التاريخ: 10 نوفمبر 2016
المُلخص:
بينما كان أسلافنا يَشقْون طريقهم بالخروج من أفريقيا إلى أجزاء أخرى من العالم عدة آلاف من السنين، التقوا، وفي بعض الحالات أنجبوا أطفال مع أشكال أخرى من البشر، متمثلة في النياندرتال ودينيسوفان[1]. والعلماء استدلوا على ذلك لأن آثار هذه اللقاءات لا تزال تملك آثر في جينوم الإنسان الحديث. الآن، وجدَ الباحثون دليلاً اضافياً على أن تلك اللقاءات قد أفادت البشر على مر السنين.
بينما شَقَ أسلاف الإنسان الحديث طريقهم بالخروج من أفريقيا إلى أجزاء أخرى من العالم عدة آلاف من السنين، التقوا، وفي بعض الحالات أنجبوا أطفال مع أشكال أخرى من البشر، متمثلة في النياندرتال ودينيسوفان. والعلماء استدلوا على ذلك لأن آثار هذه اللقاءات لا تزال تملك آثر في الجينوم البشري. الآن، باحثون قدموا تقريراً إلى مجلة علم الأحياء الحالي في ١٠ من نوفمبر فيه عثورهم على مزيداً من الأدلة على أن تلك اللقاءات قد أفادت البشر على مر السنين.
تحدد الدراسة الجديدة 126 مكان مختلف في الجينوم البشري، حيث لا تزال الجينات الموروثة من ذلك الإنسان القديم بوتيرة عالية وغير عادية في جينوم الإنسان الحديث في جميع أنحاء العالم. وأظهرت الدراسة أننا مدينون لأقاربنا المنقرضين منذ فترة طويلة بمختلف الصفات، وخصوصاً صفات ذات صلة بجهاز المناعة لدينا والجلد.
قالَ جوشوا آكي من كلية الطب في جامعة واشنطن في سياتل: “عملنا يُظهر أن التهجين لم يكن ملاحظة هامشية فُضُوِلّية على التاريخ البشري، بل كانت لهُ آثار مهمة وساهمت بقدرةْ أجدادُنا على التكيف مع البيئات المختلفة بينما انتشروا في جميع أنحاء العالم”.
يقول آكي إنه من السهل نسبيا اليوم تحديد تسلسل الصفات التي تم وراثتها عن الأسلاف القديمة. تُظهِر الدراسات أن الأفراد غير الأفارقة ورثوا حوالي 2٪ من جينومهم من البشر البدائيون (نياندرتال). إما الأفراد من أصل ميلانيزي فقد ورثوا من 2٪ إلى 4٪ من جينومهم من أسلاف دينيسوفان. ولكن لم يكن واضحاً ما تأثير تسلسلات حمض النووي هذهِ على أحيائُنا، وصفاتنا، وتاريخنا التطوري.
ولكن في الدراسة الجديدة، أستغل الباحثون خرطنة الجينوم ذات النطاق الكبير التي نُظمت مؤخراً للإنسان البدائي والدينيسوفان تسلسلات محددة بأكثر من 1500 فرد من مناطق جغرافية مختلفة. شملت عينة الدراسة ما يقرب من 500 فرد من كل من شرق آسيا وأوروبا وجنوب آسيا. كما قاموا بتحليل الجينوم لِـ 27 شخصا من جزيرة ميلانيزيا، ومناطق أخرى شملت اندونيسيا وغينيا الجديدة وفيجي، وفانواتو. كان الباحثون يبحثون عن تسلسل الحمض النووي القديم في تلك الجينومات البشرية بترددات أعلى بكثير مما هو متوقع إذا كانت هذه الجينات لا تُقدم أي نفع لأيّ فرد.
في حين وِجدَ أن الغالبية العظمى مما تبقى من تسلسل الإنسان البدائي والدينيسوفان (من المتحجرات) يحتوي على ترددات منخفضة نسبيا (عادة أقل من 5٪)، ولكن التحليلات الجديدة توصلت إلى إن 126 مكان في جينومنا (الإنسان الحديث) توجد في التسلسلات القديمة بترددات أعلى من ذلك بكثير، تصل إلى نحو 65٪. تم العثور على سبعة من تلك الاماكن في أجزاء من الجينوم المعروفة بأنها تلعب دورا في خصائص الجلد. وكذلك 31 مكان آخر يلعب دوراً في المناعة.
يُفسر آكي هذا: “القدرة على زيادة التعدادات السكانية لهذه الأرقام يُعزى تسهِيلها إلى إن هذه التسلسلات الجينومية كانت ذات فائدة للأفراد الذين ورثوها”، ويستطرد: “وبالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من التسلسلات عالية التردد أَمَدت الجينات الداخلة في جهاز المناعة، وهو هدف التطور التكيفي الدائم”.
بصفة عامة، الجينات التي حصل عليها البشر من الإنسان البدائي (نياندرتال) أو الدينيسوفان مهمة لتفاعلنا مع البيئة. تشير الدلائل إلى أن التهجين مع الإنسان البدائي فيما كان أجدادنا القدماء يشقون طريقهم للخروج من أفريقيا “كانت وسيلة فعالة للإنسان الحديث لكي يتكيف بسرعة مع البيئات الجديدة التي واجهته”.
يقول الباحثون انهم يرغبون الآن بمعرفة المزيد حول الكيفية التي بها أثرت هذه الجينات على قدرة البشر في البقاء على قيد الحياة وما الآثار المسببة للأمراض التي قد تحملها هذه الجينات. كما أنهم مهتمين بتوسيع تحليلاتهم لتشمل مختلف الأفراد الذين يسكنون في مناطق أخرى من العالم، وبما في ذلك أفريقيا.
[1] نسان دينيسوفا (بالإنجليزية : Denisova hominins) هي من الأنواع المنقرضة من البشر من جنس الهومو في آذار 2010 ،أعلن العلماء عن اكتشاف جزء من إصبع عظم أنثى عاشت قبل حوالي 41000 سنة وجدت في كهف Denisova بالقرب من جبال التاي بسيبيريا كان يسكنه البشر البدائيون والمعاصرون. بيّن تحليل الحمض النووي وmtDNA ان هذه الفصيلة متميزة وراثيا عن البشر البدائيين والمعاصرين. دراسة لاحقة عن الجينوم النووي لتلك العينة أشارت إلى أن هذه المجموعة تشارك أصل مشترك مع البشر البدائيين وأنها هاجرت من سيبيريا إلى جنوب شرق آسيا ، وأنهم تعايشوا مع أسلاف الإنسان الحديث، ويحمل الميلانيزيون والسكان الأصليون الأستراليون حوالي 3٪ إلى 5٪ من الحمض النووي الخاص بالدينيسوفان، كما اظهر دنا اكتشف في إسبانيا انه في مرحلة ما قطن أوربا الغربية حيث كان يعتقد أن البشر البدائيين هم الوحيدين الذين سكنوا المنطقة. كما بيّن علماء الوراثة أن مجموعة إنسان دينيسوفان كانت في الواقع مجموعة شقيقة لإنسان نياندرتال . وتشير أفضل التقديرات الآن إلى أن سلفهما المشترك تفرَّعَ من سلالتنا منذ حوالي 600 ألف سنة، ثم انفصَلَ إنسان دينيسوفان عن إنسان نياندرتال بعد ذلك بحوالي 200 ألف سنة. [ويكيبيديا]
المصدر: هنا