الرئيسية / تقنية / اختبار دمٍ جديد يظهر أملاً في مكافحة السرطان

اختبار دمٍ جديد يظهر أملاً في مكافحة السرطان

بقلم: GINA KOLATA

في خزعة السرطان المعتادة، يقوم الجراح باقتاع قطعة من الورم لدى المريض، لكن الباحثين في المختبرات في جميع أنحاء البلاد يقومون باختبار شيئاً مبتكراً يدعى بالخزعة السائلة، وهو عبارة عن اختبار دم أصبح في الاَونة الاخيرة متاحاً مع أحدث التقنيات الحساسة بشكل مذهل. هذا الاختبار يبشّر بالعثور على أجزاء من قصاصات صغيرة من ال DNA الخاص بالسرطان في دم المريض.

إن سحب دمٍ بسيط من المريض هو أقل إرهاقاً من الخزعة التقليدية أو مسح CT، حيث سيمكن هذا الاختبار أطباء الأورام من معرفة هل يعمل العلاج وذلك  من أجل مواصلة رصد المقاومة التي يبديها السرطان وتطورها. لذا يمكن التخلي عن العلاجات الفاشلة بسرعة، وتجنيب المرضى عناء الآثار الجانبية والسماح للأطباء بتجريب البدائل.

يقول الدكتور خوسية باسيلغا وهو المسؤول الطبي الرئيسي في مركز ميموريال سلون كيترينج للسرطان: “لا يمكن لهذه الاختبارات أن تغيير وإلى الأبد في طريقة متابعة مدى الإستجابة للعلاجات فقط بل وحتى حالات المقاومة لها، كما يمكن أن تستخدم في التشخيص المبكر بصورة فعالة”.

ويحذر الباحثون من أنهم بحاجة للمزيد من التقييمات والاختبارات. فحتى الآن هناك دراسات محدودة على عينات سرطانية معينة، شاملة الرئة والقولون وسرطان الدم. لكن النتائج الأولية كانت مشجعة. وقد نشرت دراسة للمعهد الوطني للأورام هذا الشهر في مجلة  Lancet Oncology، شُملت 126 مريضاً مصابين بالشكل الأكثر شيوعاً من سرطان الغدد اللمفاوية، حيث تنبأ هذا الاختبار بالأمر قبل ثلاثة أشهر من الفحص على الأشعة المقطعية. ويمكن التعرف من خلال الخزع السائلة على المرض لكن من غير المرجح أن يستجيب المريض للعلاج.

ويقول أطباء الأورام الذين لا يستخدمون الاختبار الجديد أنهم يتابعون  الأمر بانبهار. قال الدكتور ليفي غراويي من معهد دانا-فاربر للسرطان: “مختبرنا لا يعمل وفق الاختبار الجديد لكننا مهتمون جداً”.

وأضاف: “هذا الاختبار مثير وله أولوية قصوى”.

وقد عثر العلماء على حالات من مرض السرطان كانت قد أذهلتهم. وتعاني ماري سوزان وهي مُدرسة للصف الخامس من مدينة جاردينر في نيويورك من سرطان الرئة الذي قاوم محاولتين من العلاج الكيميائي وموجة من الإشعاعات. وقد رأى الأطباء في سلون كيترينج الحمض النووي للسرطان في دمها عندما بدأت باستعمال دواء تجريبي في تشرين الأول حيث كان الأمل الأخير لها.

وبعد أربعة أيام اختفت قطع الحمض النووي الخاصة بالسرطان، كان هذا إشارة للأطباء بأن يستشعروا الأمل بأن العلاج يعمل بالفعل. لكنهم لم يستطيعوا أن يخبروها بهذه الأخبار الجيدة. كان فحص الدم شيئ جديد بالنسبة لهم وكانوا يخشون الاعتماد علية بصورة مطلقة.

وفي غضون أسابيع، بدأت سابينا بالتنفس بصورة طبيعية وسهلة. وبعد عدة أشهر خضعت للأشعة المقطعية، وهو اختبار بالأشعة السينية بواسطة كومبيوتر حيث يقدم صور مفصلة عن أنسجة الورم حيث أكد هذا الفحص بأن الورم بدء بالتقلص.

ويقول الدكتور ديفيد هيمان طبيب الأورام في مركز سلون كيترينج الذي يقود هذة الدراسة التي تستخدم العقار التجريبي الذي تستخدمة السيدة سابيني: “إن كل مرض سرطان لدية طفرة يمكن متابعتها باستخدام هذا الأسلوب الذي يشبة شريط الترميز في سرطان الدم”.

نمت فكرة هذا الاختبار بسبب اكتشاف حصل قبل سنوات حول الأجنة، حيث ألقيت قطع من الحمض النووي في مجرى الأمهات. وأاضح أن جميع الخلايا المتنامية بما في ذلك الأورام، ألقت أجزاء صغيرة من الحمض النووي.

ولكن إيجاد هذه القطع من القصاصات الصغيرة جدا ًمن الحمض النووي وهي تطفو في بحر من الجزيئات الأخرى ليس بالأمر السهل. وأصبح أسلوب الكشف هذا مفيداً عند بعض الباحثون المختصون بمرض السرطان وذلك باستخدام أساليب متقدمة لتسلسل الحمض النووي، حيث يوجد المئات من الطفرات التي يمكن أن تكون بمثابة رموز خيطية لأمراض السرطان التي بدورها طورت التكنولوجيا من أجل إيجاد مقتطف من الحمض النووي.

