المعادن النادرة التي تجعل كوكبنا (الأرض) مختلفًا عن القمر والكواكب الأخرى في الكون المعروف؟

على طول الكون المعروف، تعتبر الأرض مختلفةً بشكلٍ كبير عن بقيّة الكواكب والأجسام الكونية، لانّها الموطن الوحيد للكائنات الحيّة.
في الحقيقة، قابلية كوكبنا على إحتضان الحياة قد يرتبط بوجود معادن نادرة تختلف عن باقي الكون.

الكواكب التي تدعم الحياة:
في دراسةٍ جديدة تمَّ فهرسة المعادن على كوكب الأرض. وجد إثنان من العلماء أنّ هنالك حوالي 2,550 معدن نادر جعلت لكوكبنا بصمة نادرة.
علماء البحث، وهما روبرت هازن “Robert Hazen” وجيسي اوزوبيل “Jesse Ausubel” شكّلا فريقًا لتصنيف المعادن الأكثر فرادة في هذا الكوكب، مثل أيتشنوسايت سردينيا فضلًا عن ألاموسيت والفينجيرينا الموجودة في السلفادور.
وجد العالمان أنّ هنالك إرتباطًا بين وجود هذه المعادن على الأرض وقابلية الكوكب على إبقاء الحياة.

يقول هازن: «الحياة تعتمد على المعادن»، هازن هو عالم في المختبر الجيوفيزيائي في معهد كارنيجي في واشنطن “Geophysical Laboratory in the Carnegie Institution of Washington”. ويضيف: «الحياة لا يمكن أن تبدأ دون وجود بعض الخصائص الكيميائية التي وفّرتها المعادن في بداية الأرض.»

استنتاجهم يقول بأنّ كل كوكب لديه القابلية على دعم الحياة يجب أن يكون لديه بصمة فريدة من نوعها من المعادن النادرة. كما أنّه من المرجّح جدًّا أنّ كواكب مثل عطارد والمريخ يملكان معادن بسيطة جدًّا، لذلك لا يمكنهما المحافظة على الحياة.

هازن، وهو أيضًا المدير التنفيذي لــ (مرصد الكربون العميق) “Deep Carbon Observatory” الذي يدرُس الكربون على الأرض يقول بأنّ الإكتشافات التي يؤدّيها (روفرز) – مركبة استكشاف الفضاء – على سطح القمر والمريخ لم يتم فيها العثور على أيّ شيء مدهش للغاية في مجال علم المعادن وسبب ذلك هو هذا السبب.

تتجمّع في كشتبان واحد!
الكشتبان: (هو غطاء صغير لاصبع الخيّاط يقيه الوخز) أوزوبيل، الذي يعمل باحثًا في جامعة روكفلر في مدينة نيويورك “New York City’s Rockefeller University”، يقول بأنّ الموارد المعدنية على الأرض ترتبط بثراء الحياة على كوكب الارض. فالكوكب الذي يكون فقيرًا بيئيًّا يكون كوكبًا قليل المعادن.

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ أيًّـا من هذه المعادن الــ 2,550 التي تمَّ تحديدها في الدراسة توجد في أكثر من خمسة مواقع فقط. ممّا يعني «أنّها أندر من النُـدرة!».
بعض المعادن تتوفّر بشكلٍ شحيح جدًّا لدرجة أنّه يمكن جمعها في كشتبان واحد. ولكن تعقُّـب هذه المعادن الفريدة مهم جدًّا، لأنّها تشكّل أساسًا حيويًّا لفهم بناء كوكبنا.

هازن واوزوبيل قسّما الــ 2,550 معدن إلى أربع فئات من النُـدرة، تبعًا للظروف التي تتكوّن فيها وكيفيّة ندرة مكوّناتها وكيفية سرعة زوالها ومحدوديّة توفّرها.
وبالمناسبة، هنالك إدخال واحد في الفهرس الذي سُـمّي فيما بعد بـإسم (هازن).

عُـثِرَ على «هازينيتي» فقط في بحيرة مونو في كاليفورنيا، ويتكوّن عندما يصل تركيز الفوسفور إلى مستويات عالية في البحيرة. فتبدأ المايكروبات الموجودة في الماء بإفراز هازينيتي من خلاياها من أجل البقاء على قيد الحياة. ويكون على شكل بلّورات صغيرة وعديمة اللّون هي في الأساس عبارة عن «أنابيب مايكروبيّة». هازن يضيف قائلًا: «نعم، هذا صحيح، هازينيتي يحدث فعلًا،»
نتائج هازن واوزوبيل نُـشِرَت في المجلّة الأميركية لعلوم المعادن “magazine American Mineralogist”.

المصـدر:-

TECH TIMES