————————–
ترجمة: ريمان سعد
مُراجعة: علي أدهم
————————–
«الوَحَم»؛ تتعرض له النساء الحواملُ بدرجاتٍ متفاوتة، بينما بَيَّن البعض أنه نتيجة نقصِ عنصر (الحديد). وهو اعتلال يُعرف برغبة لا يمكن تفسيرها لأطعمة غير معتادة (مثل: الباستا المجففة أو قِشر البيض)، وحتى الأشياء التي لا يمكن أكلُها (مثل: الطباشير أو المعجون أو الطين).
ومن الأنواع الجامحة للوحَم؛ ما يُعرف بحالة «أكل الثلج – Pagophagia»، وهو رغبة مفرطة لأكل الثلج. وعلى الرغم من أن حالات الوحَم التي دُرِست بقيت لغزاً للعلماء، فهناك نظرية جديدة قد تفسر الرغبة العارمة في قضم الأشياء المجمدة لدى الأشخاص الذين يعانون من نقص في الحديد.
أعطت ميليسا هانت (Melissa Hunt)- طبيبة نفسية في جامعة بنسلفانيا (Pennsylvania)-، كُلا من مرضى نقص الحديد ومجموعة أخرى من الأصحاء إما كوبا من الثلج أو من الماء الفاتر؛ قبل أن يبدأوا اختبار انتِباهٍ لمدة 22 دقيقة- عادةَ ما يُجرَى هذا الاختبار لتشخيص قصور الانتباه وفرط الحركة-.
وجدت (ميليسا) أن مرضى نقص الحديد أنجزوا مهامهم كالأصحاء حين تم إعطائهم كوباً من الثلج، ولكن انخفض أداؤهم بشكلٍ كبيرٍ حين شربوا الماءَ الفاتر. وفي نفس الوقت؛ لم يتأثر أداء الأصحاء في الحالتين.
نشرت (مليسا) وزملاؤها بحثَهم، واستنتجوا أن الثلج يساعد في تنبيه الأشخاص الذين ربما كانوا ليُفضّلوا القهوة لو لم يعانوا من نقصٍ في الحديد.
وهذا نَصّ ما كتبته ميري كيم (Meeri Kim) لجريدة واشنطن بوست (Washington Post):
[أشارت الدكتورة (مليسا هانت) إلى ظاهرة تُدعَى «الغوص الثديي اللاإرادي» كسببٍ محتمل يُفسر الأداء الأفضل في حالة أكل الثلج. فحينما تغطسُ في الماءِ معظمُ الحيوانات الفقارية التي تتنفس الهواء؛ تُبطئ من معدل نبضها وتقلص الأوعية الدموية في القدمين والذراعين، وهذا يُقلل من إمدادات الأكسجين إلى محيط الجسم ويوفرها للأعضاء الحساسة.
وقالت (ميليسا): «لو فكّرت في غطس الحيتان والدلافين، فإن الماء يصبح أبرد، وتتقلص أوعيتها الدموية في الأطراف وتُوجِّه الدم إلى الأعضاء الداخلية والدماغ. وهو شكل من أشكال الآثار البيولوجية- نتج عن عملية التطور، وفقد وظيفته أو شِبه فقدها خلال التطور (المترجم)- التي تظهر في الإنسان.»
وحتما، يُثَار رد الفعل اللاإرادي هذا من خلال ملامسة الوجه للماء البارد وليس الدافيء. فربما تقود البرودة التي يتم الإحساس بها من قضم الثلج البارد إلى زيادة في الدم المؤكسد الذي يصل إلى الدماغ، مُزوِّدة بذلك التعزيز الذهني الذي يحتاجه المصابون بنقص الحديد أو (الأنيميا). أما أولئك الذين لا يعانون من نقص في الحديد، فتفترض الدكتورة (ميليسا) أنه لن تكون هناك فائدةٌ إضافية لمزيدٍ من تدفق الدم]
عرف الأطباء منذ زمن أن باستطاعتهم متابعة تقدم حالة مرضى الأنيميا ونقص الحديد من خلال مراقبة مقدار الاضطراب، ولكن نظرية «الغوص اللاإرادي» التي تقول بها (ميليسا) تساعد في توضيح سبب تصنيف هذا السلوك كمرضٍ وليس كعادةٍ مكتسبة. وقد تكون بعض اضطرابات الاكل المتعلقة بالوحَم لها جذور في غرائز الثدييات الآثارية الغريبة.
المصدر: هنا