ترجمة: نور الهدى عباس
تصميم: مكي السرحان
نجح باحثون في جامعتيّ آلتو (Aalto) هلسنكي (Helsinki) لأول مرة على الإطلاق في التأثير على المعرفة ما وراء الإدراكية (Metacognition) لمهمة الذاكرة العاملة الملموسة من خلال دمج تصوير المسار العصبي والتحفيز المغناطيسي للدماغ. وأن فهم وظيفة الدماغ قد يساعد في تطوير علاجات جديدة للأمراض العصبية والنفسية في المستقبل.
من خلال دمج أساليب البحث الدماغية المختلفة بطرقٍ متعددة تبين للعلماء لأول مرة أن التحفيز المغناطيسي للدماغ عبر الجمجمة والذي يستهدف الفص الجبهي يمكنه تحسين القدرة الخاضعة للاختبار لتقييم أداء مهمة الذاكرة العاملة الملموسة للفرد. وأن قدرة الإنسان الخاضعة للمراقبة والسيطرة لعملياته الإدراكية تسمى المعرفة ما وراء الإدراكية (Metacognition).
المعرفة ما وراء الإدراكية مهمة للأشخاص وللعديد من الأمراض العصبية والنفسية، فمن الممكن أن ندرك ما اذا كانت قد وهنَت.
قال د. جوها غوغولسكي :(أن من المألوف إدراك المريض للضعف بسبب حالات مثل مرض ألزهايمر وانفصام الشخصية واصابات الدماغ. ويمكن أن يساعد فهم وظائف الدماغ في الاختبارات الصحية على تطوير طرق علاج للأمراض العصبية والنفسية في المستقبل).
طريقة آمنة
يشير التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة إلى الطريقة التي يتم فيها تنشيط الخلايا العصبية في الدماغ من خارج الجمجمة بمساعدة حقل مغناطيسي. عندما تستخدم هذه الطريقة بشكل صحيح تصبح آمنة، وتستخدم في إجراءات مثل تحديد موقع القشرة الحركية الأولية او منطقة الكلام قبل عملية جرحة الدماغ، وأيضًا معالجة الإكتئاب.
شارك في الدراسة 14 متطوع أصحاء. وقد خضعوا للتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) الهيكلي للدماغ بالإضافة الى التصوير بالرنين المغناطيسي عن طريق الإنتشار والذي يتحسس حركة جزيئات الماء في الدماغ، مما يجعل من الممكن تحديد إتجاه المسارات العصبية. بعد التصوير بالرنين المغناطيسي، تم تحديد روابط المسار العصبي بين القشرة الحسية الجسدية الأولية وقشرة الفص الجبهي لكل فرد.
في الجزء الأخير من الدراسة، خضع الاختبار لمهمة الذاكرة العاملة الكامل والذي طلب منهم فيه أن يأخذوا في نظر الاعتبار خصائص الأحاسيس اللمسية التي تعمل بلمس الإصبع ولتقييم ما اذا كان او لم يكن التحفيز باللمس مشابهًا او مختلفًا عن التحفيزات السابقة. خلال الاختبار تم إعطاء نبضات مغناطيسية لمناطق قشرة الفص الجبهي التي كان لها مسار عصبي مرتبط بجزء من القشرة الحسية الجسدية التي تمثل السبابة. خضع الاختبار أيضًا لتقييم كيف كانت أجوبة المتطوعين، وطبقًا لحسابات أساسية قُدمت من الشخص نفسه لتقييمه الخاص لما يتوافق مع مستوى ادائه الفعلي.
يحسن التحفيز المغناطيسي لقشرة الفص الجبهي تقييم أداء المتطوعين، كما أنه كان قادرًا على تقييم اجاباتهم ما اذا كانت صحيحة ام خاطئة بدقة.
كانت هذه الدراسة تعاونًا بين قسم علم الأعصاب والهندسة الطبية الحيوية في جامعة آلتو وقسم علم وظائف الأعضاء في كلية الطب في جامعة هلسنكي. ونُشر المقال الأصلي في مجلة العلم العالمية المرموقة (قشرة الدماغ).
رابط المقال بالانكليزية: هنا