حتى وقت قريب لم نسمع بإسم هذا الفيروس، لكن كثرة التشوهات الخلقية والتوقعات بولادة 4 ملايين طفل مشوه هذا العام، دفعت منظمة الصحة العالمية لإعلان حالة طوارئ عالمية لمواجهة هذا الفيروس.
ما هو فيروس زيكا؟
زيكا هو فيروس ينتقل عن طريق البعوض، والتي توجد في المناطق الاستوائية. وتشمل الاعراض النمطية للمصاب بهذا الفيروس: الحمى والصداع والطفح الجلدي وتدوم لمدة تصل إلى أسبوع. ويمكن أيضاً يسبب التعاب خفيف في باطن الجفن، منا يسهّل تمييز المرض من حمى الضنك، مرض آخر ينقله البعوض أيضاً. وفي بعض الحالات يمكن أن يؤدي إلى متلازمة “Guillain-Barre” المميتة، وهي حالة نادرة من المرض تؤثر على الجهاز العصبي. ويُذكر أنّ نحو 80 في المائة من الأشخاص المصابين لا تظهر عليهم أيّة أعراض للمرض، والعدوى في كثير من الأحيان تبقى دون تشخيص.
ما سبب خطورة فيروس زيكا على النساء الحوامل؟
يبدو أنّ الفيروس يصب جام غضبه على النساء الحوامل أكثر من غيرهنّ من المصابين، حيث أنّه يؤثر على الأجنّة. ومنذ ظهور هذا المرض في البرازيل العام الماضي، كثُرت التشوهات الخلقية في الولادات الحديثة، حيث بدأت النساء بإنجاب اطفال برؤوس صغيرة مع تلف في الدماغ. وحتى الآن لا نعرف ما هي العلاقة بين الاصابة بفيروس زيكا والتغذية والظروف البيئية والإلتهابات.
ويمكن للفيروس أن يؤثر على الأجنة في جميع مراحل الحمل، ويعتقد أن تكون الأشهر الثلاثة الأولى والثانية من الإصابة هي الأكثر خطورة. ونصحت منظمة الصحة العالمية النساء اللاتي يعشنَ في المناطق التي تكثر بها الإصابة بهذا الفيروس لتأجيل الحمل لمدة سنتين على الاقل.
لماذا لم نسمع بفيروس زيكا من قبل؟
قبل عام 2000، كانت معظم الإصابات بهذا المرض هي حيوانية وليست بشرية، وكانت الإصابات البشرية نادرة ولم يكن الفيروس وقتها يسبب مضاعفات خطيرة كاللّتي نشاهدها اليوم، وهنالك تفسير واحد وهو أنّ الفيروس قد تحوّر بطريقة مكّنته من إصابة الخلايا البشرية بسهولة كبيرة.
فيروس زيكا جديد على القارتين الأمريكيتين. سابقاً كان يقتصر على أفريقيا وجنوب شرق آسيا وفي المناطق التي تظهر فيها بؤر الإصابة بحمى الضنك. ولكن بعد أول ظهور لها في البرازيل في مايو الماضي، انتشر الفيروس في جميع أنحاء الأمريكتين، بالإضافة إلى 25 دولة تشهد الآن انتشاراً سريعاً للفيروس. وترى منظمة الصحة العالمية أنّ العدوى ستنتشر قريباً في كل بلدان تلك المنطقة باستثناء كندا وتشيلي.
كيف ينتشر فيروس زيكا؟
من المعروف أن عدة أنواع من البعوض تحمل فيروس زيكا، بما في ذلك النوع المسمى “الزاعجة المصرية”، والأنواع التي تنقل حمى الضنك أيضاً. ويمكن أن ينتقل عن طريق الجنس كذلك. حيث تم عزل الفيروس من السائل المنوي للفرد المصاب والتأكد من أنه في طريقه للتحوّل الى “حالة زيكا” على أراضي الولايات المتحدة.
هل يوجد لقاح لفيروس زيكا؟
لا يوجد حالياً أي لقاح متاح. وتطوير هكذا لقاح قد يستغرق سنوات، على من أنّ بعض مطوّري اللقاحات يدّعون أنّ أحد اللقاحات سيكون جاهزاً خلال هذه السنة.
وحتى ذلك الحين، تتركز الجهود الآن على الأعراض والتخفيف منها، وتقديم المشورة والنصائح الطبية ضد الحمل خصوصاً لأولئك المعرضين للخطر. وتشمل التدابير الوقائية باستخدام المواد الطاردة للحشرات والناموسيات، وارتداء قمصان ذات أكمام طويلة وسراويل طويلة، والبقاء في منازلهم.
هل تفشى المرض سابقاً بهذه الصورة؟
أكبر تفشي حتى الآن حدث في بولينيزيا الفرنسية عام 2013 و 2014 حيث تأثر حوالي 28،000 شخص، قبل أن ينتشر إلى جزر المحيط الهادئ الأخرى. بعد تفشي المرض في بولينيزيا الفرنسية كانت هناك زيادة غير عادية في الأطفال الذين يولدون برأس صغير. في عام 2007، كان هناك تفشي أصغر حدث في جزيرة ياب، ميكرونيزيا، حيث تم تحديد حوالي 185 حالة. وكان فيروس زيكا جديداً على كل هذه المناطق.
يبدو ان الفيروس الذي ظهر في البرازيل وثيق الصلة بتلك السلالة التي ظهرت في بولينيزيا الفرنسية. إحدى النظريات التي تجري مناقشتها الآن هي أن المسافرين إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2014 في البرازيل ربما جلبوا الفيروس معهم.
ما هي التدابير المتخذة للسيطرة على التفشي الحالي؟
طلبت منظمة الصحة العالمية مساعدة دولية لتطوير لقاح ضد الفيروس. وطالبت مبادرات أخرى لمكافحة المرض بضرورة تعلم المزيد عن هذا الفيروس، وتشخيص الحالات بسرعة أكبر ومحاولة السيطرة على أسراب البعوض الناقلة للفيروس باستخدام احدث التقنيات بما في ذلك إطلاق حشرات معدّلة وراثياً. ومع دورة الالعاب الاولمبية 2016 التي ستجري في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية في هذا الصيف، هناك مخاوف كبيرة بشأن انتشار الفيروس في جميع أنحاء العالم.
ما هي النصيحة لزوار وسيّاح المناطق المصابة بالفيروس؟
يتم نصح المسافرين الى تلك المناطق بتجنب السفر لتلك البلدان. وفي حال عودته من هناك يجب أن يخضع للفحص الطبي. السلطات الصحية في بريطانيا نصحت الرجال الذين سافروا إلى المناطق المتضررة بأستخدام الواقي الذكري أثناء ممارسة الجنس لمدة شهر بعد عودتهم، أو ستة أشهر بعد الشفاء إذا كانوا يعانون من أعراض المرض.
المصدر:هنا