أعلن الروسي فاليري سبايريدونوف Valery Spiridonov ذو الـ 30 عاماً هذا الأسبوع أنه سيكون موضوعاُ لأول عمليّة زرع رأس بشري من نوعها، حيث سيتبرّع برأسه ليُفصل عن جسده ويُزرع في جسد شخص آخر. قد يبدو الأمر وكأنه مزحة ثقيلة، لكنه للأسف أمر حقيقي.
أوجز الجراح الإيطالي سيرجيو كانافيرو Sergio Canavero سابقاً في هذه السنة تقنية الزرع التي ينوي تنفيذها في صحيفة جراحة الأعصاب العالمية Surgical Neurology International، حيث قال أنه ينوي إطلاق المشروع خلال المؤتمر السنوي لجراحي العظام والأعصاب الذي سيُعقد في يونيو حزيران في الولايات المتحدة، وسيقوم بدعوة عدة باحثين ليساعدوه في تحقيق حلمه بزراعة رأس بشري.
إلى الآن قد تبدو فكرة غريبة -ولا تزال- إلا أن الفرق الآن أن سيرجيو لديه متبرع حَيّ يمشي ويتنفس والذي سيكون كفأر التجارب البشري، ومن المتوقع أن تستمر العملية لمدة 36 ساعة وبطاقم يتكون من 150 طبيب و ممرض بقيادة كانافيرو.
يقول كرستوفر هوتون Christopher Hootan من صحيفة The Independent: “ليس الموت هو الشيء الوحيد المقلق فحسب.”
ويُسهب: ” ينوي سبايريدينوف وهو المصاب بمرض _ ويردنك هوفمان _ Werding-Hoffman (ضمور العضلات الشوكي) الذي تتراجع صحته بسرعة، أن يجرب حظه في جراحةِِ تجريبية حيث لا يمكنك لومهُ، ولكن أذا رفض الجسد المُتلقي رأسه بعد الجراحة فإن مصيرهُ سيكون أسوأ من الموت.”
يقول الدكتور هانت باتجر Hunt Batjer الرئيس المُنتخب للوكالة الأمريكية لجراحي الأعصاب: “لا أتمنى أن يحدث هذا لأي أحد، وقد لا أسمح بأن يفعل أي أحد مثل هذا بي، فهناك العديد من الأشياء التي هي أسوأ من الموت.”
وبالحديث إلى العديد من الخبراء في الطب والجراحة، حدد هوتون بدقة مشكلة قد يبدو أن أعظم عمليات نقل الرؤوس وأكثرها مثالية لا يمكنها أن تقوم بتخفيف آثار هذه المشكلة أو حتى التقليل من آلامها، حيث إننا لا نعلم ما يمكن أن يحدث بعقل سبايريدينوف جراء هذه العملية.” فلا يوجد أي دليل على ما قد يحدث بعد عملية الزرع وكل الوصلات الجديدة والمواد الكيميائية الوافدة، فكيف سيتعامل رأسه أو دماغه فجأةً مع كل هذا؟!
وما الذي سيحدث بالحالة النفسية لسبايريدينوف (Psyche)؟
يصف هوفمان ذلك بأنه شيء يثير القشعريرة حيث يقول: “ربما تكون النتيجة جنوناً لم يحصل حتى هذا اليوم في المُستوى والنوعية، سيحدث هذا حقاً ونحن مُرتاعون منه، لكنها قد تكون فكرة بمنتهى الروعة لفيلمٍ سينمائي.”
المصدر: هنا