إنّ النُطفَ الصحية ليست متوفرةً دائماً لدى الرجال. فلا يمكنُ أنْ يطلقَ على نُطف الرجل بأنَها صحيةٌ إلا بعدَ دراستها من حيث الكمية، الحركة والتركيب فكلﱡ هذه الصفات تشاركُ بشكلٍ أو بآخر في تقييم جودة النُطفِ لدى الرجل.
ووفقاً لدراسةٍ جديدةٍ نُشرت في مجلةِ العلوم النفسيةِ التطورية Evolutionary Psychological Science journal، فإنﱠ هذه الصفات قد تتغيرُ مع وجودِ شريكةٍ جديدةٍ في العلاقة الجنسية.
أوضحَ الباحثون المشرفون على هذه التجربةِ من جامعة ووستر في أوهايو: “نتائجُنا التي توصلنا إليها هي الأولى من نوعها والتي تُثبتُ بأنﱠ السائل المنوي الناتج عن عمليةِ القذف لدى الرجال يتغيرُ من حيث السلوكِ والتركيبِ استجابة للتنبيهِ الذي يتلقاهُ من امرأة تشاركُه العمليةَ الجنسية للمرةِ الأولى”
من المعروفِ بأنﱠ ردودَ الفعلِ السلوكية والفسيولوجية للذكور تتأثرُ عندما يكونون مع شريكات جدد.على سبيل المثال، في دراسةٍ أجريت في عام 2000 وُجِد الرجالُ المشاركون في هذه الدراسة بأنﱠ التعرضَ المتكررَ لنفسِ التحفيزِ الجنسي لم يُسهم في جعلهِ أقلﱠ تأثيراً في تهيجهم الجنسي فقط وإنما أصبح أقلﱠ إثارةً للشهوةِ الجنسيةِ وأقلﱠ إثارة لاهتمامهم.
وكذلك وُجِدَ بأنﱠ الإثارةَ الجنسية وبالتالي محيط القضيب قد ازدادت عند تعرضِ الذكور لتحفيزٍ جنسي جديدٍ من أنثى جديدة وذلك بعد تعويدهم على تحفيزٍ جنسي متكرر من قِبل أنثى معينة. هذه النتائجُ لها صلةٌ وثيقةٌ بالفسيولوجية الفطرية للرجُل، والتي تعملُ على زيادة فحولتهِ عندَ مواجهته لشريكٍ جديدٍ في العمليةِ الجنسية، مما يعملُ على تحسين فرصهِ في إنتاجِ النسل.
في هذه التجربة، كان هدف الباحثين الكشفُ فيما إذا كانت صفاتُ السائلِ المنوي الذي يقذفُه الرجل تتغيرُ استجابةً لمحفزٍ جنسي من قِبَل أنثى مألوفة أم لمحفزِ جنسي من قِبَل أنثى جديدة. تمﱠ جمعُ 21 رجلاً من الرجالِ المستقيمين (أي الرجال الذين يميلون إلى الإناث) بينَ الأعمار 18 و23 سنة وقدْ طُلبَ منهم مشاهدةُ 7 مقاطعٍ جنسيةٍ في غرفةٍ خاصة كل 48 الى 75 ساعةً لمدةٍ 15 يوماً.
كانتِ المقاطعُ الست الأولى من تمثيلِ نفس الممثلةِ ونفس الممثل، في حين كانَ الفيلمُ السابعُ من تمثيلِ نفس الممثل ولكنْ كانتِ الممثلةُ مختلفة. كانَ كلﱡ مقطعٍ يتكونُ من 3 دقائق مقتطعة من فيلمٍ يتكونُ من 20 دقيقةً وقد تمﱠ تكرارُ العرضِ عليهم حتى قذفَ كلﱡ الرجال.
تم إعطاءُ هؤلاءِ الرجال تعلمياتٍ معينةً تطلبُ منهم تسجيلَ الوقتِ الذي بدأوا فيه بمشاهدة الفيلم، الوقت الذي قذفوا فيه وفيما إذا كان جميعُ السائل المنوي الناتج عنْ عملية القذف قد تمﱠ جمعُه في إناءٍ خاصٍ بالجمع. قيَم الباحثون السائلَ المنوي الناتج عن عملية القذفِ لجميع المشتركين في التجربة من حيث الوقت المستغرق للقذف، كمية السائل المنوي، وعدد النُطف التي لها القابلية على الحركة. ولم يتم احتساب السائل المنوي الذي لم يُجمع في الإناء الخاص بالجمع.
كشفتِ النتائجُ بأنﱠ الوقتَ الذي استغرقهُ المشاركون للقذف تراوحَ بينَ 4 الى 21 دقيقة. وبالنسبة للمقاطعِ الست الأولى، فلم يكٌن هنالكَ أيﱡ تعود، بمعنى أنﱠ العرضَ المستمرَ لنفسِ المرأة لم يؤدﱢ إلى زيادةٍ أو نقصانٍ في الوقتِ المستغرقِ للقذف. مع ذلك، قذفَ المشاركون في التجربة بسرعةٍ أكبر وبجودةٍ أعلى عند مشاهدتهم للفيلم السابع، والذي مثلت فيه امرأة جديدة.
يظنﱡ الباحثونَ بأنﱠ هؤلاء الرجال كانوا أكثرَ قدرةً على إنتاجِ نُطفٍ أعلى جودة عندَ تحفيزهم بمحفزٍ جنسيٍ جديدٍ عن طريق أنثى جديدة لسببين. السببُ الأول هو اعتقادُهم نظريا بأنﱡ نُطفهم محفوظةٌ مسبقاً أو أنهم قد خصبوا بيوض النساء اللواتي تزاوجوا معهن في وقتٍ سابق.السببُ الثاني، هو صلةُ هذه النتائج بالمنافسة بين النُطف، والتي تشيرُ إلى المنافسةِ بينَ النُطف العائدةِ لرجُلين مختَلفين من أجلِ تخصيبِ بيضةٍ عائدةٍ لإمرأٍة واحدة. وهذا يحصلُ بصورةٍ أكبر في العلاقات الجنسية المتعددة (عندما يقومُ الناس بممارسة الجنس مع الآخرين أكثر من ممارستهم إياه مع شركائهم).
الجنس العرَضي (العلاقة الجنسية التي تتم بين اثنين لا يعرفان بعضهُما جيداً) لا يلقي الضوء فقط على رغبة الشخص في ممارسة الجنس مع أكثر من شخصٍ واحد.بل إنهُ يؤثرُ أيضاً في كيفية تشخيص العقم لدى الرجال ومن الممكن أنْ يساعدَ في ابتكار آلياتٍ جديدةٍ تساعدُ في الإنجاب والقضاء على العقم. حيث أنﱠ تحديد السلوكيات المسجلة في العلاقات الجنسية المعتادة سيساهم في تطوير عملية تشخيص العقم لدى الرجال، في حين يمكن استعمال تحفيزٍ جنسي جديد عن طريق امرأة جديدة في تطوير طرقٍ وآلياتٍ مبتكرة تساعدُ أولئك المصابين بالعقمِ على الإنجاب.
المصدر: هنا