كَتَبَهُ لموقعِ Big Think: بول باتنر،
بتاريخ 12 يناير 2018،
ترجمة: رشا الخطيب،
تدقيق: عقيل صكر،
تصميم: احمد الوائلي
يُعدّ إيجادُ الماءَ في أيِّ مُهمّةٍ مُستقبليةٍ لكوكبِ المريخ، أمرٌ خطير. لم ينتظر أيَّ أحدٍ بفارغ الصبرِ رؤيةُ مياهَ بحيرةُ “إيفيان” تفور، لذا فرؤية العُلماء لعدّة طبقات من الجليدِ النظيف مُخزّنة تحتَ السطح يعتبر أفضل ثاني شيء اكتشفوه. استخدمَ عُلماء ناسا “هايرايز”، وهي كاميرا مُذهلة تمَّ تثبيتُها على مركبةِ استطلاع المريخ، لتكتشفَ وجود الجليد أمام المنحدرات المُتآكلة.
وفي دراسةٍ نُشِرَت في مجلةِ (العلم)، كشفَ باحثون عن تفاصيل ثمانية مناطق بالمريخِ بكلٍ من النصفَي الشمالي والجنوبي، حيث وُجدت قطاعات واسعة مكشوفة من الجليد الكثيف تحتها، بسبب التعرية. الجزءُ المُثير في اكتشاف كمية الكبيرة من الجليد نفسها، ولكن في إمكانية الوصول إليها، فبعض الرواسب بعمقِ مترٍ واحدٍ فقط تحت السطح، بينما البعض الآخر تمتدُ حتّى (100) متر. الحديث هُنا عن قطعةٍ من الجليدِ بسمك (100) متر، يُمكنُ تحويلها إلى مياهٍ.
من المُحتمل أن يكونَ الجليد المُكتشف قد بدأ في هيّئة ثلج منذُ زمنٍ بعيد. ويعتقدُ العُلماء أنَّ رواسبَ الجليد تكوّنت من الماءِ النظيف، ما يُمكن اعتباره هدية للمهمات الاستكشافية المستقبلية. الرواسب المتعرّية مُغطاةٍ بطبقةٍ من الصخورِ والأتربة المدعومة بالجليد، لمسافة ياردة أو اثنتان. وأوضح المؤسّس الرئيس للدراسة (كولين دونداس) من مركز علوم الجيولوجيا الكوكبية التابع للاستقصاء الجيولوجي الأمريكي في فلاجستاف، أريزونا، أنَّ الباحثين كانوا قادرين على تحقيق مُستوىٍ غير مسبوقٍ من الدقّة في دراستهم.
قال (دونداس)، “هناك جليدٌ ضحلٌ تحت ثالث طبقة من سطح المريخ تقريباً، ممّا يدوّن التاريخ الحديث للمريخ. وما رأيناه هُنا هو مَقاطع عرضية خلال الجليد تمنحنا رؤية ثلاثية الأبعاد بدقة أكثر من ذي قبل.”
أمّا عن المشارك في تأسيس التقرير (شان بايرن) من جامعة “أريزونا لونار” والمعمل المُختص بالكواكب، توسكان، فكان مُتحمّساً كذلك بشأن إنجازهم، وقال، “منحنا الاكتشاف اليوم منافذ مُدهشة لمّا يُمكن أن نرى خلال تلك الطبقات الجليدية السميكة تحت السطح. وهذا شبيهٌ بامتلاك مزارع النمل، حيث يُمكنك الرؤية من خلال الزجاج للجانب الآخر، لتتعلّم عمّا هو مخبّأ عادةً تحت الأرض.”
والاستفادة الكبرى من هذا الاكتشاف هو أنّنا نعرفُ الآن ثمانية مواقع على الأقل، يُتاحُ فيه الوصول للجليد الباطني، ممّا يُوفّر مخزون مُحتمل للمياهِ الضروريةِ لرحلات البشر الاستكشافية للكوكب. قال بايرن مازحاً: أنّه لابد أن يتوقّف رواد الفضاء الآن عن الذهاب للفضاء بدلوٍ ومجرفة فقط، وسيتمكنون من الحصول على المياهِ التي يريدونها. قد يكون من الضروري فصل المياهَ عن المُخلّفات التي انتهى بها المطاف بمرور الوقت، ولكن العُلماء يؤكدون أنَّهُ يمكن القيام بذلك.
وحيث أنَّ أماكن الموقع تتواجد في أعلى خطوط العرض الوسطى للمريخ، وهذا يعني أن الطقس مُنخفض بشدةٍ هناك، فالعُلماء يستمرون في بحثهِم عن مناطقِ تواجد للمياهِ أكثر مُلائمة وسهلة الوصول.
المقال باللغة الانكليزية: هنا