الوسائل القياسية لتقييم فعالية العلاج لها عيوب خطيرة. حيث يراقب الأطباء بصورة روتينية المرضى من أجل ملاحظة أعراض مثل الألم أو الضيق في التنفس، ولكن بعض الأشخاص لا يعانون من ذلك بتاتاً. فالأشخاص الذين يعانون من هذه العوارض قد يستغرقون وقتاً من أجل زوال هذه الأعراض، ويمكن أن ينتهي الورم ي ويكون للجسم القدرة على الشفاء.

 

ويجب أن يخضع المرضى للأشعة من أجل تحديد حالة تقلص الورم، ويمكن أن يستغرق ذلك أسابيع أو أشهر قبل أن يبدأ الورم بالتقلص، ويبدو ذلك واضحاً خلال المسح الضوئي، ويبّن الفحص بواسطة الأشعة بأن الأنسجة الضامة بدأت بالتقلص أيضا إضافة لخلايا السرطان، وخلايا الجهاز المناعي والندوب في ذلك الموقع. ويمكن أن ينخدع الأطباء بالتفكير بوجود ورم لكن بالواقع الورم قد اضمحل.

“عندما نقوم بمعالجة مريض ونحن نرى ذلك غالباً، حيث أن العلاج فعال جداً لكن هناك بعض الآفات المتبقية تظهر في الأشعة”، ويقول الدكتور هيمان: “نقوم بتحضير المريض من أجل عملية الخزعة، لكن كل ما تراه في الأشعة هو نسيج ندبي. حيث لايوجد خلايا سرطان يمكن رؤيتها هناك”.

وتسمح اختبارات الدم أيضاً بالرصد المتكرر للأورام عندما تنتشر وتتحور وتُطور مقاومة للعلاج. والطريقة الأخرى والوحيدة لمعرفة ذلك هو بواسطة الخزع.

يقول الدكتور باسيلغا: “لا أستطيع أخذ خزع بصورة إسبوعية للكبد لكي أرى كيف تسير الامور”. وأضاف: “لكن يمكنني القيام بفحص الدم كل أسبوع”.

وهناك تطبيق اَخر ممكن ألا وهو الكشف المبكر للسرطان وهو أكثر تعقيداً. إذ أظهر فحص الحمض النووي للدم الخاص بالسرطان، معنى ذلك. أين الورم، وهل من شأنه أن يساعد على إيجاد الورم وعلاجه بصورة مبكرة؟ وقد تتوقف بعض أنواع الأورام عن النمو أو قد تزول من تلقاء نفسها. والنتيجة قد تكون جيدة في حال تم العثور على السرطان في وقت لاحق.

واحد من الإستخدامات الخاصة باختبار فحص الحمض النووي بواسطة إختبار الدم، يمكنه أن يساعد الأطباء في تقرير أي من المصابين بسرطان القولون من المرحلة الثانية سيخضعون لعلاج كيميائي. حيث إن 80% من المرضى الذين يعانون من هذه الأورام الكبيرة التي لم تنتشر خارج القولون يعالجون بواسطة الجراحة فقط، وتكفل ستة أشهر من العلاج الكيميائي تقليل خطر عودة السرطان، لكن ليس هنالك طريقة للتنبؤ لإيجاد الشخص الذي يحتاج إلى العلاج.

يتسائل عالمان استراليان يعملان مع الدكتور بيرت فولستون في ما إذا كان فحص الحمض النووي بواسطة فحص الدم قد يكون تنبوئياً. بدأ هؤلاء العلماء بدراسة تشمل 250 مريضاً، تبحث هذه الدراسة عن الحمض النووي بعد الجراحة. وقد تكررت الأورام  في 80% عند الأشخاص الذي يحوي دمهم على الحمض النووي الخاص بالسرطان لكن 6% إلى 8% من هؤلاء لم يكتشف في دمهم أي أجزاء من الحمض النووي الخاص بالسرطان.

قام الباحثان الأستراليان وهما الدكتور جين والدكتور بيتر وهم من معهد والتر وإليز للأبحاث الطبية بالبدء بدراسة تشمل 450 مريضاً عشوائياً قام بعض منهم بفحص الدم فيما لم يقم الأخرون بذلك. فالمرضى الذين قاموا بفحص الدم سوف يحصلون على العلاج الكيميائي في حال تم العثور على الحمض النووي الخاص بسرطان الدم. أما الأشخاص الذين لم يخضعوا للفحص سيحصلون على الرعاية المعتادة حسب ما يصفه لهم أطبائهم.

سيتم إخبار المرضى بنتائج فحص الدم الخاصة بهم، على الرغم من قلق الباحثين من ردة فعل بعضهم.

قال الدكتور بيتر: “إذا وجد الحمض النووي في دم المريض وأخبرناه بذلك، فهناك خطر كبير من تكرار عودة المرض، وهذا يخلق الكثير من القلق”، وقال أيضاً: “نحن لسنا على يقين من أن العلاج الكيميائي سيكون مفيداً”.

ويأمل الأطباء بأن فحص الدم سوف يجيب عن هذا السؤال.

كما قال الدكتور بيرت: “سيكون أول اختبار حقيقي فيما إذا كان انتشار الحمض النووي مفيد سريرياً”.

 

 

المصدر: هنا

عن

شاهد أيضاً

فوسفات الكلوروكين قد تساعد في علاج فايروس كورونا

تجارب سريرية تجرى لتحديد عقاقير فعالة لعلاج فايروس كورونا الجديد .   ترجمة : سهاد …

السجائر الالكترونية تؤثر على الأوعية الدموية حتى بدون النيكوتين

ترجمة: حيدر هاشم تدقيق: ريام عيسى تصميم الصورة: أسماء عبد محمد   ربما تكون السجائر …