————————-
ترجمة: أثير العطار
مراجعة: أحمد الجنابي
————————-
وجدت دراسة جديدة أن كروموسومات ضخمة في الخلايا السرطانية تقوم بخياطة الحمض النووري الخاص بنا لكي تتحكم بنمو الورم.
توصَّل الباحثون إلى سبب نمو الكروموسومات الضخمة الموجودة في الخلايا السرطانية. الأكتشاف وضَّح إن هذه الشرائط الكروموسومية العملاقة المهجنة هي المسؤولة على إدامة الورم وإبقاءه حياً، وأعطاء هدف جديد للأدوية المضادة للسرطان.
نواة كل خلية في جسمك تحتوي على ثلاثة أمتار من الحمض النووري مرتب في 23 زوجا من الكروموسومات. في 1950، لاحظ العلماء وجود كروموسومات إضافية كبيرة الحجم مقارنة بالكروموسومات العادية في بعض الخلايا السرطانية. اطلقوا عليها تسمية الكروموسومات العملاقة الجديدة، وبعد وقت قريب تم التوصل إلى إن هذه الكروموسومات ممكن أن تشكل مايصل الى نسبة 3% في في جميع أنواع السرطان.- من ضمنها أورام الأغشية الدهنية، أورام الاغشية الرقيقة وبعض سرطانات الدم والدماغ.
كيفية تنمو هذه الكروموسومات إلى هذا الحجم الكبير لازالت لغزاً، ولحد الآن لم يتأكد الباحثون من الدور ألذي تلعبه في الأورام السرطانية.
باحثون أستراليون من معهد كارفان للبحوث الطبية أكتشفوا ان هذه الكروموسومات يتم تكوينها بصورة مشابهة لوحش فرانكشتاين (شخصية خيالية قصصية) من خلال خياطة نفسها مع بعض من الحمض النووي المتفكك بعد أن يتفجر الكروموسوم العادي. والمخيف أكثر، ان هذا الكروموسوم المهجن يحتوي على كميات ضخمة من المورِّث oncogenes المسؤول عن تغذية و نمو الأورام.
يقول، ديفيد توماس- أخصائي السرطان وأحد أعضاء فريق البحث-: “هذه السرطانات تتلاعب بعملية الإستنساخ الطبيعي بطريقة ذكية، بواسطة تكوين جين عملاق يسرق ويضخِّم المورثات المطلوبة لكي ينمو ويبقى”. لدراسة تطور هذه الكروموسومات العملاقة، قام الفريق بفحص هذه الكروموسومات من الأورام الموجودة في الأغشية الدهنية بأستعمال تسلسل المورِّثات.
ومن ثم قام الفريق بأستعمال النمذجة الرياضية لإعادة تكوين سلسلة الأحداث التي أدت الى الى تكوين هذه الكروموسومات من البداية، ووجدوا أن جميعها تبدأ ببقايا الكروموسومات العادية. هذه العملية تدعى بـ Chromothripsis (عبارة عن عملية إعادة ترتيب وتغيير وحذف لبعض الكروموسومات في الخلية الواحدة مما تؤدي إلى السرطان) وتحدث عندما يفقد كروموسوماً قطعته النهائية Telomeres المسؤولة عن إبقاء الكروموسوم قطعو واحدة.
بعد أن يتحطم الكروموسوم، فأن ميكانيكية تصليح يقوم بها الحمض النووي ستحاول جمعه مجدداً. في العادة يموت الكروموسوم حيث أن القطع يعاد جمعها معاً بصورة عشوائية، ولكن توجد بعض الفرص أن يرجع حياً. ولكن بدون القطعة النهائية Telomeres فان النهايات سترتبط معا لتشكل حلقة. وبينما تستمر الخلايا بالأنقسام والأستنساخ فأن هذه الكروموسوم الحلقي يُقطع بصورة غير متساوية ليذهب إلى خلايا مختلفة. ومن خلال آلاف الأنقسامات والتي خلالها يتم جلب بعض أجزاء الحمض النووي من الكروموسومات المتحطمة الأخرى، يتم تكوين هذا الكروموسوم الضخم بالتدريج.
وبصورة مثيرة للأهتمام، هذا الكروموسوم العملاق محتمل أنه يقوم بتكبير الجينات المسببة للسرطان من خلال هذه الحلقات الكثيرة. ولكن هذه الكروموسومات العملاقة لا تبقى في هذا الشكل الدائري للأبد. فأنها تتوقف عن النمو في النهاية وتصبح على شكل خط، وتبدأ بإستنساخ نفسها كأي كروموسوم طبيعي في الجسم.
على الرغم من أن هذه الكروموسومات تعتبر أخبار سيئة للمصابين بالسرطان، ولكن البحث عن تطورها الفريد قد ساعد العلماء على تشخيص عقار محتمل.
والأهم، أنهم قاموا بحجب فعاليات الجينات المغذية للأورام السرطانية في الكروموسومات العملاقة، ووجدوا أن هذا ساعد على إنهاء السرطان.
يقول، توني بابنفوس- عالم المعلومات الحيوية وأحد الباحثين-: “في جانب مشجع من هذا العمل، عندما حجبنا فعالية المورِّث oncogenes وألذي تضخَّم بصورة كبيرة في الخلايا السرطانية، أكتشفنا انها ماتت، مما يفتح مجالاًً جديداً للبحث لمحاربة قدرتها على البقاء والنمو”.
المصدر: هنا
شاهد هذا الفيديو التوضيحي لتتعلم أكثر عن دور هذه الكرومومات في السرطان