نعلم جميعاً أن زيادة الطعام مضرة بالصحة، لكن الأدلة العلمية زادت في الفترة الأخيرة حول أن حتى الكمية الطبيعية من الطعام قد تزيد من فرص تدهور صحتك وحتى تقليل سنوات عمرك. وقد بنيت هذه الفكره حول دراسات لكائنات أبسط. رغم إنه تبين أخيراً أن تقليل السعرات الحراريه يحد من الأمراض المرتبطة بالسن ويزيد من عمر القردة.
الآن، وأخيراً لدى العلماء بعض الأدلة عن حدوث نفس الآثار لدى الإنسان، بالإستعانة بنفس ما اكتشفه الباحثون عند القوارض، اتباع حمية مصممة لتحاكي آثار الصيام لمده لا تزيد عن خمسة أيام في الشهر تقلل مسببات التعرض للعديد من المشاكل الصحية، ومن ضمنها أمراض القلب والأوعية الدموية. والأفضل من ذلك أن كل تلك الفوائد تأتي من دون آثار جانبية كثيره ظاهرة.
لأول وهلة، يبدو مفهوماً غريباً أن تقليل السعرات الحرارية يؤثر بصورة إيجابية على الصحة. فمن المعلوم أن التقييد الغذائي يؤدي إلى تغييرات في الخلية والتمثيل الغذائي كما يؤثر على بعض الأشياء مؤدياً لتلف والتهاب الخلايا كرد فعل، و الجزيئات المحتوية على الأوكسجين في الجسم، كلاهما مرتبط بالعديد من الأمراض مثل السرطان والخرف.
بالإضافة لذلك، أظهر الصوم المتقطع -وهو حالة متطرفة من التقييد الغذائي- مساعدة للفئران لدرء السرطان، وأمراض القلب، والتلف التدريجي لخلايا الدماغ. علاوة على ذلك، ثبت أن لها آثاراً جانبية مفيدة على الإنسان، مثل خفض ضغط الدم. لكن يصعب على البشر تأدية الصوم، ويمكن أن يكون خطيراً. ولهذا من أجل فحص إثاره أكبر. قام باحثون من جامعه كارولينا الجنوبية بإجراء حمية مشابة للصيام، والحصول على نفس الآثار على الجسم.
أول اختبار لها كان على فئران بدورة شهرين لأربعة أيام بدءاً من منتصف العمر، وقد أظهرت قائمة تطول لكثرة آثارها المفيدة. حيث سمحت بتجديد الأعضاء والأنظمة المتعددة، وقلصت الدهون، وقللت معدل الإصابة بالسرطان، وجددت شباب النظام المناعي وساعدت تلك الحيوانات على إطالة عمرها عدة أشهر، ويعد هذا بالشيء الكثير لمثل تلك الحيوانات قصيرة العمر.
وبالإضافة لما سبق، عندما جرب الباحثون تلك الحمية على فئران أصابتها الشيخوخة، سمحت بنمو خلايا الدماغ المسؤولة عن الإستجابة للتعلم والذاكرة. وهو تأثير أدى لتحسن ملحوظ في الاختبارات المعرفية، إن هذا التأثير لا يعزى لتقليل السعرات الحرارية فقط إذ أن الحيواناتقليلة السعرات والصائمة تعطى نفس كمية السعرات الحرارية كل شهر.
آخذين الأمر خطوة للأمام، جمع الباحثون 19 شخصاً في مجموعة صغيرة لكي يخضعوهم للحمية. وتم تقليل السعرات الحرارية اليومية
نشر في مجلة “تمثيل الخليه الغذائي”، شُدّت خصورهم، انخفض السكر في الدم وقلّت مستويات الخلايا المتعلقة بالسكر،وأمراض القلب والأوعيه الدموية والسرطان مقارنة بالمجموعة الأخرى.
شجعت هذه النتائج الباحثين ليطلبوا تصريح الـFDA – إدارة الغذاء والدواء – للسماح بهكذا أنظمة، لكنهم يحذرون من خطر صيام الأشخاص من تلقاء أنفسهم، كما أن الصيام لا يناسب الجميع. والأكثر من ذلك، إن لم يؤد بصورة صحيحة فسيشكل خطراً على الصحة.
المصدر: هنا