سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء حول العالم. تقدر دراسة بأن واحدة من بين عشرة نساء تصاب بسرطان الثدي خلال حياتها. كما تزداد احتمالية الإصابة به مع التقدم بالعمر، حيث أن 50% من المصابات بسرطان الثدي أكبر عمر 65 عام. لذلك يعتبر سرطان الثدي مشكلة صحية عالمية و معالجتها من أولويات منظمة الصحة العالمية و كثير من المؤسسات الحكومية و اللاحكومية.
من بين العوامل التي يُعتقد بأنها تقلل من الوفاة بسبب هذا المرض هو الكشف المبكر عن طريق الفحوصات الوقائية. من بين هذه الفحوصات: الفحص الإكلينيكي السريري، فحص الأشعة للثدي Mamography، و الفحص الذاتي للثدي.
لكن هل هذه الفحوصات فعّالة؟
ما تأثير الفحص الذاتي للثدي على النتيجة النهائية لعدد الإصابات بسرطان الثدي و عدد الوفيات نتيجة له؟
طُرح هذا التساؤل منذ عقود. و لمعرفة الجواب أُقيمت دراسات ضخمة، أحدها في شانفهاي – الصين استمرت 11 عام (منذ عام 1989 حتى 2000). شارك أكثر من 266000 امرأة من العاملات في معامل شانغهاي في هذه الدراسة. تم توزيعهم بشكل عشوائي على مجموعتين: الأولى تم تعليمهم الفحص الذاتي للصدر من قبل مختصين و طُلب منهم إجراء الفحص بشكل شهري مع متابعة طبية كل 6 أشهر. و الثانية لم يتم تعليمهم الفحص و لم يطلب منهم تأديته، و تمت متابعة المجموعتين لتسجيل حالات الإصابة بسرطان الثدي.
بعد 11 عام جاءت النتائج بأن نسبة الإصابة بسرطان الثدي و نسبة الوفيات نتيجة له هي نفسها في المجموعتين. هذا يعني بأن الفحص الذاتي للصدر لم يؤثر إيجاباً بتقليل حالات السرطان أو الوقاية من الوفاة. هناك دراسة أخرى أجريت في روسيا و كانت النتيجة مقاربة لدراسة شانغهاي. كما أشارت الدراسات إلى وجود ضرر محتمل لهذا الفحص، منها ازدياد تشخيص الكتل الغير سرطانية مما يزيد من نسب العلاج الغير ضروري و الضغوطات النفسية على المصابات.
نتيجة لذلك فإن الفحص الذاتي للصدر لا يُنصح به الأن، لكن هذا لا يعني بأن كل الإجرائات الوقائية غير مجدية. في دراسة أجريت من قبل القوات المسلحة الأمريكية عام 2009 وُجد بأن فحص الأشعة للثدي سنوياً يقلل من الوفاة نتيجة سرطان الثدي بنسبة 15%، و بالتحديد للفئة العمرية من 39 و حتى 49 عام. لذلك فإن هذه الإجراءات قد لا تكون مفيدة لكل الفئات العمرية، لكنها مهمة لمن لديهم عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان، كالتقدم بالعمر و التاريخ العائلي.
في النهاية يجب أن نكون متقيظين لأي تغيرات تحدث لجسمنا من وجود كتل غريبة أو تغيرات في الجلد. أي تغير مثير للشك يتطلب استشارة مختص.