بنكرياس صناعي قد يحسِّـن من علاج داء السّـكري نوع 1

وفقاً لدراسةٍ جديدةٍ، فإنّـه يُـمكن للبنكرياس الصّـناعي أن يقدّم للمصابين بمرض السّـكري نوع 1 طريقةً أفضل ليحافظوا على مستويات الغلوكوز لديهم مسيطراً عليها، بدلاً من علاجات السّـكري التّـقليدية التي تتضمّـن مضخّـة أنسولين. البنكرياس الصّـناعي هو نظام آلي يساعد المصابين بمرض السّـكري على السّـيطرة على مستويات الغلوكوز عن طريق التّـنظيم الآلي لواحد أو إثنين من الهورمونات. في هذه الدّراسة التي خضع لها ثلاثون بالغاً ومراهقاً مصابون بمرض السّـكري من نوع 1، قارن الباحثون العلاج الذي يتضمّـن مضخة للإنسولين بنوعين من البنكرياسات الصّـناعية، أحدهما ينتج هورمونين هما الإنسولين و الغلوكاغون والآخر ينتج فقط الإنسولين.

الإنسولين يحفّـز خلايا الجسم على إستهلاك الغلوكوز، لذلك فهو يخفّـض مستويات السّـكر في الدّم بينما الغلوكاغون يجعل خلايا الكبد تطلق السّـكر في الدّم وبذلك ترفع مستويات السّـكر في الدّم. المرضى ظلّـوا طوال الليل في مؤسّـسة بحثية لثلاث مرات بين شباط 2013 و أيار 2014 وقام الأطبّـاء بمراقبة مستويات الغلوكوز لدى المشاركين في هذه الدراسة.

ّوجد الباحثون أن مستويات الغلوكوز لدى المرضى كانت ضمن المدى المطلوب في 62% من الوقت خلال الزّيارات عندما تم استعمال البنكرياس الصّـناعي أحادي الهورمون و 63% من الوقت عند استعمال البنكرياس الصّـناعي ثنائي الهورمون.

بالمقارنة، فإنّ مستويات السّـكر في الدّم لدى المرضى كانت في المدى المطلوب في 51% من الوقت خلال الزّيارات عند العلاج باستخدام مضخّـات الإنسولين. «أعتقد أنّ البنكرياس الصّـناعي أفضل بشكلٍ قاطع من مضخّـات الإنسولين التّـقليدية و لا شكّ في ذلك»، تقول الدّكتورة بتول هاتيبوغلو “Dr. Betul Hatipoglu” أخصّـائية الغدد الصُّـم في عيادة كليفلاند التي لم تكن مشاركةً في الدّراسة.

من ناحيةٍ أخرى وجد الباحثون أنّـه حين تمّ استعمال أيّ من أنواع البنكرياس الصّـناعي، عانى المرضى من حوادث أقل من الحالات الخطرة لإنخفاض السّـكر، مقارنةً بما قد حصل عند استعمال العلاج بمضخّـة الإنسولين، في حالات نقص السّـكر في الدّم، تنخفض مستويات السّـكر بشدّةٍ وقد تسبّب تشوّشاً ودواراً وربّـما حتّـى فقدان الوعي وغيبوبة في الحالات الشّـديدة.

لاحظ الباحثون ثلاث عشرة حالةً لإنخفاض السّـكر (منها خمس حالات كانت شديدةً بشكلٍ كافٍ لتسبّـب أعراضاً) عندما استعمل المرضى البنكرياس الصّـناعي أحادي الهورمون، وتسع حالات (لم تكن أي منها شديدةً لتسبّـب أي أعراض على المريض)، عند استعمال البنكرياس الصّـناعي ثنائي الهورمون مقارنةً بإثنتين وخمسين حالةً حدثت عند إستعمال العلاج التّـقليدي (كانت إثنتا عشرةَ حالةً منها شديدةً بشكلٍ كافٍ لتسبّـب أعراضاً على المرضى). «دراستنا تثبت أنّ كلا نظامي البنكرياس الصّـناعي يحسِّـنان من مستويات الغلوكوز ويقللان من خطر انخفاض السّـكر مقارنةً بالعلاج التّـقليدي بالمضخّـات»، صرّح بذلك مُعد الدّراسة أحمد حيدر “Ahmad Haidar” الذي يعمل في مؤسسة البحوث السريرية في مونتريال. لم يجد الباحثون فوائد واضحة لتحديد مستويات الإنسولين و الغلوكاغون كليهما (و الذي هو مبدأ بارز في علاج السّـكري نوع 1) حسب قول د. هاتيبوغلو. على أيّ حال فإنّ هذه الدّراسة كانت صغيرةً وهناك حاجة إلى إجراء مزيد من البحوث لتحديد ما إذا كان يجب استعمال الحقن أحادي الهورمون أو ثنائي الهورمون في البنكرياس الصّـناعي.

وجد الباحثون أنّـه عند استعمال أيٍّ من أنواع البنكرياس الصّـناعي، لم تحصل أي حالةٍ لإنخفاض السّـكر في الليل عندما كان المشاركون نائمين، مقارنةً بثلاث عشرة حالةً حدثت عند استعمال مضخّـات الإنسولين ولم تكن أيٌ من هذه الحالات شديدةً لتسبّـب أي أعراض بحسب الدراسة.«من المعروف أنّ إنخفاض مستويات السّـكر هو أمرٌ شائع خلال الليل والخوف من الإنخفاض الشّـديد للسّـكر خلال الليل هو مسبّـب رئيسي للتّـوتر والقلق خصوصاً بالنّـسبة للوالدين ذوي الأطفال المصابين بالسّـكري»، صرّح بذلك د. لوران لوغول “Dr. Laurent Legault” المشارك في هذه الدّراسة وأخصّـائي الغدد الصّـم للأطفال في مستشفى مونتريال للأطفال»، كما قالت د. هاتيبوغلو: «نحن بحاجةٍ إلى البنكرياس الصّـناعي فوراً في التّـطبيق السّـريري. وتقنية البنكرياس الصّـناعي تتقدّم بسرعةٍ كبيرةٍ وآمل أن يتوفّـر شيء منها في الأسواق بحلول عام 2020. وهذا سيحسِّـن الرّعاية الصّـحية للمريض بشكلٍ كبيرٍ مقارنةً بالعلاج التّـقليدي بمضخّـات الإنسولين.»

المصدر: هنا