يُعرف التدقيق العلمي بمراجعة الأقران أو المراجعة العلمية في كثيرٍ من الأحيان بكونه شهادة وضمان جدارة الأوراق العلمية، ولكنـها عملية مُزعجة. توّفـر المسودات بديلًا لذلك. قبل أسابيع قليلة قدّمنا أنا ومُعاونيّ ورقتُنـا الأخيرة لمجلةٍ علمية. كُنـا نتحرى كيف يقوم النوروفيروس “noroviruses” بتخريب الآلية الجُزيئية للخلايا المُصابة وحصلنا على نتائج مُثيرة. إذا تجاوزت ورقتُنا اختبار التدقيق العلمي، قد تُنشر خلال ثلاثة أو أربعة أشهر. أمّا إذا رُفضت، قد يتوجب علينا إعادة العمل على المخطوطة (نص البحث العلمي) قبل أن نُجرب حظنـا مع مجلةٍ أُخرى. هذا سيؤخّر النشر لفترةٍ أبعد – لم يُسمع قط أن تأخُذ الأوراق العلمية سنةٌ أو أكثر للخروج من المُختبر نحو العالم، حتى في العصر الرقمي.
لكن أصبح بإمكانك قراءة ورقتنا اليوم، مجانًا، لإننـا قُمنا برفعها كمسودة لـ موقع أرشفة البحوث البيولوجية “بايو أرشيف” “bioRxiv”. لم نعتد من قبل على القيام بشيء كهذا. تُعد المسودات شيءٌ جديد نسبيًا لعُلماء الحياة، رغم إستخدام خادم مسودات موقع “أرشيف” في مجالات عديدة في الفيزياء، الرياضيات وعلوم الحاسوب لأكثر من 20 سنة. لإكون صادقًا، شعرتُ بالغرابة لنشري من دون الغطاء المُريح للتدقيق العلمي. على أيةِ حال؛ مضينا قُدمًا في ذلك لإن المسودات هي جُزء من حل مشاكل نشر البحوث وأردنا رؤية المزيد من العُلماء ينشُرون بحوثهم بهذا الطريقة.
ولكن أليس من المفترض لاختبار التدقيق العلمي أن يكون آلية ضمان الجودة للبحث، مصفىً اساسي يمنع الاوراق البحثية الخاطئة وعديمة القيمة من النشر؟ هو مرغوب عادةً كنغمة إطمئنان عندما يتحدث العلماء الى الإعلام أو أمام عامة الناس – خاصة في النقاشات المُتجددة ضمن مساحات السياسة مثل علوم المناخ، الامان اللُقاحي أو الهندسة الجينية. أليس التأخر في النشر سعر يستحق أن يُدفع لضمان ثقة الكتابة المنشورة؟
حسنًا، نعم ولا. إن التقاط الأجوبة المفردة لهذه الاسئلة يكشف أهمية كبيرة عن حالة نشر العلوم، التي هي في حالة تدفق مستمر. وهي أيضًا هي تقف أمام قرارات العلماء المختلفة حول كيف وأين ينشرون أعمالهم.
اختبار التدقيق العلمي هو عملية معقدة تؤدى من قبل أشخاص مشغولين. كونها عملية غير كاملة ينبغي أن لا يكون مُفاجئًا، ولكن لكون تقارير التدقيق العلمي لا يتم نشرها عادةً، فإن حدودها غير مرئية إلى حدٍ كبير للجمهور. ومع ذلك، هي معروفة جيدًا للعُلماء.
بالنسبة للجزء الأكبر، هويات المُدققين مخفية عن مؤلفي المخطوطة. إخفاء الاسم يسمح للمُدققين بـ إجراء تقييماتهم بكل صراحةٍ مُمكنة. على الرغم من كون العديد منهم مُحترفين ومسؤولين، يكشف المدققون عادةً عن الدافع الانساني المُظلم في العمل ضمن مجتمع البحث – الغُرور، الغيرة، الجهل والكسل. كل باحثٍ أعرفهُ يمتلك على الأقل قصة واحدة من الويل عن تجاربه عند يدي المُدققين العلميين غير المعقولين أو غير المؤهلين. مايكل ايسان “Michael Eisen”، عالم بيولوجيا في جامعة كاليفورنيا بيركيلي، صوّر عملية التدقيق العلمي على أنها “مُحافظة، بطيئة، مُتقلبة وفضولية.”
