كيف ستبدُ الحياة اذا لم تكن هناك بكتريا على الأرض؟ هل سنبقى على قيد الحياة؟
ماذا سيحدث إذا لم تكن هناك بكتريا على الكوكب؟ الحياة ستمضي، لكن قد تكون فقاعة دائمة مخنوقة أو ملفوفة من البراز، وبالتأكيد لن تستمر طويلاً. نُشرت وجهة النظر هذه في (Plos biology) هذا الأسبوع. لإستكشاف أهمية الخدمات الميكروبية، أراد جاك جيلبرت “Jack Gilbert” من “Argonne national Laboratory” وجوش نويفلد “Josh Neufeld” من جامعة وترلو “university of waterloo” رؤية ماذا يحدث لعالمٍ خالٍ من الميكروب، تمّ تنفيذ سيناريو إفتراضي في ثلاث مراحل؛ أولاً _ تخلّصوا من الأحياء الصغيرة لأمعاء الإنسان “بكتريا المعدة “بعد ذلك إستأصلوا البكتريا البدائية، وأخيراً إستنتجوا بواسطة تطهير جميع الكائنات الصغيرة، بما في ذلك الفيروسات والفطريات والطلائعيات والطحالب بأنّ الميكروبات قد يكون لها الفضل في إدامة الحياة بفضل تجمعاتها التي لاتُعد ولاتُحصى والأدوار الرئيسية التي تلعبها في جميع العمليات الكيميابيولوجية، لكن مامدى صحة مقولة لويس باستور “Louis Pasteur” عندما قال: “ليس من المُحتمل أن تدوم الحياة طويلاً عند غياب الميكروبات”؟ إذا لم يكن لدينا بكتريا الأمعاء ستكون لدينا أنظمة المناعة ضعيفة وسينخفض حجم الجهاز وتسبب مشاكل في المعدة، مع ذلك ستُحلّ معظم القضايا الناتجة عن التغذية غير الصالحة، جميع المكونات الغذائية اللازمة يمكن توليفها كيميائياً. العائق الأكثر ضرورية لإحتضان مثل هكذا نمط من الحياة هو وضع كل شخص داخل فقاعة إلى الأبد.
بدون مساعدة الميكروبات لتدريب جهاز المناعة لدينا فإنّ التعرض المفاجئ لمسبّبات الأمراض سوف يُقصّر من حياتنا، يمكننا مع ذلك العيش خارج الفقاعة إذ لا وجود للجراثيم والبكتريا، ولكنّ عمليات التمثيل الضوئي “البناء الضوئي” ستتوقف في غضون سنة لأن النباتات بحاجة إلى بكتيريا النيتروجين للنمو، ولذلك فإن ثنائي أوكسيد الكربون سوف يزداد في الغلاف الجوي، إنّ الأبقار والأغنام والماعز ستهلك، والنفايات سوف تتراكم بنسبة متزايدة، على الرغم من صناعاتنا للألبان وتربية الماشية وشركات التكنولوجيا الحيوية ومنتجي المواد الغذائية والمستشفيات وأنظمة معالجة مياه الصرف الصحي والأنظمة سوف تضع العناوين الرئيسية في غضون يوم أو يومين وسيستغرق الأمر منا على نحو إسبوع لادراك ماحدث، واضعين عنوان “إبادة معظم البشر والأحياء غير المجهرية على هذا الكوكب ستتبعها فترة طويلة من الجوع والمرض والاضطرابات والحروب الأهلية والفوضى والاختناقات الكيميابيولوجية”.
دون أي ميكروبات، أول شيء لاحظناه هو صدمة (على ما يبدو معجزة) غياب الأمراض من نزلات البرد وفطريات القدم إلى الملاريا والايبولا، لكن الآن نحن لانملك الفطريات للمساعدة على التحلّل، وسنكون مخنوقين من النفايات الخاصة بنا، وسوف تبقى مجموعة صغيرة من البشر والحشرات على قيد الحياة لفترة من الزمن، ربما حتى لبضعة قرون لكن البقاء لمدة طويلة هو أمر مشكوك به. يقول الباحثون: إنّ أدوارها “الميكروبات” ليست بالضرورة فالاشعة تحت الحمراء بإمكانها أخذ الدور.
عندما تسمع شخصاً يدّعي بأننا لا نستطيع العيش بدون ميكروبات، من الافضل أن تطلب منه التأهّل للتقرير، فإننا لا نزال قادرين على تناول وهضم الطعام؟ نعم، سوف تنطفئ الحياة في غياب البكتيريا والأحياء البدائية أو في العالم الخالي من الميكروبات؟ على الفور، وليس كل الحياة، وربما ليس لفترة طويلة.
المصدر: هنا