ترجمة وبوستر: أحمد ثائر
==============
لعدة عقود ساد الإعتقاد في أوساط المختصين في الصحة و التغذية بأن المكملات الغذائية و الأطعمة التي تحتوي المركبات المضادة للأكسدة تقلل من معدلات الإصابة بالسرطان، كما إنها تحسن الحالة الصحية بشكل عام.
هذا الإعتقاد تم التحقق منه في العديد من الأبحاث الإكلينيكة و التي إستنتجت و بشكل متكرر عدم صحته، بل جائت بعض النتائج معاكسة لهذا الإعتقاد، كأحد الدراسات التي نشرتها مجلة “NJEM الطبية” بأن الأشخاص المدخنين الذي يستهلكون كميات كبيرة من مضادات الأكسدة (بيتا كاروتين) كانت نسبة إصابهتم بسرطان الرئة أعلى من غيرهم.
لتفسير هذه النتائج الغير متوقعة نشر الباحثون في كلية نورنبيرغ الطبية من جامعة نورثويست في الولايات الأمريكية ورقة بحثية بهذا الخصوص. لفهم النتائج علينا أن نعي أهمية التوازن بين المركبات المؤكسدة و مضادات الأكسدة و دورها في تفاعلات الأكسدة و الإختزال داخل الخلايا.
نسب عالية من مركبات الأكسدة تسمم الخلية و تسبب لها الأضرار و لذلك معظم الخلايا لديها القدرة على إنتاج مضادات أكسدة لحمايتها. من ناحية أخرى هناك أهمية لهذه المركبات المؤكسدة عندما تتواجد بكميات قليلة، مثل بيروكسيد الهيدروجين.
الخلايا السرطانية تنتج كميات كبيرة من المركبات المؤكسدة كناتج ثانوية لعملية نموها و إنقسامها العشوائية الغير منتظمة. لذلك إعتقد الكثير من الناس بأن تناول مضادات الأكسدة يحمي من السرطان. لكن هذا لا يحدث في الواقع، لإن هذه المركبات على المستوى الخلوي لا تصل إلى العضيات التي تنتج فيها مركبات الأكسدة، بل هي تتراكم بشكل عشوائي في الخلية و قد تسبب ضرر لها.
من ناحية أخرى بينت الأبحاث أن الخلايا السرطانية تتضرر من المركبات المؤكسدة، و هي بالتالي تنتج كميات كبيرة من مضادات الأكسدة لتستمر بالنمو، و تناول كميات كبيرة من مضادات الأكسدة قد يساعدها بذلك و بالتالي يزيد من فرص الإصابة بالسرطان.
ما يدعم هذا التفسير هو أن ألية العلاج الكيميائي و الإشعاعي للسرطان تقوم على زيادة المركبات المؤكسدة في الخلايا السرطانية لا العكس. المفارقة هنا بأن الباحثين يتوجهون الأن لدراسة الجينات و البروتينات المنتجة لمضادات الأكسدة بهدف إيجاد علاج يمنع إنتاجها داخل الخلايا السرطان، بالتحديد في سرطان الرئة و البنكرياس.
المصدر: http://www.sciencedaily.com/releases/2014/07/140710094434.htm
الدراسة الأصلية: http://www.nejm.org/doi/full/10.1056/NEJMcibr1405701