ريتشارد سميث “Richard Smith”، مُحرر سابق للمجلة البريطانية الطبية، درس التطبيق العملي بشكلٍ مُنظمٍ اكثر من معظم الباقين واستنتج “أنها غير فعّالة، مسألة حظ بشكلٍ أكبر، مُعادية للابتكار، بطيئة، باهظة الثمن، مضيعة للوقت العلمي، غير كفء، يسهُل استغلالُها، تميل الى الإنحياز وغير قادرة على الكشف عن التزوير أو عدم المُلائمة.”
لازالت التساؤلات تُطرح حول كفاءة التدقيق العلمي. المجلات الأكثر انتقائية، التي قد يفترض فيها المرء أن يحصُل على أكثر المُراجعات العلمية صرامًة، هي ايضًا تمتلك أعلى مُعدلات التراجع (أوراق محذوفة من الكتابات المنشورة بسبب أخطاء خطيرة أو غش). هناك قلق متزايد من أن نتائج العديد من دراسات التدقيق العلمي لا يمكن إعادة نسخها – يفترض معيارًا لعلمٍ جيد. والمشاكل الجديدة تنشأ، والمتمثلة في الآونة الأخيرة بـ التحيز الجنسي الفاضح لمدققي مجلة بلوس وان “PLOS ONE” وأخبار في الشهر الماضي لمجموعة أخرى من التراجعات الناجمة عن اكتشاف متأخر عن إستخدام المؤلفون لعناوين بريد إلكتروني مُزيفة للتنكُّر كمُدققين لأعمالهم الخاصة.
لا أريد أن أعطي إنطباعًا بأن الوضع الحالي للتدقيق العلمي ميئوسٌ منه – هو ليس كذلك، على الرغم من صعوبة تحديد مقياس دقيق للمشكلة. على أيِّ حال، تبذل الآن بعض الجهود الجادة لتحسين التدقيق العلمي. هناك تحركات للكشف عن عمليات التدقيق من خلال اعتماد نشر المراجعات (وأحيانا، أسماء المدققين) من قبل مجلات أكثر ويجب أن تُشجع مزيدًا من السلوك المهني. إن زيادة الطلب على المؤلفين لجعل البيانات الأولية المرتبطة بأوراقهم البحثية متاحةٌ بحُرية ستحدُّ من نطاق الإحتيال (وكذلك تُعزز قيمة الأبحاث المنشورة المُعاد إستخدامها). بشكلٍ منفصل، محاولات التحقق من صحة نتائج الدراسة التي نشرت من خلال مشاريع استنساخ مختلفة ينبغي أن تُساعد في القضاء على العمل السيء، وفي نفس الوقت، زيادة الوعي بين الباحثين عن الخطوات اللازمة لتجنب الوقوع في الخطأ.
للأمانة، كانت تجربتي الخاصة في عملية التدقيق العلمي كمؤلف إيجابية في مُعظمها، وأنا ممتن للرؤى التي أدت إلى تحسين أعمالي المنشورة. كان أحد الأشياء التي جعلت رفع أحدث أعمالنا إلى موقع “bioRxiv” مُحطمًة للأعصاب الى حدٍ ما هو عدم وجود مدققين لمسك أي أخطاء سخيفة قبل أن تُنشر مخطوطتنا للعامة. بالمقابل، أرجو أن أكون قد قدمت بعين ناقدة بناءة في الخدمة كمدقق.
ولكن إحساسي هو أنّ الأداة المساعدة للتدقيق العلمي تعتبر في معظمها مُصححًا بدلًا من مُرشِّح (فلتر) للمنشورات البحثية. يقوم مُدققي تقارير جريدتي أحيانًا بتقديم اقتراحات بناءة لتحليلات أو تجارب إضافية، على الرغم من التزام مجموعتي في كثيرٍ من الأحيان بمحاربة طلبات التعديلات للقيمة المشكوك فيها إن كانت تستند إلى قراءة خاطئة لنوايانا. في حين أوراقنا قد تم توضيحها وحُسّنت في عملية التدقيق، لا زال أمامنا أخطاء أو قصور في التحليل، ولا يتم تصحيحهُ إلا بعد النشر من قبل القُراء حادين البصر أو متابعي العمل من مختبرات أخرى.
