تطور الذكاء والأمراض العقلية

البحث، والذي هو مفصّل في ورقتين نُشرت في مجلة الطبيعة لعلم الأعصاب (Nature Neuroscience)، يُظهر وجود صِلة مباشرة بين تطور تصرفاتنا (سلوكنا) وأصول أمراض الدماغ. حيث يعتقد العلماء بأنّ نفس الجينات التي تُحسّن قدراتنا الذهنية، مسؤولة عن عدد من الأضطرابات في الدماغ.

 وقال جون وليامز، رئيس قسم علم الأعصاب والصحة النفسية، وأحد ممولي الدراسة: “هذا العمل ما هو إلاّ حجر أساس لكيفية فهم نشوء الاضطرابات النفسية، وسوف يُقدم لنا آفاقاً جديدة لتطوير علاجات جديدة.”

وتشير الدراسة إلى أن الذكاء في البشر تطوّر نتيجة للزيادة في عدد الجينات في أدمغة أسلافنا تطورية.

أقترح الباحثون أنّ الحيوانات اللافقارية البسيطة التي تعيش في البحر قبل 500 مليون سنة شهدت حادثاً جينياً، أدى إلى صناعة نسخ إضافية من هذه الجينات. حيث أستفادت أحفاد هذه الحيوانات من هذه الجينات الإضافية، مما أدى إلى ظهور حيوانات فقرية متطورة.

ودرس فريق البحث القدرات العقلية لدى الفئران والبشر، وذلك باستخدام مقارنة لمهمّات نسبية، تشمل تحديد أشياء على شاشة كمبيوتر تعمل باللمس. بعد ذلك، جمع الباحثون نتائج هذه الاختبارات السلوكية مع أخذ معلومات بسيطة حول الشفرات الوراثية للأنواع المختلفة للعمل عليهما في المختبر.

أكتشف الباحثون بأنّ الوظائف العقلية لدى البشر والفئران كانت تُسيطَر عليها الجينات نفسها التي ذكرنا تطورها أعلاه. حيث أظهرت الدراسة أيضاً، أنّه عندما تحصل طفرة لهذه الجينات أو تتضرر نتيجة مؤثرات خارجية، سيؤدي ذلك الى ضعف الوظائف العقلية للبشر.

قال البروفيسور غرانت: “يُظهر عملنا أنّ ضريبة الذكاء العالي والمزيد من السلوكيات المعقدة، هو زيادة الأمراض النفسية والعقلية لدينا.”

أظهر الباحثون، أنّ أمراض أدمغة أكثر من 100 طفل وبالغ، لناجمة عن الطفرات الجينية.

قال الدكتور تيم بوسي من جامعة كامبريدج، مشارك أيضاً في الدراسة، “يمكننا الآن تطبيق أختبارات وراثية وسلوكية لمساعدة المرضى الذين يعانون من هذه الأمراض.”