منشور بتاريخ: August 3, 2017
ترجمة: زينب عبد محمـد
تدقيق: الحسن هادي
تصميم: مكي السرحان
المُلخص:
تقترحُ الدراسة أننا نكونُ أكثرَ تسامُحًا مع أكاذيب الساسة؛ عندما يدعمُ هذه الأكاذيب إعتقادٌ جماعيّ بأنّ موقفًا سياسيًّا مُعيّنًا صائبٌ ومبرر من ناحيةٍ أخلاقيّة.
نصُّ المقال:
لمَ يبدو أنّ بإمكانِ الساسة النجاةَ والتملُّص بتلاعبهم بالحقائق أو حتّى بما يأتونَ به من أكاذيب واضحة بعضَ الأحيان؟
تقترحُ الدراسةُ – التي قام بها حديثًا باحثون من جامعة إيلينوي في شيكاغو، والمنشورةُ في مجلة علم النفس والشخصيّة الإجتماعيّ Social Psychological and Personality Science- أنّ الناسَ يكونونَ أكثرَ تسامُحًا مع أكاذيب الساسة عندما يدعمُ هذه الأكاذيب إعتقادٌ جماعيّ بأنّ موقفًا سياسيًّا مُعيّنًا صائبٌ ومبرر من ناحيةٍ أخلاقيّة.
وبهذا الصدد؛ تقولُ آليسون مولِر (Allison Mueller) المرشّحُ من جامعة إيلينوي لحيازة درجة الدكتوراه ومُجرية الدراسة: ” يرجع السببُ في ذلك إلى أنّ المؤيدين لسياسيٍّ مُعين عادة ما يجدون هذه الأكاذيب مقبولةّ -وضروريّةً بعض الأحيان- لأنّهم يرونهُنّ وسائلًا لإدراك غاياتٍ أسمى أخلاقيًا “، وتُضيف ”إنّ هذا يترتبُ منهُ -بمرور الوقت- آثارٌ مثيرةٌ للقلق، لأنّهُ يجعلُ ممكنًا للساسة إساءةَ التصرّف مع الحفاظ على صورتهم في أعيُن الناس ومكانتهم في قلوبهم.. أو في أعيُن وقلوب مؤيديهم على الأقلّ“.
قام كلٌ من مولر وليندا سكيتكا (Linda Skitka)، الأستاذُ في علم النفس بجامعة إيلينوي بشيغاكو، بدراسةِ وتحليل إستجابةِ مشاركين في دراسةٍ مُجراة عام 2014 طُلب فيها من المشاركين قراءة مونولوج (حديث فرديّ) سياسيّ عن التمويل الفيدراليّ لجمعية تنظيم نسل الاسرة ( Planned Parenthood ) ظنّ المشاركون أنّهُ (أي المونولوج) كان قد بُثّ في وقتٍ سابق عبر الإذاعة العـامّة.
طُلب من المشاركين الإستجابة بواحدٍ من إثنين (أجدُ هذا صائبًا – أجدُهُ غير صائب) فورَ إنتهائهم من قراءة المونولوج، ثُمّ جرى سؤالُهم لاحقًا عن مدى إتفاقهم مع مضمونه، وإلى أيّ حدٍّ وجدوا المُتحدثَ مُنصفًا وعادلًا في ما قال، ومن ثُمّ بيّن المشاركون موقفهم من تمويل الخدمات الصحيّة المُتعلّقة بالإنجاب للنساء، ومدى ما يجدون فيه من أخلاقيّة.
على الرُغم من تقدير القائمين على الدراسة لصراحةِ وصدقِ المُشاركين في إجاباتهم وآرائهم التي أبدوها، إلّا أنّهُم وجدوا أنّ الكذبَ الذي كانَ يخدمُ غايةً أخلاقيّة مُشتركة (يُقصدُ بها هُنا إشتراكُ الغالبيّة من العامّة في موقفهم منها) قد حظيَ بقبولٍ أكبر (..قبول المشاركين) مما حظت بهِ وجهةُ النظر الأخرى (إتفاقًا أو إختلافًا مع موقفٍ معين) بغضّ النظر عن أيّهما صائبٌ وأخلاقيٌّ بحقّ.
ترى سكيتكا أنّ من شأنِ هذه الإكتشافات أن تُسهم في زيادةِ معرفتنا عن “التمثيل الأخلاقيّ” بطريقتين.
”القناعةُ بمدى أخلاقيّة الغايات، لا مدى صواب السُبُل المتّبعة لإدراكها وبلوغها قد يكون هو ما يسهمُ في تشكيل الرؤى والقناعات، والإتفاق والرفض مع أهدافٍ أخلاقيّة يتمُّ لبلوغها القيامُ بأفعالٍ وسلوكُ سلوكيّاتٍ مخالفة لما هو معتاد (أي تهتكُ معيارًا أو أكثر من المعايير الأخلاقيّة لدى عامّة الناس)، كما في حالة التمويل الفيدراليّ لتنظيم الأسرة“، وأضافت ”يلاحظُ من النتائج هذه، أنّ الناس وإن كانوا غير متسامحين مع الآخرين الذين يتخذون من (الغاية الأخلاقيّة) مُبرّرًا للقيام بالجرائم الشنيعة، إلا أننا نجدُهُم متسامحينَ مع الإنتهاكات الأخلاقيّة المُشترك في الإتفاق على تبريرها… كالكذب مثلًا.“