قد تسبب مثل هذه التجارب مزيدًا من الكدمات لأن التصحيح يُجرى في الأماكن العامة ولكن هذا النوع من “التدقيق العلمي بعد النشر” هو بقدرٍ ما جُزء من عملية البحث كما في التنظيم قبل النشر، ويمكن القول، أكثر فعالية. يدعو إيسن ” Eisen” وسميث “Smith” الآن للاستخدام الحصري للتدقيق العلمي بعد النشر كوسيلة أكثر انفتاحًا وشفافية لتجاوز العديد من مشاكل التدقيق قبل النشر.
أنا لست مستعدًا بعد للتخلي تمامًا عن تدقيق مبني على مجلة بنفسي – لا أزالُ أرغب في رؤية جميع الأوراق تمر نوعًا من الفرز قبل نشرها رسميًا – ولكني أشعر أن الأرض تتحرك. تزايد استخدام المسودات هو جزء مهم من هذا التحول لأنها تذكرة للعلماء في أهم غرض من نشر البحوث: الانتشار السريع للنتائج الجديدة بحيث يمكن قرائتها، نقدُها والبناء على أساسها. لقد أغفلنا النظر عن ذلك لإن النشر العلمي من خلال المجلات أصبح يحوم حول كسب نقاط الهيبة لتطور خلالها حياتك المهنية عوضًا عن التوصل لنتائج جديدة. وقد حرفت هذه كل من دوافع المؤلفين ووظيفة المدققين.
يتنافس الباحثون بشدة للنشر في المجلات صاحبة الهيبة الأعلى “المجلات الرائدة” (التي تُقيّم بغِلظة باعتباره عامل تأثير) لأنهم يعرفون أن النجاح في الحياة المهنية يعتمد اعتمادًا كبيرًا على وجود سيرة ذاتية محشوة من الأوراق في المجلات “الأفضل”. قد لا يبدو أن هُناك إشكالية ظاهريًا: يدفع التنافس على المواقع المُربحة في أكثر المجلات المرموقة العلماء للقيام ببعضٍ من أفضل أعمالهم ولا يوجد هُنالك شكٌّ في أن أفضل المجلات تنشر الكثير من البحوث المتميزة.
ولكن المكافآت الزائدة للنشر في المجلات “الرائدة” هي المُحفّز لـ “قطع الزوايا” (نصوص مبسطة تُعنى بحذف البيانات غير المُلائمة لكنها مطلوبة) والاحتيال، وتسهم بلا شك في مشاكل الاستنساخ. وهناك مشكلة أكثر شيوعا وهي أنّ التأثير الذي حظي به المنشور الآن أكثر أهمية بكثير من تقاسم النتائج بسرعة: يقبل العُلماء بسهولة التأخيرات الطويلة كما مُطاردتهُم للمجلات التي تمتلك أكبر عوامل التأثير، في كثير من الأحيان يُخضعون أوراقهم إلى أشواط مُتعددة من الرفض وإعادة التقديم.
وظيفة المدقق مشوهة أيضًا: إنه في كثيرٍ من الأحيان الآن سيُقرر، ليس حسب كون النص ذو فائدة – بتقديمه تقريرًا واضحًا عن تحقيق مُنّفذ بشكلٍ جيد – ولكن حسب كون المخطوطة جيدة بما فيه الكفاية للمجلة التي ستنظُر في المنشور. للمجلات “الرائدة” التي تعتمد كثيرًا على الموضوعية أو أهمية الخبر عن الجودة العلمية.
كل هذه المشاكل معروفة ولكن مأساة العلم تكمُن في أنّ عددًا قليلا جدًا يمتلُك الاستعداد للتخلي عن النظام الحالي. ومع ذلك، قد تملك المسودات وسيلة للخروج من هذا المأزق لأنها لا تحتاج إلى تغيير جذري في السلوك، كما قال عالم الأحياء البارز رون فالى مؤخرًا – على نحوٍ ملائم، في مسودة. قد تبدو مطالبة غريبة في ضوء حقيقة أنه حتى بعد 20 عامًا على موقع أرشيف، لم يتم تبني المسودات عالميًا. الاستيعاب البطيء هو إنعكاس للنمط المُحافظ المتأصل عند العُلماء – المسارات التقليدية للنشر رثّة بشكلٍ كبير – ولكن ربما أيضًا بسبب الاعتقاد الخاطئ السائد بأن المجلات لا تقبل المخطوطات التي يتم نشرها على الانترنت كمسودات. هذا ببساطة ليس صحيحًا بالنسبة لمعظم كبار الناشرين.
