الرئيسية / فلك / الجبنة السويسرية ليست علامةً على تغير مناخ كوكب المريخ!

الجبنة السويسرية ليست علامةً على تغير مناخ كوكب المريخ!

الاحتباس الحراري لا يحدث على سطح المريخ، لذا يجب علينا مواجهته في الارض (لأننا نحن من نُسببه). تلك هي خلاصة التحليل الذي اجري على ذوبان الغطاء القطبي الجليدي في الكوكب الأحمر والتي أظهرت أن الحفر التي تتشكل على الثلج والتي تكون على شكل ثقوب الجبنة السويسرية هي جزء من الدورة الطبيعية للمناخ وليست احتباساً حرارياً.

تم تحديد تلك الحفر لأول مرة عام 1999 في الغطاء الجليدي المتكون من ثنائي اوكسيد الكاربون والموجود في القطب الجنوبي للمريخ، بعدها وفي عام 2001 و بعد مرور عام مريخي واحد (العام المريخي الواحد يبلغ طوله 687 يوماً أرضياً وهو ما يعادل 669 يوماً من ايام المريخ) تم التقاط صور أخرى لتلك الحفر. مقارنة تلك الصور أضهرت أن تلك الحفر قد توسعت لأمتار قليلة، في ذلك الوقت اعتقد المراقبون إنه وعند الاستمرار على نفس النسبة فان الغطاء الجليدي برمته سوف يختفي بعد عدة آلاف من السنين.

رجح بعض المشككين في مجال المناخ إن ذلك يعني أن الكوكب الجار يعاني من الاحتباس الحراري تماماً مثل الارض ولذا فإن الشمس وليس -البشر- هي التي تقف وراء الاحتباس الحراري في الكوكبين.

يؤكد الآن الباحث شَين بايرن مع زملائه من جامعة اريزونا في توسان أن حجم تلك الحفر يتغير بشكل طبيعي كل 100 عام أو ما يقارب تلك المدة. من أجل تعقب التغير الحاصل في تلك الحفر استخدم الباحث صوراً للقطب الجنوبي تم التقاطها من خلال المكوك الفضائي الذي اطلقته وكالة ناسا لاستكشاف المريخ وذلك لمدة زادت عن اربعة اعوام مريخية وبعد ذلك تم تكوين نموذج يحاكي تكوين تلك الحفر، أوضح النموذج أن طبقة ثنائي أوكسيد الكاربون الرقيقة تكون ناعمة إلا أنه وبعد أن يتجمد الغاز على تلك الطبقة فأن بعض المناطق تكون أكثر بروزاً من غيرها. تمتص المناطق ذات الميل الأعلى كمية أكبر من ضوء الشمس و بالنتيجة فأن الجليد سيذوب ليكوِّن تلك الحفر. أن جدران تلك الحفر تمتص كمية اكبر من ضوء الشمس وهذا ما يجعلها تتوسع، وحين تترك على حالها فأن ذلك سوف ينهي الغطاء الجليدي بأكمله إلا أن المتجمد من غاز ثنائي اوكسيد الكاربون يقوم بملئ تلك الحفر وهو ما يعمل على بسط الجليد و إعادة العملية من جديد (أي يتم ردم الحفرة ومن ثم تعاد عملية تكونها). قام الباحث شَين بايرن بعرض النموذج هذا في 16/3/2015 في المؤتمر العلمي المختص بالكواكب و القمر والذي أقيم في وودلاندز فيولاية تكساس، “عندما تمت ولأول مرة ملاحظة توسع تلك الحفر قال الناس على الفور أن ذلك لابد أن يكون تغيراً مناخياً ” وتابع قائلاً ” يمكنكم و بسهولة أن تفسروا كل تلك الظاهرة بدون الركون إلى أي أدعاء مشابه”.                                                     

اعتماداً على حجم الحفر فأن تلك الدورة يمكن أن تستغرق قروناً وهذا ما يفسر عدم امكانية رؤيتنا لها إذ أننا لم نقم بمراقبة تلك الظاهرة لفترة طويلة بما يكفي لنلاحظ الدورة بأكملها.

يعتقد الباحث ايساك سميث من جامعة تكساس في اوستن أن النموذج الذي قام بطرحه الباحث شَين بايرن يُعد معقولاً إلا أننا نحتاج إلى المزيد من الرصد و المتابعة لتأكيده  ويضيف قائلاً “رؤية تلك الحفر وهي تتوسع يوحي بوجود احتباس حراري ولكن ذلك ليسَ بالضرورة عملية احتباس” ويتابع “يمكن أن يكون ذلك نظاماً ثابتاً تتوسع فيه تلك الحفر باستمرار. نحتاج لكي نكون واثقين من الاستنتاج إلى مراقبة تلك الحفر لعدة مئات من السنين”.

المصدر: هنا

عن

شاهد أيضاً

”الزعيم“ أعظم عُنقود مجرّي على الأطلاق

نُشر في موقع ”ذي سينتيفك كميونيتي“ بتاريخ 4\3\2018. ترجمة: ورد عرابي مراجعة وتصميم: أحمد الوائلي …

كوكبان يُشبهان الأرض أكثر مما كنا نعتقد

كتبه لموقع “آي إف إل ساينس”: ألفريدو كاربينيتي منشور بتاريخ: 29\6\2018 ترجمة: ورد عرابي تدقيق …