هل سيكون الأمر معقداً لو وضعت وقت لمساعدة الأخرين ضمن جدولك؟ “الآن هناك تطبيق يدعم ذلك” قال (هانز جورغان ويبرغ) مازحاً عندما تحدث في مؤتمر تيدكس كوبنهاغن قبل تقديمه لـتطبيق “كن عينيّ”؛ وهو تطبيق بسيط وعملي يوصل المبصرين بالمكفوفين حول العالم لمساعدتهم في أداء أعمالهم اليومية. السيد ويبرغ كان نفسه ضعيف البصر، وجائته فكرة التطبيق عندما كان يعمل في جمعية المكفوفين الدنماركيين. زارَ لسنتين العديد من الأشخاص المكفوفين لتعليمهم كيف يبدأون بالطبخ. سمع مراراً جملة “لو كنت أملك عينين في بيتي لمرة أو مرتين في اليوم لما أحتجت لطلب المساعدة من الأصدقاء.” يشير المكفوفين إلى العديد من المواقف التي يحتاجون فيها إلى زوجين من العيون للحظات قصيرة في غاية الأهمية، يكونوا فيها مجبرين على إزعاج الأصدقاء أو العائلة أو الجيران. على سبيل المثال؛ للبحث عن علبة زيت جوز الهند، من بين ثلاثة علب والتأكد منها. أو التأكد من إنتهاء مدة صلاحية منتج ما. أو النظر إلى أنفسهم في المرآة قبل الخروج من المنزل.
“كن عينيّ” يساعد بالضبط في هذه النوعية من الحالات. يسمح هذا التطبيق للمكفوفين بالحصول على أشخاص مبصرين في بيوتهم لمساعدتهم، رغم عدم وجودهم؛ من خلال ميكرفون وكاميرة فيديو في هواتفهم الذكية حيث يوصل التطبيق المكفوفين مع ألاف المبصرين المتطوعين حول العالم، الذين يرغبون بمنح بعض الدقائق من يومهم بالتحدث والمساعدة بأعمال يدوية بسيطة أو كبيرة.
ما يقدره الناس تجاه هذا التطبيق هو في الحقيقة عدم حاجتهم لإزعاج أصدقائهم أو عائلتهم لأجل أشياء بسيطة. بدل عن ذلك فإنهم يتواصلون مع متطوعين يريدون مساعدتهم ويشيرون إلى أنهم متوفرين في ذلك الوقت. حتى لو كان المتطوع غير قادر على الرد على الإتصال فمن السهل تحويل المكالمة لشخص آخر. يعمل التطبيق أيضاً على حذف اثنين من المستخدمين الذين لم يتواصلوا لفترة طويلة فيما بينهم.
المستخدمون المبصرون يستطيعون المساعدة في أي مكان وأي زمان – على الأريكة أو في الطابور أو خلال إستراحة الغداء -. يقول السيد ويبرغ: “عندما نكون في استراحة الغداء العديد منا يلعب الألعاب الشهيرة كالطيور الغاضبة وجيلي سبلاش وغيرها، أعتقد أن بإمكاننا عمل ماهو أفضل”.
حالياً يضم التطبيق أكثر من 100.000 مستخدم مبصر وأكثر من 8.000 مستخدم مكفوف. أثبت التطبيق أنه طريقة سهلة جداً للتطوع. يسميها السيد ويبرغ “تطوع_الميكرو” ويأمل أن ينضم أشخاص أكثر في أوقات فراغهم.
المصدر: هنا