التشريح- اطلس الجسد
ترجمة: بلسم عبود
بوستر: بهاء محمد
============
لقرون أعتمد الطب الأوروبي على النظرية اليونانية القديمة عن أسباب المرض التي تكون ناجمة عن خلل في توازن سوائل الجسم الأربعة: الدم, البلغم, الصفراء الصفراء و الصفراء السوداء. معرفة الامراض كانت محددة.
فقط في عام 1700 بدأ جيل جديد من الاطباء في البحث و رفضو النظريات القديمة و حصلو على معرفة جديدة عن الأمراض. بعد عام 1800 بدأ هذا التغيير في تغيير فعلي بين الأطباء مؤديا الى ثورة طبية.
التشريح أطلس الجسد
التشريح وجد لعدة قرون, لكن في الخفاء فقط. الكنيسة الكاثوليكية حكمت بأن الجسد المشرح لا يستطيع النهوض في يوم القيامة ولهذا منعت الكنيسة التشريح. في اوائل عام 1800 لأول مرة سمح للأطباء في باريس بتشريح جثث الفقراء, الذين ماتو في المستشفيات و المجرمين الذين تم أعدامهم. لأول مرة أصبح من الممكن اجراء دراسات منهجية لعدد كبير من الجثث و تعيين أعضاء الجسم ووظائفها. الذي أدى الى قفزة في العلوم الطبية في تشخيص عدد كبير من الأمراض.
لعدة قرون كان الأطباء والفنانين يسرقون الجثث ليتكمنو من النظر في جسم الأنسان.
اندرياس فيزاليوس طبيب بلجيكي عاش في القرن الخامس عشر. هو مؤلف كتب عديدة عن تشريح جسم الأنسان. يعتبر فيزاليوس مؤسس علم التشريح الحديث.فيزاليوس هو الأسم اللاتيني للأسم أندياس فان فيسيل ويدعى أيضا أندرياس فيزال.
ولد فيزاليوس في مدينة بروكسيل في عائلة طبية معروفة. أحد اجداده, جان فان فيزيل درس الطب في جامعة بافيا و بدأ في تدريس الطب في جامعة لوفان في عام 1428. اما عند جد فيزاليوس كان الطبيب الشخصي للأمبراطور ماكسيميليان, بينما والده, أندرياس فان فيزيل, عمل كصيدلاني لماكسيميليان ولخليفته كارل الخامس. أندرياس حث أبنه على الأستمرار في مسار العائلة لهذا سجله في مدرسة الأخوة في الحياة المشتركة ليتعلم اليونانية و اللاتينية.
في عام 1528 بدأ فيزاليوس دراسته في جامعة لوفان لدراسته العلوم الانسانية اولا وبعدها درس الطب في جامعة باريس. هنا درس نظريات جالينوس تحت أشراف جاك دوبوا و جان فيرنيل. هنا بدأ شغفه في علم التشريح, لوحظ بأستمرار انذاك في تواجده في مقبرة المقدسين الأبرياء في باريس اثناء دراسته العظام.
في عام 1536 رغم على مغادرة باريس عندما ساءت العلاقة بين فرنسا و الامبراطورية. عاد الى لوفان وانهى دراسته في العام التالي. كانت أطروحته; hed Paraphrasis in nonum librum Rhazae medici arabis clariss ad regem Almansorum de affectum singularum corporis partium curatione عن الكتاب التاسع للرازي. بعد فترة وجيزة أختلف مع بروفيسوره و غادر لوفان. بعد أقامة قصيرة في البندقية أستقر في بادوا, حيث بدأ دراسته للدكتوراه في جامعة اريستاروم في عام 1537.
بعد نوله الدكتواه عرض عليه منصب محاضر في الجراحة و التشريح في الجامعة ذاتها. في الوقت ذاته كان ايضا يشغل منصب محاضر في بولونيا و بيزا. التدريس في هذه المادة تعتمد على قراءة النصوص الكلاسيكية, , و تشريح الحيوانات اثناء القاء المحاضر محاضرته. حتى ذلك الوقت لم تكن هناك محاولات للتحقق من صحة افتراضات جالينوس. فيزاليوس أستخدم التشريح كمادة جديدة و أداة تعليمية أساسية. الملاحظة المباشرة كانت المصدر الوحيد الموثوق للمعرفة. كانت طفرة هائلة في مجال الطب.
على أساس عمله في التشريح قام برسم 6 لوحات توضيحيه لطلابه وعندما علم بأن طلابه اصبحو يستنسخونها لهذا قرر بنشرها في عام 1538 بعنوان Tabulae Anatomicae Sex. و في عام 1539 أرسل نسخة محدثة من دليل جالينوس للتشريح. بسبب هذا حصل على نقد وهجوم واسع.
في عام 1539 أهتم قاض من القضاة في بادوا في عمل فيزاليوس وأعطاه الفرصة بتشريح جثث المجرمين المعدموين. من هذه المادة بنى فيزاليوس مجموعة مخططات للتشريح. كثير من هذه المخططات رسمت من رسامين محترفين وحصول على جودة أعلى بكثير من الرسوم السابقة في أعماله السابقة.
عندما كان في بولونيا في عام 1541 كانت جميع دراسات جالينوس مطبقة على تشريح الحيوانات, لان التشريح كان ممنوع في الامبراطورية الرومانية. لهذا شرح جالينوس القردة لأنها مماثلة للبشر تشريحيا. هذا أعطى فيزاليوس الفرصة لتصحيح كتاب جالينوس الشهير Opera Omnia وفي نفس الوقت بدأ كتابة عمله التشريحي الخاص به. الى أن أعلن بأن ملاحظات جالينوس أستخدمت بدون تمحيص لانه أجرى دراساته علي القردة والاستنتاجات طبقت على البشر. لم يستطع الجميع التخلي عن جالينوس كمصدر, وأصبح الكثير من يعادي فيزاليوس لانه أعلن عن خطأ جالينوس.
أستمر فيزاليوس في بحثه الحماسي لدثر العلوم الطبية من العالم القديم, عندما نشر أدلة أن نظريات Mondino de Liuzzis وأرسطو على أفتراضات خاطئة. مثلا وصفهم لبنية القلب ووظيفته كانت خاطئة.
في عام 1543 أجرى فيزاليوس تشريح عام ل Jackob Karrer Gebweiler, مجرم سيئ السمعة من مدينة بازل. وكان مساعده الجراح Franz Jeckelmann, فجمع الهيكل العظمي و تبرع به لجامعة بازل. هذا الهيكل معروض اليوم في متحف التشريح في مدينة بازل.
طبيب الامبراطور في عام 1564 حكم على فيزاليوس بالرحيل الى الاراضي المقدسة بدلا من حكم الاعدام. هذا بسبب اتهامه بتشريح جثة ارستقراطي اسباني. لكن فيليب الثاني أعترض على الحكم وعوضا عن ذلك رحله الى الاراضي المقدسة. هذه القصة رفضت في التاريخ الحديث.
في عام 1564 مات فيزاليوس في طريق عودته من القدس.
المصادر:
Illustreret videnskab: historie 4/2008
http://archive.nlm.nih.gov/proj/ttp/vesaliusgallery.htm http://da.wikipedia.org/wiki/Andreas_Vesalius
http://en.wikipedia.org/wiki/Holy_Innocents%27_Cemetery
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%86%D9%88%D8%B3