الرئيسية / فلك / عن جاذبية الثقوب السوداء

عن جاذبية الثقوب السوداء

===============
معهد ماكس بلانك لعلم الفلك الراديوي ومختبر لورنس بيركلي الوطني في الولايات المتحدة الأمريكية
تاريخ النشر: 5 يونيو 2014
ترجمة: عقيل الأمير
مراجعة: Illusionist Sand
البوستر: مصطفى خالد
==============

علماء الفلك يكتشفون أن المجالات المغناطيسية المجاورة للثقوب السوداء فائقة الضخامة يمكن أن تساوي قوة الجاذبية.

تهيمن الثقوب السوداء على محيطها عن طريق جاذبيتها القوية جداً. مع ذلك، القوى الأخرى، بما فيها القوى المغناطيسية، التي تعتبر عادةً أضعف، هي أيضاً فعالة في المنطقة المجاورة مباشرةً لهذه الثقوب. فريق من الفلكيين من معهد ماكس بلانك لعلم الفلك الراديوي في بون ومعهد لورنس بيركلي الوطني في الولايات المتحدة الأمريكية وجدوا أن القوى المغناطيسية يمكن أن تكون في الواقع قوية بقدر قوة الجاذبية المجاورة للثقوب السوداء.

الكثير من الثقوب السوداء المستَهلِكة للمادة بضراوة تقوم أيضاً بنفث الغاز بين النجمي في شعاعين ضيقين جداً من المادة (إنبثاقات*) في إتجاهين متعاكسين نحو الفضاء. هذا الأمر ينطبق بصفة خاصة على الثقوب السوداء فائقة الضخامة الموجودة في مركز المجرات الفعّالة, حيث من الممكن الكشف عن إنبعاثات راديوية من هكذا إنبثاقات.

يقول (Dr. Mohammad Zamaninasab) “لقد أدركنا أن الإنبعاثات الراديوية من إنبثاقات الثقوب السوداء يمكن أن تستخدم لقياس قوة المجال المغناطيسي في المنطقة المجاورة مباشرةً للثقب الأسود نفسه”. (Dr. Mohammad Zamaninasab) هو المؤلف الرئيسي للمقالة المنشورة في المجلة العلمية (Nature). كان يعمل سابقاً في معهد ماكس بلانك لعلم الفلك الراديوي وهو حامل منحة مؤسسة الأبحاث الألمانية. قام هو وزملائه بإكتشاف أن قوتا المجال المغناطيسي والجاذبية بالقرب من الثقوب السوداء قابلتان للمقارنة.

العلماء قاموا بمحاكاة النتيجة على كومبيوتر. يقول (Alexander Tchekhovskoy) من معهد لورنس بيركلي “حينما يحمل الغاز المنجذب مجالاً مغناطيسياً بقوة كافية في محاكاتنا، حينها يكون تأثير هذا المجال المغناطيسي قوياً جداً قرب الثقب الأسود وفي حالة إتزان مع الجاذبية”. هذا يؤدي الى تغيير سلوك الغاز بصورة جوهرية.

المثير للدهشة أن قوة المجال المغناطيسي لهذه الكيانات الغريبة (الثقوب السوداء) يمكن مقارنتها بتلك التي تولدها معدات مألوفة على الأرض مثل ماسح تصوير الرنين المغناطيسي، ومثالاً على ذلك، كلا الثقوب السوداء فائقة الضخامة وماسحات التصوير الرنيني المغناطيسي تولد مجالات مغناطيسية أقوى ب10 ألاف مرة من المجال المغناطيسي لكوكبنا.

قياسات قوة المجال المغناطيسي قرب ثقب أسود كانت تستند على طريقة تتضمن تحديد قسم من الإنبعاث الراديوي الذي يتم إمتصاصه في نقاط قياس مختلفة أقرب الى قاعدة الإنبثاقات. “مثل هذه البيانات موجودة مسبقاً ل100 مجرة من مشاريع سابقة والتي إستُخدم فيها (VLBA)” كما يقول (Tuomas Savolainen) من معهد ماكس بلانك لعلم الفلك الراديوي. (VLBA) هي مجموعة من التلسكوبات الراديوية التي تنتشر في الولايات المتحدة الأمريكية من هاواي الى جزر العذراء.

وفقاً ل(Tuomas Savolainen)، عدد كبير من هذه القياسات أصبحت متاحة مؤخراً فقط: برنامج مراقبة مكثف يسمى ب(MOJAVE) يقوم بمراقبة عدة مئات من الإنبثاقات التي تنتج من الثقوب السوداء فائقة الضخامة. قوة مجالاتها المغناطيسية يحمل تأثيراً مباشراً على قوة الإنبثاقات. على أساس النظريات الحالية التي تعامل الثقوب السوداء كمغناطيس يدور، قوة المجال المغناطيسي أيضاً تتحكم في مدى ضوئية الإنبثاقات الصادرة بطول موجي راديوي, مما يعني أن الإنبثاقات الراديوية البرّاقة جداً، في مراكز المجرات الفعّالة بصورة خاصة من الثقوب السوداء ذات المجالات المغناطيسية، تقارن قوتها بالجاذبية.

“إن إجتازت أفكارنا الأختبارات اللاحقة فربما علينا أن نعيد التفكير في إفتراضاتنا حول خصائص الثقوب السوداء وأثرها على محيطها” يقول (Eric Clausen-Brown) العالِم من معهد ماكس بلانك في بون.
=========================

* (كل كلمة “إنبثاقات” في المقال تعني Astrophysical Jets, للمزيد على الرابط http://tinyurl.com/nbcgfuv)~المترجم

المصدر: http://tinyurl.com/qfmn7cy

#المشروع_العراقي للترجمة #الثقوب_السوداء #ماكس_بلانك #لفلك #فيزياء

عن

شاهد أيضاً

”الزعيم“ أعظم عُنقود مجرّي على الأطلاق

نُشر في موقع ”ذي سينتيفك كميونيتي“ بتاريخ 4\3\2018. ترجمة: ورد عرابي مراجعة وتصميم: أحمد الوائلي …

كوكبان يُشبهان الأرض أكثر مما كنا نعتقد

كتبه لموقع “آي إف إل ساينس”: ألفريدو كاربينيتي منشور بتاريخ: 29\6\2018 ترجمة: ورد عرابي تدقيق …