نَعلم أن العلم يفعل أشياءً مُذهلة طوال الوقت، ولكن كما نعلم، بالمُضي قُدماً بالمُستقبل، بدأ الإنجاز العلمي بالوصول لحدود السحر. يُحاول العلم بِإستمرار أن يفعل المُستحيل، بل وإنهُ أيضاً يُحقق نجاحات أكيدة في ذلك.
- الثقوب السوداء في المُختبر.
كانت الثُقوب السوداء من دعائم الخيال الشعبي لفترة طويلة، مع ذلك، لم يَكن صُنع ثُقب أسود في المُختبر أمراً مُمكناً. على الأقل حتى إكتشف باحثون من جامعة جنوب شرق نانجينغ (Southeast University of Nanjing) في الصين وسيلة لمُحاكاة بشكل تقريبي للثُقب الأسود في المُختبر. وصَنعوا دوائر بِإستخدام نوع من المواد المُستخدمة لتغيير مرور الموجات الكهرومغناطيسية. وهي مُشابهه المواد المُستخدمة للحصول على التخفي، ولكن بدلاً من تغيير الضوء، يتم ضبط هذا النظام بإستخدام الموجات الدقيقة. تقوم «فوق المواد هذه» بإمتصاص الإشعاع الكهرومغناطيسي وتحويلهُ إلى حرارة بطريقة مُشابهه للثُقب الاسود.
لهذا العديد من التطبيقات المُفيدة عملياً، خاصةً في إنتاج الطاقة. واحدة من الأشياء التي يحتاجها العلم هو معرفة كيفية تكرار هذا النجاح بإستخدام الضوء، لأن الطول الموجي للضوء أقل بكثير من الطول الموجي للموجات الدقيقة. مع ذلك، هذه هي المرة الأولى التي تم فيها مُحاكاة الثُقب الأسود بظروف مُسيطر عليها. ستكون مسألة وقت قبل أن تكون الثُقوب السوداء جزءً من حياتنا اليومية.
- إيقاف الضوء في مسارهِ
كان أينشتاين أول من أدرك إنه لا يوجد شيء يَتحرك بسرعة أسرع من الضوء، ولكنهُ في الواقع لم يَقُل شيءً عن جعل الضوء يتحرك أبطئ. في تجربة أُجريت في جامعة هارفرد (Harvard University)، تمكّن باحثون من إبطاء الضوء حوالي 20 كيلومترا في الساعة (12.4 ميلاً في الساعة). وإن لم يكُن هذا كافياً، مَضى العُلماء قُدماً نحو الوصول لحالة التوقف التام. إستخدم العُلماء مادة فائقة التبريد تُعرف بإسم «مُكثفات بوز-إينشتاين» لتحقيق ذلك. تُنتج هذه المُكثفات بدرجات حرارة أعلى ببضع درجات من الواحد بالبليون فوق الصفر المُطلق، لكي تمتلك الذرات أقل كمية من الطاقة للعمل. واضعين بنظر الإعتبار إن الصفر المُطلق هو مفهوم تجريدي لا يُمكن الوصول إليه في الواقع، ورُبما هذا أقرب ما وصلنا إليه على الإطلاق.
في الوقت الذي أبطئ العُلماء الضوء سابقاً لحد 61 كيلومتراً في الساعة(38 ميلاً في الساعة)، هذه كانت المرة الأولى التي جَعلوهُ يتوقف تماماً. حتى إن جُزيئات الضوء تركت الهيلوغرام حيثُما توقفت، لوهلة، بدت وكأنها بحالة مُستقرة بدلاً من كونها موجة مُنتقلة، وهو ما تبدو عليه عادةً. لأنها أكثر ثباتاً بهذه الحالة، يُمكن لجُزيئات الضوء المُتوقفة حتى أن توضع على رف، على سبيل المثال. الأهم من ذلك الآن، أن البشر أثبتوا أن بإمكانهم إيقاف الضوء. حتى إن بعض الباحثين يعملون على عكس إتجاهه.
- إنتاج المادّة المُضادّة في المُختبر.
رُبما تكون المادّة المُضادة الحل لجميع الطاقة التي نحتاجها في المُستقبل. مع كُل ما بذلهُ العُلماء، لم يكونوا قادرين على إيجاد الكثير منها في الكون كما هو حال المادّة. والذي يُصادف أن يكون لغزاً كبيراً بحد ذاتهُ. في الوقت الذي لا يزال هذا اللغز الخاص لم يُحل لفترة طويلة. كان العلماء قادرين على تصنيع المادّة المُضادة والحفاظ عليها في المُختبر. وقدّ إكتشف فريق فائق من العُلماء من مُختلف البُلدان والمَعروف بِإسم ألفا (ALPHA) سابقاً وسيلة للحفاظ على المادّة المُضادة لجُزء من الثانية.
بالرغم من أن إنتاجها كان موجوداً لنحو عقد من الزمان، حَبس المادّة المُضادة أُثبت دائماً على أنهُ مُستحيلاً، لأن كُل شيء نعرفهُ مصنوعاً من المادّة، والمادّة المُضادة مُجرد نوع يحرق أي شيء سرعان ما يكون بإتصال معهُ. وجد عُلماء من المُنظمة الأوربية للبحوث النووية (CERN) الآن طريقة لخزن المادّة المُضادة لِمُدة أطول داخل حقل مِغناطيسي قوي، ولكن واحدة من المشاكل هي إن ذلك الحقل يتداخل مع القياسات ولا تسمح لنا بدراسة خواص المادّة المُضادة بشكل صحيح. مع ذلك، لن يكون من الخطأ أن نفترض بأن تفاعل المادّة والمادّة المُضادة رُبما تكون إحتياطينا عندما ينفُذ الوقود الطبيعي من العالم.
تعليق واحد
تعقيبات: Iraqi Translation Project عشرة أشياء تَبدو مُستحيلة أصبحت مُمكنة بِفضل العلم -