الوصول للمياه يُعد مشكلة متنامية ويأخُذ بالتفاقم اكثر بسبب تغيُّر المناخ. من المتوقع لـ33 دولة ان تواجه اجهاد مائي مُرتفع للغاية في سنة 2040م، تقريباَ نصف هذه الدول في الشرق الاوسط.
هذا استنتاج واقعي لتقرير صدر مؤخراَ من معهد الموارد العالمية «WRI».حيث قام المعهد بدراسة مستوى النضوب بالمياه في المستقبل في 167 بلداً بحلول عام 2020م، 2030م، 2040م. استخدم الباحثون نماذج المناخ والسيناريوهات الاجتماعية والاقتصادية لتصنيف الدول التي من المتوقع لها ان تشهد اجهاداً مائياً بحلول عام 2040 من بين 33 دولة مُعرضة لإجهاد المائي هناك 14 دولة تقع في الشرق الاوسط، والتي تتضمن البحرين، الكويت، فلسطين. 9دول من بلدان الشرق الاوسط اعتبرت “مُعرضة لإجهاد مائي كبير للغاية”، وقد اعطاهم الباحثون تقييم 5.0 من 5.0.
ان هذا مُقلق بشكلٍ كبير عندما نعلم ان عدد من هذه البُلدان بالفعل تُعتبر من اقل بلدان العالم اماناً في توفير المياه. دوّن الباحثون في مدونة لموقع المعهد عن ماذا سيواجه الشرق الاوسط.” تحديات استثنائية فيما يتعلق بالمياه في المستقبل القريب”.
الطلب العالمي على الماء سيزداد خلال العقود المُقبلة ويقول الباحثون انه من غير الواضح من اين ستأتي المياه. الامدادات ستكون محدودة نظراً لنموا اعداد السُكان. المزيد من الناس ينتقلون الى المُدن كهجرة لمناطق الطبقة المتوسطة مع تزايد كثافة الطلب على انتاج الغذاء وانتاج الطاقة الكهربائية كثيفة الاستخدام للمياه.
رغم ان العنف والاضطرابات السياسية قد تكون مصدر قلق اكبر بالنسبة للبعض، اشار الباحثون الى ان ذلك يرتبط ارتباطًاً وثيقاً مع تناقص المياه ولا يقل خطورة. التقرير اشار ايضاً الى ان نقص المياه قد ساهم ايضاً في الحرب الاهلية السورية 2011م. لاحظ الباحثون ان “تضاؤل مصادر المياه وسوء الادارة اجبر 1.5 مليون شخص، مُعظمهم من المزارعين والرعاة ان يفقدوا مصادر رزقهم ويتركوا اراضيهم، والانتقال الى المناطق الحضرية، مما تسبب بزعزعة الاستقرار العام في سوريا”.
على القوى العُظمى العالمية كالولايات المُتحدة والصين والهند، ان تكون اكثر قلقًاً بشأن نقص المياه، يتوقع التقرير ان اجهاد الماء العالي سيبقى ثابتًا خلال 2040م في كل البلدان الثلاثة. بشكل اكثر تحديداً، يمكن للولايات المُتحدة الغربية ومقاطعة “نينغشيا” الصينية ان تشهد زيادة في نسبة الاجهاد المائي من 40% الى 70%.
قال بيستي اوتو «Betsy Otto» مُدير برنامج المياه العالمي لـ رويترز”الخبر الجيد، انه بامكان الدول ان تتخذ اجرائات تحد من هذا الاجهاد والخطر المرتبط بكيفية ادارة الموارد المائية”.
أحد الاقتراحات التي قدمها اوتو للدول لتقليل مشكلة اجهاد المياه للدول بان يعيدوا تدوير المياه (الصرف الصحي)، واوضح اوتو “انه من غير المقنع ان تعامل المياه كـ صالحة للشرب فقط، تُستعمل من قبل الأُسر، ويتم التخلص منها نهائياً”.
المصدر: هنا