من المحتمل أن العديد من الباحثين يخشون أيضًا أن نشر الأوراق التي لم يجر لها تدقيق علمي تفتح الباب على مصراعيه بخطرٍ للعلم غير المرغوب فيه، ولكن لم يكن الحال هكذا أثناء الممارسة. يطلب الـ “أرشيف” من المؤلفين أن يتم تصديقهم من قبل مؤلف حالي ضمن موقع الـ “أرشيف” قبل السماح لهم بنشر المسودات، في حين امتلاك موقع “بايوأرشيف” للائحة كبيرة المؤسسات الفرعية (ومن ضمنهم أنا) والتي تؤكد على أن المخطوطات المحملة تحتوي على “العلوم الحيوية التي يُمكن للعالم الأكاديمي أن يفهمها”. في الواقع، يُظهر كلا نظامي التدقيق العمل بشكلٍ جيد.
يوفر المؤلفون تدقيقهم الداخلي الخاص عند أي حالة طالما يحرص مُعظمهم على حماية سمعتهم. حتى من دون تدقيق علمي خارجي – وأنا أعلم ذلك من خوضي لتجربتي الخاصة عند التقديم لـ “بايوأرشيف” – من المرجح أن يملك المؤلفون عناية كبيرة مع المسودات لأنها تُفتح فورًا للنقد والمناقشة من قبل المجتمع العالمي للمُدققين.
ممارسة تقديم ردود الافعال المفتوحة للمؤلفين ليست شائعة جدًا بعد في الـ “أرشيف”، التي لا تملك وسيلة للتعليق “commenting”، ولكن مؤلفو المسودات يحصلون أحيانا على نقدٍ مفيد عن طريق البريد الإلكتروني. هناك أشكال أخرى من التعليقات غير المباشرة: يتم استشارة الـ”أرشيف” يوميًا من قبل المجتمعات التي تستخدمها وتحفز الكثير من المناقشات غير الرسمية أثتاء تناول القهوة، في نوادي المجلة وعلى لوحات الإعلانات. وتعتبر هذه المحادثات، أينما كانت واحدة من أعظم فوائد الـ “أرشيف”. مولي بيبلز “(Molly Peeples (@astronomolly”، وهي عالمة فلك في معهد علوم تلسكوب الفضاء في الولايات المتحدة الأمريكية، دوّنت بحماس في تغريدةٍ لي:
“كم هو رائع! أتمنى أن يستعيد نشاطه … للـ “أرشيف” تأثير كبير ومنتشر في ثقافة علم الفلك ككل”
موقع أرشفة البحوث البيولوجية الـ “بايوأرشيف”، المولود في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، لديه ميزة تعليقات مُضمنة. هذه الميزة لا تزال نسبيًا تحت الإستخدام – جذبت حوالي 10٪ من الأوراق التي تم تحميلها حتى الآن تعليقات عليها – وهذا قد يكون جيدًا لأن علماء الحياة لا يزال تعوّدهم يتزايد على المنصة الجديدة. يُعد مستوى التعليقات بنسبة 10٪ ملحوظًا رغم ذلك لأنها تتفوق بكثير على معدل التعليقات على الأبحاث المنشورة في المجلات المُحكمة (على الرغم من أن موقع بوب بير “Pub Peer” وقد ظهر كخدمة طرف ثالث مهمة لاستضافة مناقشات حاسمة عن الأعمال المنشورة). وعلاوة على ذلك، فإن فحوى معظم التعليقات مفيدة. ريتشارد سيفر “Richard Sever”، المدير المساعد في “CSHLP” أو “صحافة مختبر كولد سبرنغ هاربر”، التي تدير “بايوأرشيف”، يعتقد أن “المعلقين يحملون فرصة للتأثير على مسار الورقة البحثية.”
