كُتّاب ناشيونال جيوغرافيك للعلوم ومُدوني ومُلتقطي التطورات والإختراعات الرائدة التي ينبغي أن تحصل على جائزة نوبل.
بِقلم: فريق عمل ناشيونال جيوغرافيك
تاريخ نشر المقال : 6- اكتوبر-2014
· الاصطناع التطوري الحديث:
عندما سُلِمت جائزة نوبل في العام 1901؛ كان علم الأحياء التطوّرية لايزالُ فتياً.
لم يكُن عُلماء الأحياء في ذلك الوقت يَعرِفون الكثير عن التفاصيل الدقيقة لتَغيُر الحياة على مر الأجيال. حتى إن البعض شَككوا بِمَفهوم الإنتقاء الطبيعي وبعض المَفاهيم الأُخرى لنظرية التطوّر لداروين.
مابين الأعوام 1920 و 1950، مجموعة من عُلماء- الوراثة، والطبيعة، والحفريات- لاحظوا كيف يُمكن للطفرات أن تَنشأ وتَنتشر، وتَتصرف كما لو أنها المادّة الخام للتطوّر. جاءت هذه النظرة الجديدة للحياة لتُكوّن ما يُعرف بالإصطناع الحديث (modern synthesis). وفتح عملهم هذا الأفاق إمام التقُدم الملحوظ في مَعرفتنا لتاريخ الحياة.
· المادّة المُظلمة:
إذا توغلنا في التاريخ، سَنَجد هُناك الكثير من الإكتشافات الفلكية التي تَستحق جائزة نوبل، بما في ذلك قوانين (كبلر)، وأول إثبات بأن الكون في حالة تَمدُد، الذي حصل في مُستهل القرن العشرين، وتَصنيف النجوم بإستخدام بصماتِها الطيفية. ولكن اكتشاف المادّة المُظلمة يُعد الإنجاز الحديث الذي رُبما تجاهلتهُ لجنة جائزة نوبل إلى حدٍ كبير.
لاحَظَ كل من فيرا روبين (Vera Rubin) وكينت فورد (Kent Ford) إن النجوم في حافات المَجرات تَتَحرك بِنفس سُرعة النجوم بالقرب من الوسط – بِعِبارة أُخرىن، كانت تلكَ المَجرات تَدور بِسُرعة، بِحيث إنها قدّ تنفلت مُبتعدةً لولا وجود شيءٍ غير مرئيٍ ساهم مع فعل الجاذبية بِضمها معاً.
عُرف هذا الشيء غير المرئي بالمادّة المُظلمة – وهي مادّة غامضة تُمثل ما يُقارب 90 بالمائة من كُتلة الكون. وهي لا تَبعث الضوء أو تعكسهُ، ولا تتفاعل مع المادّة الإعتيادية بأي شكلٍ من الأشكال.
بسبب طبيعتها الخَفية والزَلِقة، ظلت المادّة المُظلمة نفسها شيً بعيد المَنال. بِعبارة أخرى، لم يكُن العُلماء متأكدين تحديداً ماذلك الشيء. ورُبما كان هذا الشك ما حال دون إعتراف لجنة نوبل بهذا الإكتشاف، بالرغم من ذهاب جائزة نوبل في الفيزياء للعام 2011 إلى اكتشافات كونية غامضة مُماثلة.
· شجرة الحياة:
بينما كان العُلماء يُصنفون الميكروبات إستناداً لِشكلها، إبتدع كارل وويس (Carl Woese) طريقةً للتكُهن بالعلاقات بينها عن طريق مُقارنة جيناتِها.
تُوضح طريقتهُ وجود نوعاً من الحياة لم يُكن مُعترّفٌ عليهِ سابقاً؛ ألا وهي العتائِق المجهرية (Microscopic Archaea). وإستخدم العُلماء تقنيتَهُ لِفهرسة مجموعة مُنوعة من الميكروبات التي تعيشُ في أجسامنا، وتؤثرُ على صحتنا، ورسم العلاقات التطورية للكائنات الصغيرة و الكبيرة.
بِفضل وويس، اكتسبت شجرة الحياة جذعها الثالث، واكتسبت فروعاً أكثر، وأغصاناً جديدة. توفي ويس في العام 2012، وجوائز النوبل لا تُمنح للعالم بعد وفاتهِ. ولكن من السُخف أن الشخص الذي كَشف النقاب عن النِطاق الكامل للحياة، يحرمهُ شيئاً تافهاً مثل الموت من الفوز الجائزة.
· نهضة الديناصورات
عَيّنَ عالم الحفريات جون أوستروم (John Ostrom) من جامعة ييل (Yale University) واحداً من أهم الأنواع المُكتشفة على الإطلاق. أُطلق على هذا الحيوان – الديناصور ذو العمر 110 مليون سنة- إسم داينونيكوس (Deinonychus) «أو ذو المخالب الرهيبة» . كان هذا الوحش السحالي – ذو الحجم البشري والأيدي القابضة والمخالب الشبيهه بالمنجل – قد جاب الأراضي بواسطة إصبع قدمه المرنة.