في الماضي، كان يتم تبريد الأعضاء تقليدياً للمُحافظة عليها أثناء عملية الزرع. رغم ذلك، أصبح التبريد نظاماً قديماً، اليوم ما تحتاجُه عملية زراعة القلب هو الدفيء. نظام رعاية الأعضاء، او ما يُعرف بـ “القلب داخل الصندوق”، هو نظام تخزين القلب الجديد والذي يحفظ القلوب دافئة ويحفظ دقّاتها اثناء عملية نقلها من المُتبرّع لمريضٍ جديد.
صُمم هذا النظام بواسطة شركة ترانس ميديكس «Transmedics»، يتكون النظام من عربة نقل والتي تحفظ القلب عند درجة حرارة ورطوبة مُلائمة اثناء تزويدهُ بالأوكسجين، الدم، والمواد المُغذية. يتم تغذية هذا النظام من خلال انابيب مُتصلة بالقلب لمُساعدتهِ على الإستمرار بالنبض. حالياً، يُكلّف نظام “القلب داخل الصندوق” 250,000 دولار – غالٍ جداً ليتم توزيعهُ على كُل مُستشفى في هذه المرحلة من التصميم.
يسمح الجهاز للجرّاحين بأخذ القلوب من المُتبرعين الذين لم يكونوا مؤهلين في الماضي. إذ إنّ نِطاق المُتبرعين المُحتملين كان مُحدداً بأشخاص أُصيبوا بوفاة الدماغ (السكتة الدماغية) بينما لايزال جسمهُم سليماً. لكن نظام “القلب داخل الصندوق” يستطيع أن يُرجع الحياة للقلب الذي توقّف عن النبض داخل الجسم الذي خضع لـ “موت الدورة الدموية”، حيث ان القلب نفسهُ لم يعُد يعمل، وليس الدماغ فقط. بالتالي يُمكن لهذا النظام زيادة عدد عمليات زراعة القلب سنوياً، حيث ان الرقم ضلّ ثابتاً إلى حدٍ ما بِحدود 2400 عملية زرع قلب سنوياً خلال آخر 20 سنة مضت.
علّق كوركوت آيغن «Korkut Uygun» طبيب جراحة زراعة الأعضاء في مُستشفى ماساتشوستس العام لعرض التقنية “على المدى القصير، فإنها ستقوم بفتح المجال”. يعتقد آيغن انه يوماً ما سنمتلك التقنية لإستعادة الأعضاء الأُخرى، كالكبد، حتى بعد ساعة من تعرُّضهِ الى موت الدورة الدموية، وليس دقائق. وحتى الآن، هُناك 15 حالة لنظام “القلب داخل الصندوق” نجح فيها بإعادة إحياء قلب المُتبرّع بعد موته.
يُمكن للنظام ان يزيد اعداد القلوب المزروعة، والتغلب على بعض المسائل مثل محدودية الوقت لحمل القلب عند نقل قلب طفل. عادةً، يتم تبريد العضو الى حوالي 4 درجة سيليزية (39 فهرنهايت) لإبطاء مُعدل أيض الأنسجة ومُعدل العمليات الإنحلالية. الرئتين على سبيل المثال، تدوم فقط من ثلاثة إلى أربع ساعات على الثلج – بينما يقوم جهاز شركة ترانس ميديكس بحفظ الرئتين لـ 24 ساعة من دون الحاجة لتخفيض برودة العضو.
ليس هُناك تدفُق للدم في العضو المُبرّد، لذلك فإنه مُعرّض للضرر، وليست هُناك اي طريقة لإختبار فعّاليته. هذا امرٌ بالغ الأهمية خاصةً بالنسبة لمريض على وشك الخضوع لِجراحة تسلُّم العضو، وأشهُر للتكيف مع العضو المزروع بعدها. قام فريق بالقُرب من مدينة كامبريدج بإتخاذ خُطوات جذرية لإختبار مدى وظائف القلب. بإستعمال جهاز شركة ترانس ميديكس، يدّعي الفريق انهم تمكنّوا من إعادة تشغيل القلوب وهي داخل المُتبرعين المُتوفين. يُمكن للأطباء مُراقبة تدفُّق الدم للأعضاء الحيوية، قبل إلتقاط وإزالة القلب بعد خمس دقائق. هذه النتائج لم يتم نشرُها.
هذه التقنية الجديدة تأتي مُصاحبة لمسائل أخلاقية صعبة، خصوصاً تحديد متى يتم تصنيف المريض على انه ميت.
يتأمل روبرت تروغ «Robert Truog» الخبير في علم الأخلاقيات الطبية في جامعة هارفرد في مُقابلة تقنية مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا “كيف يُمكن لك ان تقول إن العملية غير معكوسة، عندما يتم إستعادة وظيفة الدورة الدموية في جسمٍ آخر؟ نحنُ نميل إلى التغاضي عن ذلك لإننا نُريد زرع هذه الأعضاء. رأيي يتمثل بإنها لم تمُت، ولكن ذلك ليس مُهماً ايضاً”. شريطة ان تكون الأُسرة وافقت على إجرائها. “يبقى السؤال فيما إذا كانوا قد تعرضوا للإذى، وانا اقول انهم لم يتعرضوا لذلك.”
المصدر: هنا