كتبه لـ “براين بيكنغ”: ماريا بوبوفا
ترجمة: أحمد طريف المدرّس
تدقيق: عقيل صكر
تصميم: مينا خالد
كتبَ (أوليفر ساكس) في تأمّلاتهِ حول قوّة الموسيقى على الروح البشرية: “هي الفن الوحيد التجريدي والمليء بالعواطف، وهي القوّة الفريدة التي جعلت بعض أذهان الإنسانية؛ الأكثر ذكاءً، في حالة من الرهبة التي تتخطّى العقل.”
و من بينهم؛ كان الفيلسوف الألماني العظيم (فريدريك نيتشه) (15 أكتوبر 1844 – 25 أغسطس 1900). الذي أعلن أنَّ “الله قد مات”، في مقطع سيرة ذاتية؛ مقتبس من كتاب (جوليان يونغ) عن فريدريك نيتشه، يكتب المفكّر الألماني: “لقد أعطانا الله موسيقى؛ ورغم كل شيء يمكن أن تقودنا إلى الأعلى. الموسيقى توحّد كل الصفات: يمكنها أن تمجدنا، أو تحرّرنا، أو ترهّبنا، أو تكسر أكثر القلوب قسوة؛ مع أرق نغماتها الحزينة. لكن مهمتها الأساسية: هي أن تقود أفكارنا إلى أشياء أسمى، أن نرتقي، بل أن نرتعد. والفن الموسيقي: غالباً ما يتحدّث بصوت أكثر نفاذاً من صوت كلمات الشعر، ويسيطر على أكثر الشقوق خفية في القلب … يرفع من وجودنا ويقودنا إلى الخير والحقيقة. ومع ذلك، إذا كانت الموسيقى تُستخدَم فقط للهو؛ أو كنوع من التباهي العبثي، فهي خاطئة وضارة”.
كتب “نيتشه” هذه السطور قبل شهرين من عيد ميلاده الرابع عشر – وهو تفصيل مهم عندما نرى “التباهي الرخيص” الذي يتم تسويقه للمراهقين اليوم- لكن تبجيله العميق للموسيقى لم يتركه أبداً، حتى عند نهاية حياته، وخلّده في قول مأثور في كتابه “شفق الأصنام” عام 1889 أو “الفسلفة باستعمال مطرقة:
“ما أتفه صناعة السعادة! صوت مزمار القربة. بدون موسيقى الحياة ستكون غلطة. يتخيل الألماني: حتّى الإله مطرب”
المقال باللغة الإنجليزية: هنا