيليسكوبات فضائية عالية الدقة. أول تيليسكوبات “الجيل القادم” هذه سيكون التيليسكوب الفضائي “جيمس ويپ” (JWST)** التابع لوكالة الفضاء الاميركية “ناسا” والمقرر أطلاقه بحلول عام ٢٠١٨. سيكون هذا التيليسكوب قادراً على تحليل أجواء العشرات من الكواكب الصخرية التي تفوق الأرض حجماً والعديد منها قد يكون صالحاً للحياة.
دراسة جو كوكب معين بحثاً عن وجود حياة فيه يتضمن التقاط موجات الضوء النجمية المارة خلال غازاته. فالعناصر المختلفة تمتص موجات ضوئية مختلفة وهذا ما يعطي معلومات عن تركيب الغلاف الجوي لذلك الكوكب. الكائنات الحيّة، بدءاً من البكتيريا وإنتهاءاً بالحيوانات، عادةً تُنتج غازات -مميزة لهويتها الأحيائية- يمكن أكتشافها في الغلاف الجوي للكوكب. وهذه الغازات تتضمن الأوكسجين والأوزون وأوكسيد النتروجين والميثان. المشكلة التي واجهت العلماء هو أنّ بعض هذه الغازات، كالميثان مثلاً، يُمكن أنْ تَنتج عن عمليات جيولوجية فضلاً عن العمليات الحياتية. لكن وكما تقول الدكتورة سيگر فان بالأمكان التقليل من أثر هذه المشكلة عن طريق أستخدام غازات أكثر أرتباطاً بالأنظمة الحيّة ومثالها غاز ثنائي مثيل الكبريت(DMS) و غاز ميثان ثايول.
لكن د. سيگر تشير في ذات الوقت الى أن المشاهدات الحاصلة بأستخدام تيليسكوبات فضائية من أمثال جيمس ويپ (JWST) والتي تعتمد أساساً على الضوء المار خلال كواكب يصدف أنْ تكون مواجهة للنجم الأم، ستكون محدودة. لذا فإنَّ زيادة فرص الحصول على دليل عن الحياة خارج الأرض تستلزم إحداث طفرة تكنُلوجية تنجب لنا أساليب جديدة مُباشرة تُمكّننا من تصوير ودراسة أعداد هائلة من الكواكب الخارجية. عموماً فإنّ هذه المهمة تُعدّ تحديّاً كبيراً مع علمنا بأنَّ عملية تصوير كوكب خارجي شبيه بالأرض تصويراً مباشراً شبيه بأنتقاء يراعة وسط وهج ضوء يبعد آلاف الكيلومترات.
ومع هذا فإنّ هنالك تقنيتين جديدتين لا زالتا قيد التطوير قد تجعلان من التصوير أو الدراسة المباشرة لتوائم الأرض من الكواكب أمراً ممكناً. الأولى تتضمن أستخدام عدسات بصرية خاصة لحجب الضوء النجمي المتداخل والكشف عن وجود كواكب خارجية دوّارة. أما الأخرى، وتُسمّى بال”المُسحة النجمية” فتتضمن شاشة شبيهة بالمظلة بطول قطر يبلغ عشرات الأمتار موضوعة على بعد الاف الكيلومترات أمام عدسة التيليسكوب الفضائي.
————————————————————————————-
* MIT: Massachusetts Institute of Technology
** JWST: James Webb Space Telescope
المصدر
http://www.skynews.com.au/news/top-stories/2014/08/05/extra-terrestrial-life–inevitable-.html
#المشروع_العراقي_للترجمة
#Iraqi_translation_project
#الحياة_خارج_كوكب_ألارض_حتمية