إنها القنبلة التكتيكية النووية التيطورتها الولايات المتحدة لتستخدم مباشرة في ساحةالمعركة وتحقيق أهداف معينة. في حقبة الحرب الباردة والتي شهدت أجواء متوترة بين دولحلف الناتو وحلف وارشو، وكانت هناك تدريبات مفتوحة لمواجهة ضربة نووية محتملة، وكذلكلم يتم أستبعاد القيام بضربة نووية إستباقية. وقد طور كلا البلدين (الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي…) خزينهم من الأسلحة النووية لما يكفي أن يُدمر الأرضلمرات عديدة، مما جعل مسألة الأمن العالمي ضرب من الجنون. وفي هذه الأيام، أغلب القوىالنووية العظمى الثمانية حددوا ترسانتهم من الأسلحة النووية وأصبحت تعتمد علىأسلحة الدفاعات الصاروخية لحماية مناطقهم. ولكن بالعودة إلى حقبة الخمسينات والستيناتوالسبعينات كانت معضلة الأمن في العالم أن كلا المحورين الرأسمالي والشيوعي قاما بالبحث والتطوير في مختلف أنظمة الأسلحة دون الأخذ بنظر الإعتبارات عواقب وحساسيةهذه الأسلحة.
تعتبر الـM-28/29 “Davy Crockett”أصغر قاذفة قنابل نووية تم صنعه. حيث يتم تذخيرها بقنبلة الـ M54، والتي بالإمكان حملها بحقيبة ظهر بسهولة. ومدىالسلاح أكثر من 2.5 ميل ويمكن إستخدامه لمدى أقل من ذلك. ويحتوي هذا السلاح على كمية قليلة من المواد النووية الإنشطارية مستخدمة في الرأس الحربي وذات نشاط قليل جداًبحيث تنتج إنفجار أقل بكثير من معدل الإنفجارات المستخدمة في الصواريخ البالستية.
حمولة سلاح ذو 51 باوند بامكانه القضاءعلى جسر أو قاعدة صغيرة مضادة للطيران والصواريخ وحتى على السدود والبنى التحتيةالستراتيجية المهمة. وشكل هذا السلاح جزء مهماً من العقيدة العسكرية لإستخدامه فيالأعوام اللاحقة، والتي تهدف إلى خلق قوة الردع للقوات البرية الثقيلة السوفيتيةالمنتشرة في المانيا الشرقية. ومن هذه المناطق منطقة الـ Fulda Gapحيث أفادت أجهزة الإستخبارات بأحتمالية حدوث هجمات للعدو في أيوقت. وعليه، فأن هذه القنابل النووية التكتيكية أبقت قوة الردع على المدى الطويلللقوات البرية لحلف الناتو.
وبالرغم من الخطر الكامن بإمتلاكمجموعة من الجنود لقنبلة نووية حقيقية في حقيبة ظهرهم والذي لم يكن ضمن تصور البنتاغونآنذاك. حيث أن القائمين على إستخدام السلاح جنود وليس روبوتات ولا تحتوي القنبلةعلى زر إطفاء الطوارئ في حالة إمتلاكها من قبل الجماعات المارقة. إلا أن الجيش قررإمتلاك هذا السلاح وتطويره لعقود حتى لو لم يستخدمه أبداً. ومع أنهيار الإتحادالسوفيتي ومع نجاح محادثات الحد من الأسلحة الاستراتيجية بين القوى العظمى، تمتقليل مخزونات الأسلحة النووية إلى حد كبير وبناء تدابير الثقة وتنفيذها من كلاالطرفين. وبالرغم من ذلك، إنضمت دول جديدة إلى العصر النووي مثل كوريا الشمالية وإسرائيلوباكستان والهند وليس لديهم نية للتخلي عن أسلحتها للدمار الشامل في المدى المنظورلاعتقادهم بحاجه هذه الأسلحة لخلق قوة الردع . ويعتقد بأن أغلب هذه الدول طورتبنجاح أسلحة نووية تكتيكية. وتعلمت الولايات المتحدة وروسيا بصعوبة خطورة هذهالأسلحة، حيث كادت أن تندلع حرب نووية شاملة نتيجة أزمة الصواريخ الكوبية. وبعدهاتكَوَن لدى طرفين إحساس بالخطر حول هذا الموضوع.
القوى النووية الناشئة مثل الهندوباكستان بحاجة إلى التفكير في الأمر بعقلانية أكثر ووقف سباق التسلح في المنطقة.سباق التسلح يؤدي إلى عدم المساواة في قوة النيران ويحفز الدول الصغيرة للبحث بشكلغير مسؤول لأمتلاك مثل هذه الأسلحة التكيتية.
المصدر: هنا