مختصر :
ان نظرية وجود عالم اخر مماثل لعالمنا الحالي اصبحت اساسا للخيال العلمي الحديث و بالتالي تشكلت الكثير من النظريات الكونية التي قد تساعدنا في فهم عالمنا الحالي الذي نعيش فيه.
هناك سؤال يطرح نفسه و هو هل يمكننا السفر لهذه العوالم المناظرة لنا اذا ما كانت موجودة فعلا؟
تعدد الاكوان :
لقد اصبحت نظرية وجود كون اخر غير الذي نعرفه اليوم اساسية للخيال العلمي، و من مميزاته انه كون مساوٍ لكوننا في امتدادته الا انه معزول عنا بنفس الوقت يسكنه اشباه لنا استطاعوا عيش حياة متطورة كتلك التي حلمنا ان نعيشها نحن بني البشر.
او ان هناك احتمالية وجود (عالم متعدد ) و هو عبارة عن مجموعة عوالم متباعدة زمكانيا الا انها نشات من جراء الانفجار العظيم في الوقت الذي نشأ منه عالمنا بيد ان كل منها لديه صفاته الفيزيائية و الرياضية و الكيميائية التي تجعله مميزا عن الاخر و التي يمكن ان تعيق او تحسر تطور الحياة كما نعرفها اليوم.
ان الافكار التي تم طرحها تعد مألوفة لكن السؤال هو هل هناك ما يسمى بالعالم الموازي؟ هناك عدد من التفسيرات بقدر ما هناك عدد من العوالم في كون متعدد الاكوان او العوالم.
عوالم كثيرة :
ان تخيل كونا له امتداد غير نهائي بالرغم من انه لا يتماشى مع نظرية علماء الكون التي تنص “ان الكون الذي نعيش فيه و الذي نشأ قبل 14 بليون سنة هو دائم التوسع الا انه محدود”
و لكن اذا كان الكون لا متناهي و غير محدود اذن فمن الممكن رياضيا تصور وجود عالم حيث الطاقة و المادة مماثلة او مشابهة لعالمنا.
ان هذا الوجه من نظرية العالم الموازي يبدو بعيد المنال علينا و ذلك يكمن في صعوبة الوصول لتلك العوالم بسبب حدود السرعة المتمثلة بسرعة الضوء و حيث تبين بعد اجراء الحسابات اللازمة ان المسافة 10 امتار فقط للوصول اليها.
يتصور بعض علماء الكون ان الفترة التضخمية التي نشأ خلالها الكون ادت الى تكوين فقاقيع كونية او بمعنى اخر بان الكون تشكل بصورة مضطردة السرعة مما ادى لظهور جيوب زمكانية صغيرة تلاحمت فيما بعد تشكيل عوالم منفصلة ومستقلة بذاتها.
و كما يقول عالم الفيزياء النظرية في جامعة ستانفورد Andrei Linde “أن اي تجربة تعطينا اعتقاد أو تصور أفضل عن ماهية النظرية التضخمية تجعل نظرية متعدد الاكوان او العوالم اقرب الى التصديق”
هناك ايضا عددا من النظريات الأخرى التي تقر بوجود التوازي الكوني ان العالم الذي نعيش فيه ما هو الا بقعة ثلاثية الابعاد تطوف في الفضاء ضمن ابعاد اكبر و حسب ما وضحته نظرية الكم فان الاكوان البديلة دائمة التشكل من الجزيئات التي تسبح في الفضاء، و هذا يعني ان لدينا بحر من الفرص لاستكشاف ما نريد تلبية لفضولنا المعرفي.
رحلة الى عالم اخر :
لنفترض ان هناك اكوان اخرى غير كوننا في الفضاء علينا ان نتسائل ما هي احتمالات وصولنا اليها و استكشافها و الجواب ان نسبة حصول ذلك اقل من الصفر، يرجع ذلك الى الصعوبة الفيزيائية للوصول الى اجزاء الكون الواحد فكيف اذن سوف سيكون الحال ان اردنا بلوغ اكوان اخرى.
ان افتراض ان صحة نظرية الابعاد يحتم علينا التفكير خارج البعد الذي يقع فيه عالمنا الى عوالم غير محدودة الابعاد على امل الوصول لبعد جديد و ان كانت نظرية ekpyrotic و التي تنص على ان الكون الذي نعرفه تشكل من تصادم بعدين او ثلاث ابعاد كانت تسافر في الفضاء ضمن بعد رابع ان كانت هذه النظرية صحيحة فنستطيع الانتظار لحين حدوث تصادم جديد بين بعدين و هذا شيئ ليست لدينا القدرة على تحقيقه فنحن لا نستطيع السيطرة على قوانين الطبيعة الا في حال امتلاكنا قوى خارقة للسيطرة على الكون.
الخلاصة سواء ان وجد ما يسمى بالعوالم المتماثلة ام لا سيكون من الافضل لنا لو ركزنا جهودنا و خيالتنا العلمية الثمينة على استكشاف ترتيبنا الزمكاني المتواضع بين الاكوان.
المصـدر:-
https://futurism.com/worlds-without…