كان هناك وقت كافي عندما بدأت فكي كل منّا بالتكيّف لأستيعاب وبشكل مريح جميع أسناننا والبالغ عددها 32 سن بما في ذلك سن العقل (الرحى الثالثة). أذا ما رجعنا الى الوراء حوالي 100 مليون سنة، نجد بأنّ فكي الأنسان البدائي أكبر وأكثر وضوحاً من غيره؛ لأن الأسنان لعبت دوراً حيوياً في بقاءه على قيد الحياة. فمع الزوائد الأمامية، كانت ال…أسنان الوسائل الأساسية لإنسان ما قبل التاريخ (أسلافنا) في أصطياد وتقطيع وأكل الفريسة.
كان لأسلافنا نظام غذائي صارم في مضغ الأوراق واللحوم النيئة. حيث كان أمتلاكهم 32 سن ميزة خاصة لمساعدتهم في مضغ طعامهم في تلك المرحلة، وخاصة كون الانسان البدائي لم يزر طبيب الأسنان بأنتظام كما نقوم به نحن اليوم.
ثم حصل التطور للأنسان، فأصبحت الأسنان ليست في غاية الأهمية بعد الآن، بعد أنْ بدأت كائنات شبيهة بالإنسان المشي منتصباً، بالأضافة الى أنّ الأسلحة المستخدمة في الصيد لعبت دور أكبر في الحصول على الغذاء، وبالتالي أصبحت أدمغة الأنسان أكبر حجماً من أسلافه وأصبح لديه فك أقصر. في عام 2004، أعلن فريق من جامعة ولاية بنسلفانيا أنّهم اكتشفوا جين يسمى (MYH16). الطفرات في هذا الجين تؤدي إلى فك أقصر، والتي قد تكون العامل الذي سمح لدماغ الرجل البدائي أن ينمو. أدى هذا التغيير الى تقليل مقدار المساحة المتوفرة للأسنان في الفم.
كما تغيرت رؤوسنا وفكوكنا، فأنّ بعض التحولات الثقافية تغيرت كذلك. في الوقت نفسه، كان الرجل قد صنع أولى الأدوات، بما في ذلك أواني الطبخ. فمع أدمغة أكبر، حصل الرجل العاقل والحكيم على النار والتي لها قدرتها على تليين الطعام، فأصبح النظام الغذائي أكثر تجهيزاً من ذلك بكثير؛ مقارنة مع اللحوم النيئة التي أكلها أجدادنا، وبالتالي فنحن لن نحتاج بالضرورة أي أسنان على الإطلاق للبقاء على قيد الحياة اليوم كما كان اسلافنا، وبالتالي أنخفض بالتأكيد اعتمادنا على الضرس الثالث. معارضوا التطور وضعوا الحمل الأكبر في تغيّر صحة الأسنان، على تقليل اعتمادنا على ضرس العقل، ولكن عندما يصطف فك لأنسان بدائي وفك لأنسان حديث، ترى بأن الفراغ صغير جداً.
المصدر: هنا