بتاريخ: 2019/12/18
ترجمة: أسامة العبادي
تدقيق: ريام عيسى
تصميم الصورة: أسماء عبد محمد
لا تستطيع تذكر شيء ما؟ جرب الانتظار لوقت آخر من اليوم. شخّص الباحثون جيناً في الفئران يبدو بأن له تأثيراً على استرجاع الذاكرة في أوقات مختلفة من اليوم، وقاموا بتتبع كيف أنه يجعل الفئران أكثر عرضة للنسيان في اللحظات التي تسبق استيقاظهم من النوم عادة.
قال البروفيسور ساتوشي كيدا من قسم الكيمياء البيولوجية التطبيقية في جامعة طوكيو: “من الممكن أننا قمنا بتحديد الجين الأول في الفئران والمختص باسترجاع الذاكرة”.
في كل مرة تنسى فيها شيئاً معيناً فإن السبب قد يكون بأنك لم تتعلمه حقاَ، كاسم شخص تعرفت عليه للتو، أو بسبب عدم قدرتك على استرجاع المعلومة من حيث تم خزنها في دماغك، كما هو الحال مع كلمات أغنيتك المفضلة والتي تغيب عن ذهنك.
يقوم العديد من باحثي الذاكرة بدراسة كيفية تشكيل الذكريات الجديدة. بيولوجياً النسيان هو أكثر تعقيداً للدراسة بسبب الصعوبات في التمييز بين عدم المعرفة وعدم التذكر.
قال كيدا: “لقد قمنا بتصميم اختبار للذاكرة للتمييز ما بين عدم التعلم من جهة، والمعرفة من غير القدرة على التذكر من جهة أخرى”.
قام الباحثون باختبار ذاكرة فئران من الذكور والإناث البالغين. سمح الباحثون للفئران باستطلاع جسم جديد لبضع دقائق في مرحلة “التعلم” أو التدريب من اختبارات الذاكرة.
لاحقاً، وفي مرحلة “الاسترجاع” من الاختبار، راقب الباحثون الوقت الذي أمضته الفئران في تلمّس الجسم عندما تمت إعادة تقديمه لها. أمضت الفئران وقتاً أقل في لمس الأجسام التي تتذكر رؤيتها سابقاً. قام الباحثون باختبار قدرة الفئران على استرجاع الذاكرة عن طريق تقديم الجسم نفسه في أوقات مختلفة من اليوم.
أجرى الباحثون الاختبارات نفسها على فئران سليمة وأخرى تخلو من بروتين (بمال1 BMAL1) والمسؤول عن تنظيم التعبير عن العديد من الجينات الأخرى. يتذبذب منسوب بروتين “بمال1” في العادة بين المستويات المنخفضة في اللحظات التي تسبق النهوض من النوم والمستويات العالية قبيل النوم.
قامت الفئران التي تدربت قبيل استفاقتها من النوم بلحظات والتي تم اختبارها مباشرة بعد ذهابها إلى النوم عادة بالتعرف على الجسم الجديد.
أما الفئران التي تم تدريبها في الوقت نفسه (قبيل استفاقتها من النوم) ولكن تم اختبارها بعد أربع وعشرين ساعة لم تتمكن من التعرف على الجسم.
الفئران السليمة والفئران التي تخلو من بروتين “بمال1” كان لها نفس الأنماط في النتائج، ولكن الفئران التي تخلو من بروتين “بمال1” كانت أكثر نسياناً قبيل نهوضها من النوم. لاحظ الباحثون النتائج نفسها عندما قاموا باختبار قدرة الفئران على التعرف على جسم ما أو التعرف على فئران أخرى.
هنالك شيء ما يتعلق بالوقت قبيل نهوض الفئران من نومها، عندما تكون مستويات بروتين “بمال1” منخفضة عادة، يدفع الفئران إلى عدم استرجاع شيء قد تعلموه أو عرفوه بالتأكيد.
حسب ما قال كيدا، فإن الشكوك راودت مجمع باحثي الذاكرة بأن الساعة الداخلية أو الإيقاعية للجسم والمسؤولة عن تنظيم دورات النوم والإفاقة تؤثر أيضاً على التعلم وتكوين الذكريات.
قال كيدا: “لدينا الآن دليل على أن الساعات الإيقاعية تنظم استرجاع الذاكرة”.
قام الباحثون بتتبع دور بروتين “بمال1” في استرجاع الذاكرة وذلك في موضع محدد من الدماغ يدعى هيبوكامبوس (الحصين). بالإضافة إلى ذلك، قام الباحثون بربط بروتين “بمال1” الاعتيادي بتحفيز مستقبلات الدوبامين وتعديل جزيئات مثيرة صغيرة أخرى في الدماغ.
قال كيدا: “إذا تمكنا من تحديد طرق لتعزيز استرجاع الذاكرة من خلال بروتين “بمال1″ هذا، حينها سنتمكن من التفكير بتطبيقات للأمراض البشرية المتعلقة بنقص الذاكرة، مثل الخرف والزهايمر”.
ولكن الهدف من امتلاك قدرات استرجاع للذاكرة تتذبذب بناءً على الوقت من اليوم تبقى لغزاً.
يقول كيدا: “نريد أن نعرف حقاً ما الفائدة التطورية من امتلاك قدرات استرجاع للذاكرة ضعيفة في أوقات معينة من اليوم”.
عن البحث:
الفئران نشطة ليلياً بصورة طبيعية. حين قياسها بوحدات الوقت باستخدام زايتجيبر، أو المؤشر البيئي لاستنارة الضوء، فإن الفئران تنام في العادة من الوقت 1 حتى الوقت 12 على مقياس زايتجيبر، وتستفيق من الوقت 12 إلى الوقت 24 على المقياس نفسه. يرمز مصطلح “قبيل النهوض من النوم عادة” إلى الوقت 10 على مقياس زايتجيبر، في حين يرمز مصطلح “الذهاب إلى النوم عادة” إلى الوقت 4 على مقياس زايتجيبر.
ساهم مشاركون من جامعة طوكيو للزراعة وجامعة تورونتو أيضاً في هذا البحث.
المصدر: هنا