ان ال 22 مليار انسان الذين عاشوا في القرنين الماضيين سيكونون غيورين جدا من الطريقة التي نعيش بها اليوم. هذا ما خلُص له تقرير شامل جديد للباحث في البيانات ماكس روزر وفريقه في جامعة اوكسفورد. ويُبيّن التقرير ان العالم دون شك يسير نحو الافضل. هذا ما تشير اليه الاحصائيات رغم الجو العام الكئيب الذي يشير لعكس ذلك.
من الواضح انه يجب علينا ان لا نتهاون وان ما زال امامنا الكثير من العقبات للتغلّب عليها لكن التقرير موجز في ادلته. فالبيانات حول الفقر الى محو الامية الى الصحة كلها تُبيّن ان نوعية الحياة قد ازداد بشكل ملحوظ في كل مكان.
ان تضاعف السكان 7 مرات ليصبح سكان العالم اكثر من 7 مليارات كان كافيا لدفع الجميع الى الفقر، ومع ذلك، حدث العكس تماماً. ففي فترة قصيرة من الوقت تصل الى 100 عام ازدادت الانتاجية بشكل كبير، وانخفضت ساعات العمل الاسبوعية وهذا غيّر من جودة الحياة. اصبح النمو الاقتصادي هو المد الذي رفع معه جميع القوارب على نحو فعّال وهذا النمو الاقتصادي كان فعّالاً طوّر معه المدن وجعلها متقدمة.
كما اشار التقرير بوضوح:”مما يؤسف له ان وسائل الاعلام لديها هواجس مفرطة في تضخيم الاحداث الفردية التي تذهب بالاتجاه الخاطئ وانها لا تولي اهتماماً كافياً للتطورات البطيئة التي تُعيد تشكيل عالمنا” ففي كل يوم هناك ما يقرب من 130 الف شخص يخرجون من الفقر وهذا بحد ذاته امر يبعث على الدهشة.، كما يشير التقرير.
بعض من النتائج الرئيسية للتقرير:
في عام 1820 واحدا من كل عشر اشخاص كان متعلماً، اما الان فان 85% من البشر يعرفون القراءة والكتابة. اي بالحسابات هناك 6.2 مليار انسان يستطيع القراءةوالكتابة الآن.
في عام 1800 كانت هناك نسبة 43% من الاطفال حديثي الولادة يموتون قبل سن الخامسة اما في عام 2015 فان معدل الوفيات للاطفال انخفض الى 4.3% اي انها 100 ضعف اقل من القرنين الماضيين.
تضاعف متوسط العمر المتوقع في العالم خلال المئة سنة الاخيرة. لكن المدهش ان معدلات الخصوبة تنخفض في جميع انحاء العالم وهذا ناتج من انخفاض معدل وفيات الاطفال الرضع، فعندما تدركالمراة ان اطفالها لن يموتون فانها تميل لانجاب عدد اقل من الاطفال وهذا يسمى التحول الديموغرافي.
على الرغم من تضاعف عدد السكان اربع مرات خلال القرن العشرين، الا ان التقرير يشير ان العدد لن يتضاعف بعد الان، فلن يتزايد عدد الاطفال على هذا الكوكب خلال القرن القادم الى 2100 حسب التوقعات فالوالدين يحرصون على تعليم اطفالهم لا اكثارهم.
المصدر: هنا