الرئيسية / أجتماع / كشف الستار عن قلة اشتغال النساء بالعلوم والتكنولوجيا

كشف الستار عن قلة اشتغال النساء بالعلوم والتكنولوجيا

كتبته لصحيفة وول ستريت جورنال: سوزان بينكر
بتاريخ: 1 آذار 2018
ترجمة: أحمد نُعيم
تصميم: حسام زيدان

تُشير دراسة جديدة إلى بعض الأسباب المذهلة لهذه الفجوة الدائمة فيما يتعلق بنُدرة النساء في مجال العلوم والتكنولوجيا. نُشرت هذه الدراسة في الشهر الماضي في مجلة العلوم النفسية، واستندت النتيجة إلى دراسة ما يقرب من نصف مليون مراهق من 67 بلدًا. وشارك هؤلاء المراهقون في برنامج التقييم الدولي للطلبة، وهو أكبر استطلاع تعليمي في العالم. ويقيس هذا الاستطلاع مهارات الأطفال في سن 15 عامًا في مجال العلوم والقراءة والتفكير الرياضي. ويُركز الاستطلاع في كل عام من إجرائه تركيزًا متعمقًا على واحدة من هذه الفئات.
وفي عام 2015 رّكز الاستطلاع على فئة محو الأمية العلمية؛ مما منح اختصاصي علم النفس (غيزبرت شتوت) من جامعة (ليدز بيكيت) واختصاصي علم النفس (ديفيد غيري) من جامعة (ميسوري) بيانات غنية لدراسة الفروقات الوطنية بين كل طالب وكذلك مجموعة من نقاط القوة والضعف الأكاديمية لكل طالب.
وأظهرت البيانات بعض الاختلافات المذهلة بين الجنسين. وأظهرت الفتيات قوة مماثلة للفتيان في مجالي العلوم والرياضيات بنسبة 60٪ من البلدان التي شملها الاستطلاع. وفي كل مكان شملته الدارسة، تبيّن أن الفتيات لديهن القدرة على دراسة العلوم والتكنولوجيا الهندسة والرياضيات بالجامعات. ولكن عند دراسة نقاط القوة الفردية للطلبة عن كثب، كشف الاستطلاع عن أن الفتيات أحرزت نقاطًا أعلى في فئة القراءة من الفتيان رغم نجاح الفتيات في دراسة العلوم والتكنولوجيا الهندسة والرياضيات. وبرزت قوة الفتيان في مجالات العلوم والتكنولوجيا الهندسة والرياضيات. وبعبارة أخرى، كان مهارات الفتيان تفتقر إلى التوازن، وتُؤكد هذه النتيجة التي توصلت إليها الدراسة العديد من الدراسات السابقة.
إذا اختار الفتيان مهنًا على أساس نقاط قوتهم، فإن اختيارهم يكون عادةً بناء على اقتراح من الآباء والمُرشدين. ويختارون على الأرجح فرعًا من فروع العلوم والتكنولوجيا الهندسة والرياضيات أو مجالاً آخر استنادًا إلى نفس النوع من المهارات. أما الفتيات يخترن المجال على أساس نقاط قوتهن. وبالطبع يبذل الفتيان والفتيات أفضل ما في وسعهم لتحقيق مصالحهم الخاصة ومتابعة اهتماماتهم.
ويُفضي هذا الأمر إلى نتيجة الدراسة الأكثر إثارة للفكر. وتوقع الباحثون أن يسعى 41٪ على الأقل من الفتيات للحصول على شهادة جامعية في مجال العلوم والتكنولوجيا الهندسة والرياضيات على أساس أداء الفتيات في مادتي الرياضيات والعلوم في المدرسة الثانوية. ولم تتحقق هذه النتيجة إلا في البلدان ذات الحماية القانونية الضعيفة نسبيًا للنساء، مثل الجزائر وتونس وألبانيا والإمارات العربية المتحدة؛ واستندت هذه النتيجة إلى بيانات اليونسكو. وبالتالي احتلت الدول التي تشيع فيها مبادئ المساواة بين الجنسين وفق تقرير الفجوة العالمية بين الجنسين الصادر المنتدى الاقتصادي العالمي أعلى مرتبة من حيث انخراط النساء في مجال العلوم والتكنولوجيا الهندسة والرياضيات.
وعلى العكس من ذلك، كانت الدول التي تتمتع بأقوى تدابير حماية للنساء وأكثر الشبكات الموثوقة من حيث للأمان الاجتماعي، مثل السويد وسويسرا والنرويج وفنلندا؛ الأقل من حيث عدد الخريجات من فروع العلوم والتكنولوجيا الهندسة والرياضيات. حيث كانت نسبة الخريجات 20٪ بشكل عام. ونسبة الخريجات في أمريكا هي 24٪، وفق الدراسة.
وفي هذا الشأن، سألتُ (ويندي ويليامز)، مؤسس ومدير معهد كورنيل للنساء المشتغلات بالعلوم، عما فعلته بهذه النتائج، فردت قائلة: إذا توقعت الفتاة أنه يمكنها أن “تعيش حياة كريمة” أثناء الاشتغال بمجال الفنون أو الصحة أو العلوم، فإنها ستختار متابعة تعليمها في المجال الذي تتقنه بشكلٍ أفضل. وقد يكون هذا المجال هو مجال العلوم والتكنولوجيا الهندسة والرياضيات أو القانون أو علم النفس. وأضافت (ويليامز) بقولها ومع ذلك إذا كانت البيئة توفر خيارات محدودة، وأفضل هذه الخيارات في مجال في مجال العلوم والتكنولوجيا الهندسة والرياضيات، فإنّ الفتيات تُركز على هذا المجال… ولا شك أن نتائج (شتوت) و(غيري) تُعقّد القصة المبسّطة في أنّ الفروق بين الجنسين في مهن العلوم والتكنولوجيا الهندسة والرياضيات ناتجة عن التحيزات الاجتماعية بين الجنسين.
ويستدعي هذا الاستنتاج إعادة النظر. وإذا كان من المرجح أن تختار النساء مهن العلوم والتكنولوجيا الهندسة والرياضيات في المجتمعات التي تفتقر إلى المساواة بين الجنسين وتقل فيها الحريات الشخصية، فهذا ثمن باهظ ندفعه لنقول بأن نسبة الفتيات إلى الفتيات في مجال العلوم والتكنولوجيا هي 50/50.
رابط المقال بالإنجليزية: هنا

عن

شاهد أيضاً

القضاء على الفقر المدقع في شرق اسيا ومنطقة المحيط الهادي 

ترجمة: سهاد حسن عبد الجليل تدقيق: ريام عيسى  تصميم الصورة: أسماء عبد محمد   في …

عملية هدم الحضارة

ادريان ولدرج يرثي انهيار منظومة العادات والاعراف    بقلم : ادريان ولدرج ترجمة: سهاد حسن …