وهذه بالتأكيد تجربة أستاذة علم النفس في جامعة أوكسفورد دوروثي بيشوب “Dorothy Bishop”، التي نشرت مؤخرا مخطوطة على موقع “PeerJ” للمسودات، منصة جديدة أُخرى نسبيًا تجذب تعليقات وأسئلة على أكثر من 20٪ من تقديماتها. أخبرتني بيشوب في رسالة بالبريد الالكتروني إن ورقتها حفزت مناقشة بناءة وحاسمة وقد لا تحدث من خلال القنوات التقليدية للمراجعة العلمية:
تقول “لقد وجدتُ كل شيء إيجابي جدًا. كانت ورقتنا نقد لورقة منشورة، وحصلنا على تعليق نقدي واسع من جانب صاحب العمل الأصلي. مثل هذه الحالة لا يتم التعامل معها بشكلٍ جيد من قبل نظام المجلات التقليدية، لأنك قد تستخدم مؤلفو الورقة الأصلية كمدققين – ولكن بعد ذلك يحدث تضارب في المصالح واحتمالية أن تُوقف المنافسة اللاأخلاقية الورقة الناقدة؛ أو إذا لم يكونوا مدققين قد يبررون شكواهم انه قد أُسيء تمثيلُهم. تمتلك الورقة ثلاث مزايا. (أ) يمكن للمؤلفين الأصليين أن يلقوا كلمتهم ويمكن لنا أن نتحمل مسؤولية أخذ النقاط التي أثاروها (ب) التعليق متاح ومفتوح للجميع حتى يتمكن القراء من تقييم نوعية الآراء. و (ج) إذا تم رفض رقتنا لا نزال نمتلك المسودة مع التعليقات التي عليها ضمن نطاق عام، حتى لا يضيع العمل.
توفر خوادم (مواقع ويب) المسودات النقاشات غير الرسمية للأفكار العلمية على نطاق عالمي والذي اقتصر في وقتٍ ما على المراسلات بين أزواج من الأفراد. التعليقات المفتوحة على المسودات أيضًا أُدرجت بشكلٍ مُتزايد في إدارة التدقيق العلمي بواسطة مجلات مبتكرة مثل “PeerJ” و”F1000 research”، و” Atmospheric Chemistry and Physics”و “the newest kid on the block” و”Research Ideas and Outcomes.”
وهناك مزايا أخرى أيضًا. يُمكن للمسودات أن تصبح متنفسًا فعالًا للنتائج السلبية. هذا يعد جانب حيوي من العملية العلمية، ولكن كانت لوقتٍ طويل صعبة للغاية لكي تضاف الى الأدب العلمي حيث يوجد الانشغال المفرط مع الاكتشافات الجديدة وتأكيدات لفرضيات جميلة.
من المُحتمل أن العلماء التقليديين قد أقتنعوا بشكلٍ أكبر من خلال الدليل أن النشر في الـ “أرشيف” يتزايد بشكل كبير من عدد مرات القراءة، والنقد من قبل الباحثين الآخرين. هذا إثبات قوي على فعالية نشرها ضمن خوادم المسودات. وينبغي أن تعطي وقفة للتأمل لأولئك الذين يصرون على نشرها في المجلة الصحيحة اللازمة للوصول إلى الجمهور المناسب.
المسودات لا تشكل علاجًا خارق. تشبُّثُنا بتأثير المجلات مُضمّن عميقًا جدًا، ولهذا السبب، فهي ليست على وشك أن تحل محل المجلات. ولا على الأرجح أن تقضي على جميع عيوب المراجعة والتدقيق العلمي – لا يزال العلم إنسانيًا للغاية وجدليًا مؤسساتيًا. ولكنها وسيلة لتحدي الوضع القائم. عن طريق تسخير ثقافة الإنفتاح وسهولة الوصول التي وفرتها شبكة الإنترنت، وبالإشارة إلى التعاون، روح الهواة التي لا تزال طليقة داخل المجتمع العلمي، يمكن للمسودات أن تساعد على تركيز الاهتمام حيث المهم – على العمل نفسه، وليس حيث يتم نشره. بالقيام بذلك، لديهم القدرة على تنشيط المؤسسة العلمية. إذا أمكن لمتبني مُتأخر مثلي أن يرى الفوائد، يجب أن يكون هناك أمل للآخرين – بدرجة أكبر، إن نشر العمل باعتباره ورقة هو خطوة عملية صغيرة بحيث أن العديد من الباحثين قد يستغرق اليوم (مع ذلك ولسوء الحظ أنني لم أجد الخادم (الموقع) المناسب لورقة في علم الصيدليات).
هذه الخطوات الصغيرة هي التي تصنع الثورات في بعض الأحيان.
المقال بواسطة ستيفن كوري (Stephen_Curry@)، أُستاذ علوم البيولوجيا التركيبية في الجامعة الملكية.
المصدر: هنا