يقع هذا الحقل المزدحم بالنجوم، والمشابه لعرض أضواء العطلة، في قلب سربٍ من النجوم العملاقة يُعرف باوميغا سنتوري (Omega Centauri). يُعد أوميغا سنتوري، المُكون من حوالي 10 مليون نجم، العنقود الأكبر في درب التبانة بين مجموعة مكونة من 150 عنقود كروي (globular clusters) تقريباً. وهذا العنقود كبيرٌ إلى درجة يستطيع معها راصدي النجوم رؤيته بالعين المجردة في نصف الكرة الجنوبي أو عند خطوط العرض الشمالية المنخفضة.
تُزودنا ألوان النجوم بمعلوماتٍ عنها، فالنجوم الزرقاء اللامعة هي النجوم القديمة والحارة التي تحرق الهليوم بدلاً عن الهيدروجين في قلبها. أما النجوم الحمراء اللامعة فهي عمالقةٌ باردة تتجه نحو مراحل متقدمة من العمر، والنجوم الحمراء الأكثر خفوتاً هي أقزام باردة ستعيش لفترة طويلة جداً، والنجوم البيضاء هي نجوم متوسطة الحجم وموجودة في منتصف عمرها.
من الواضح إنّ النجومَ تدورُ بصورة عشوائية حول مركز اوميغا سنتوري ويمكن تشبيهها بسرب من النحل. وبسبب بعدها البالغ حوالي 17000 سنة ضوئية عن الأرض، نحتاج إلى العديد من السنوات لملاحظة أي تغير حاصل في مواقعها. ولذلك فإن علماء الفلك بحاجة لقوة هابل لرؤية هذه التغيرات. ومن المستحيل أن تقوم التلسكوبات الأرضية باكتشاف النجوم الفردية لأن مركز اوميغا سنتورس مزدحم جداً ولأن الغلاف الجوي للأرض يحجب الرؤية.
حلّل عالما الفلك جاي اندرسون (Jay Anderson) ورولاند فان دير ماريل (Roeland van der Marel) من معهد علوم تلسكوبات الفضاء أرشيف مراقبات تلسكوب هابل الخاص بالنجوم الموجودة في مركز اوميغا سنتوري، والذي تمَّ تجميعه خلال أربع سنوات من 2002 إلى 2006 باستخدام الكاميرا الاستقصائية المتقدمة.
قاما بعد ذلك بمقارنة مجموعة من مراقبات هابل مع قياس حركات أكثر من 100 ألف نجم موجود في العنقود. وبعد ذلك استخدموا القياسات للتنبؤ بحركة تلك النجوم خلال الـ 10 آلاف سنة القادمة.
افترضت البحوث القديمة وجود ثقب أسود في مركز أوميغا سنتوري. لكن بدا ذلك الاحتمال غير مرجح عند الأخذ بعين الاعتبار دراسة اندرسون وفان دير ماريل؛ فالنجوم الموجودة في مركز أوميغا سنتوري لا تتحرك كما كانت ستفعل لو أنَّ ثقباً أسوداً يُمارس سحباً ثقالياً عليها، ويُوجه تحركاتها.
المصدر: أضغط هنا