ترجمة وتصميم: نعمان البياتي
تم العثور على مجموعة جديدة من الأحفوريات، يزيد عمرها عن نصف مليار سنة، والتي مثلت أولى أشكال الحياة المعقدة على الأرض؛ ومن المحتمل أن تحوي هذه الأحفوريات على دلائل التطور الأولى على الأرض؛ هذه الأحفوريات تسمى (أحفوريات الأثر) (Trace Fossils)، والتي تمثل آثار حركة الكائنات الحية، مما يعني أن على علماء الحفريات، أن يُعيدوا حساباتهم بخصوص وقت ظهور الكائنات الحية المعقدة على سطح الأرض.
يعود تاريخ الأحفوريات إلى ما يقارب 555-542 مليون سنة مضت، عند التحول من العصر الإدياكاري (Ediacaran Period) إلى العصر الكامبري (Cambrian Period)، قبل الانفجار الكامبري بقليل، والتي تعد فترة مهمة في تاريخ الأرض، إذ يمكن تتبع أصل العديد من مجموعات وشعب الكائنات الحية إلى تلك الفترة؛ بعبارة أخرى، الانفجار الكامبري شهد انفجار الحياة على الأرض، وهذه الأحفوريات، تعطينا لمحة عن الألفية التي سبقته؛ وللمقارنة الزمنية، تخيل أن الفترة الزمنية التي كانت الديناصورات تجوب الأرض خلال العصر الميسوزي (Mesozoic Era)، كانت ما بين 230 و65 مليون سنة مضت.
يذكر أحد أعضاء الفريق المكتشِف، (رسل كاروود)، من جامعة (مانشستر)، “هذا الاكتشاف رائع بسبب عمر هذه الصخور، فهي تعود إلى طبقة من الصخور، التي تسبق تاريخ أقدم أحفورية لحيوانات معقدة، على الأقل هذا أقدم ما نملكه حتى الآن؛ أحداث التطور التي جرت خلال التحول الإدياكاري-الكامبري، ليس لها نظير على الأرض، وذلك لأن سجل الأحفوريات لدينا يفترض أن معظم مجاميع الحيوانات اليوم، ظهرت في هذه الفترة القصيرة”.
هذه الأحفوريات تم العثور عليها في منطقة (كورومبا) غرب البرازيل، وبأبعد تصل ما بين 50 و600 مايكرومتر (المايكرومتر واحد من ألف من الملليمتر)، ما يعني أن المخلوقات التي تركت هذه الآثار، كانت بسمك شعرة الإنسان؛ وللعثور على هذه الحفريات، كان على الفريق استخدام تقنية تدعى (X-ray microtomography)، والتي تُمكّننا من رؤية داخل الأشياء وتحليلها وفحصها، وبتقنية ثلاثية الأبعاد، دون فتحها، وبالتالي عدم تعريض الأحفورية للتلف.
وبحسب (لوك باري)، أحد أعضاء الفريق من جامعة بريستول “فإن الأحفوريات الجديدة هذه، تشير إلى إن الحيوانات المتقدمة، والتي امتلكت سيطرة عضلية، تواجدت قبل 500 مليون سنة تقريباً، وربما لم تتم ملاحظاتُها من قبل بسبب صغر حجمها”.
وقارن العلماء بين هذه المخلوقات والديدان الحديثة، من ناحية الحركة، والآثار التي تتركها عند الحركة، لينتهوا إلى أن هذه الديدان (التي تركت الأثر في الأحفوريات)، قد تمثل أولى الكائنات الحية، التي امتلكت القدرة على الحركة عن قصد، باستخدام حركة متموجة تشق طريقها خلال الرواسب.
هذه الحيوانات تُسمى أحياناً ثنائية التناظر (bilaterians)، إذ لديها رأس واضح، وذيل، وطرف أيمن، وآخر أيسر؛ إلا أن معظم الكائنات ثنائية التناظر، تظهر في العصر الكامبري؛ وكان العلماء افترضوا سابقاً أن الكائنات الحية ثنائية التناظر، ربما ظهرت في فترة سابقة للكامبري، واكتشاف الأحفوريات هذه، ربما يدعم هذا الافتراض.
وفي الحقيقة، فإن تحليلات الساعة الجزيئية للحمض النووي (DNA molecular clock)، والتي تُخمِّن تاريخ النوع بناءاً على معدل الطفرات، وتطور الجزيئات الحيوية (biomolecules)، تَفترض أن أشكال الحياة هذه ربما تشكلت قبل فترة هذه الحفوريات حتى.
ولو تم العثور على عدد أكبر من هذه الأحفوريات، فإنه سيكون بإمكان الخبراء بناء صورة أوضح عن الحياة قبل نصف مليار عام، وربما معرفة كيفية انتقال الحياة من ذلك الوقت إلينا؛ يقول (باري): إن اكتشافنا يسلط الضوء على فترة غير مستكشفة من تاريخ تطور الحيوانات”.
رابط المقال بالانكليزية: هنا
شاهد أيضاً
“حمضٌ من بين ملايين الأحماض”: حمض الـ DNA ليس الجزيء الجيني الوحيد
تقديم: مات دافيس بتاريخ: 21. نوفمبر. 2019 لموقع: BIGTHINK.COM ترجمة: هندية عبد الله تصميم الصورة: …
“محرك الوعي” في الدماغ هي منطقة بالغة الصغر
بقلم: ستيفن جونسن بتاريخ: 12/شباط/2020 ترجمة: رهام عيروض بصمه جي تدقيق: ريام عيسى تصميم الصورة: …